نساء شمال وشرق سوريا ولبنان يعاهدن بمتابعة مسيرة شهيدات مجزرة باريس

عاهدت النساء في شمال وشرق سوريا ولبنان، بمتابعة مسيرة الشهيدات، سارا وروجبين وروناهي، وتصعيد نضالهن من أجل الحرية والعدالة والمساواة.

يصادف في 9 كانون الثاني من كل عام، ذكرى استشهاد المناضلات الثلاث ساكينة جانسير (سارا) وليلى شايلمز (روناهي) وفيدان دوغان (روجبين)، اللواتي تعرضن للاغتيال في العاصمة الفرنسية باريس عام 2013، على يد عملاء دولة الاحتلال التركي.

وفي الذكرى السنوية الـ 12 لاستشهاد المناضلات الثلاث، نظمت سلسلة فعاليات في شمال وشرق سوريا وفي لبنان.

حلب

في حلب، تجمعت العشرات من عضوات وممثلات الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والمجالس والكومينات والحركات النسائية أمام مركز مؤتمر ستار الواقع بحي الشيخ مقصود في حلب، للمشاركة في بيان أدلى به مؤتمر ستار.

أشار البيان الذي قرأته عضوة منسقية مؤتمر ستار فاطمة محمد، إلى تعرض الشعب الكردي منذ التاريخ للمجازر والإبادة من قبل الفاشية التركية إلى حين ظهور حركة تحرر كردستان التي كانت المرأة فيها أساس نضال وكفاح مستمر من أجل حرية كل النساء، حيث كانت المناضلة ساكينة جانسيز أول النساء اللواتي انضممن إلى صفوف الحركة.

وأوضح أن آلاف النساء تأثرن بنضال ساكينة جانسيز وانضممن إلى الحركة بحثاً عن الحرية، مؤكداً أنها كانت ذات شخصية قوية مؤثرة وحرة ومحبة للعدالة، تعرضت للاستهداف مع رفيقتيها ليلى شايلمز وفيدان دوغان في باريس.

ولفت الانتباه إلى عدم اتخاذ فرنسا أي خطوات جادة لملاحقة القتلة رغم ادعائها بأنها دولة ديمقراطية تحمي حقوق الإنسان.
مؤتمر ستار، في الوقت الذي أدان فيه الجرائم المرتكبة بحق النساء، طالب بمحاسبة قتلة النساء والمسؤولين عن مجزرة باريس الأولى، وعاهد الشهيدات والشهداء بمتابعة مسيرتهم في نشر رسالة الأمة الديمقراطية وبناء مجتمع يسود فيه العدالة والمساواة.
في سياق متصل، أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) بياناً كتابياً، أشارت فيه إلى مرور 12 عاماَ على استشهاد المناضلات سارا وروجبين وروناهي، اللواتي سخرن حياتهن للعدالة الاجتماعية وحرية المرأة.

ولفت البيان إلى أن منظمة العفو الدولية كانت قد صرحت إنه ينبغي القيام بتحقيق شامل في مقتل الناشطات الكرديات الثلاث في باريس، وبأسرع وقت ممكن، حيث تم توجيه أصابع الاتهام إلى تركيا، لكن حتى الآن لم يتم إجراء تحقيق شفاف في المجزرة، ما يظهر تواطؤاً مع المجرمين للحفاظ على أجندتهم الخاصة.

ودعت حركة المجتمع الديمقراطي الشعب الفرنسي وحكومته الالتزام بقيمها الإنسانية والديمقراطية، للكشف عن حقيقة الدولة الفاشية التركية وإجرامها، ومحاسبة مسؤولي ومنفذي المجزرة.

وعاهد في بيانه "شهيدات الحرية بالاستمرار في النضال والعمل حتى تحقيق الأهداف التي ناضلن لأجلها في بناء مجتمع ديمقراطي وحر".

ودعت حركة المجتمع الديمقراطي، منظمة العفو الدولية والمراكز الحقوقية والقانونية الدولية لوضع حد لإجرام دولة الاحتلال التركي "بحق شعبنا ومناضليها وقادتها ونشطائها"، وشدد على وجوب محاسبة المجرمين مضيفاً "وإن لم يحاسبوا قانونياً على إجرامهم، فإن المحاسبة التاريخية من قبل شعبنا لا بد وأن تأتي يوماً".

لبنان

في السياق، نظّم مؤتمر ستار في لبنان سلسلة اجتماعات في عدة مناطق بلبنان.
وأكدت المشاركات في الاجتماعات أن اغتيال المناضلة ساكينة جانسيز ورفيقتيها، كان استهدافاً لحركة المرأة الكردية ومحاولة لضرب عملية الحوار الديمقراطي والحل السلمي للقضية الكردية، وأشرن إلى أن هذه الجريمة جاءت ضمن حملة قمعية تستهدف النساء الرياديات الساعيات لتحقيق الحرية والمساواة.

وأشادت المشاركات بنضال ساكينة من أجل حقوق المرأة، حيث كانت من مؤسسي حركة التحرر الكردستانية ورمزاً للمقاومة والتنظيم، وكرّست حياتها لتثقيف وتنظيم المجتمع نحو الحرية.

وشددن على مواصلة الكفاح لتحقيق الأهداف التي ناضلت من أجلها الرفيقة ساكينة جانسيز، وتخليد ذكراها التي أصبحت رمزاً للإلهام والوحدة والتضحية من أجل الحرية والعدالة.