منظومة المرأة الكردستانية: لنجعل كل يوم من أيام المرأة مع بناء المجتمع الديمقراطي- تم التحديث

هنأت منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بيوم الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة العاملة، ودعت جميع النساء والحركات النسائية إلى دعم دعوة القائد آبو، التي تعد بمثابة مانيفستو العصر الجديد، بروح وحماس الثامن من آذار.

أدلت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) ببيان مكتوب حول يوم الـ 8 من آذار، اليوم العالمي للمرأة الكادحة.

وجاء في البيان ما يلي:

"إننا نستقبل يوم الـ 8 من آذار، يوم المرأة العاملة في عامه الـ 126 بحماس وأمل كبير وبروح المقاومة، ونستذكر بكل احترام وامتنان كبير جميع شهدائنا في شخص روزا، سارة، صالحة، نسرين وسفيم بللي اللواتي تركنَّ لنا بجهودهن المقدسة إرث الحرية التي خلقتنا، ونهنئ يوم الـ 8 من آذار، اليوم العالمي للمرأة العاملة، على كل النساء اللواتي توافدنَّ إلى الساحات من الآن بانتفاضتهن وحبهن وحماسهن للحرية.

وإننا نحيي بكل احترام ومحبة كبيرين القائد آبو، الرفيق الفريد للنساء والمدافع عن حرية المرأة، الذي خلق حركة حرية المرأة وحوّل روح 8 آذار إلى منظور نعيشه كل يوم.

كما إننا نتفق مع "الدعوة من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي" الذي أطلقه القائد آبو بكل كياننا وقوتنا، ونرى أن قيادة المرأة في إنجاح هذه العملية هو بمثابة واجب وكرامة تاريخية، وإننا ندعو بروح وحماس 8 آذار جميع النساء إلى المشاركة في هذه الدعوة التي هي بمثابة مانيفستو المرحلة وتتويجها بالنصر.

ويمهد نضالنا التحرري النسائي في مواجهة ثقافة السطوة الذكورية، التي تغلغلت إلى أعماق المجتمع من خلال استعباد المرأة، الطريق أمام إعادة إحياء الحياة الحرة والمجتمع الحر الذي يعتمد على حرية النساء، فالنساء اللواتي يهتفنَّ بصوت عالٍ في جميع أرجاء العالم بفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" ويناضلنَّ من أجل الحرية المشتركة، يغيرنّ العالم. وكما ذكر القائد آبو قائلاً: "على مدار تاريخ الحضارة، كان تحرر المرأة مثل زهور الثلج التي تخترق الثلج والجليد في مواجهة الهيمنة والشتاء القاسي والثلوج القائمة على الطغيان والأكاذيب في مواجهة النساء".

إن ثورتنا النسائية التي تسير نحو الحرية في ظل ظروف الحرب العالمية الثالثة التي عززتها الحداثة الرأسمالية وأوجدتها ثقافة الذهنية الذكورية المتغطرسة، لا تزال تغير التاريخ لصالح المرأة وتجدد ثقافة حرية المرأة، ولقد أخذت ريادة النساء المقاومات اللواتي شاركنَّ في ثورة ونضال تحرر المرأة بكل كيانهن بعشق كبير، على عاتقهنّ مهمة مؤثرة وحاسمة ليس فقط من أجل المرأة ولكن أيضاً من أجل تغيير المجتمع بأسره، فمع نموذج المرأة الحرة والمجتمع الحر في شخص ثورة النساء في روج آفا، تأكد أن الحداثة الديمقراطية النسائية هي البديل، وأصبحت مصدر إلهام وأمل للعالم أجمع، ويشهد التاريخ ولادة المرأة الحرة من جديد وربيع النساء في أرض ميزوبوتاميا ضد الشتاء الأسود للنظام الهيمنة الذكورية، وتحقق تنبؤ القائد آبو وتصميمه على أن "القرن الحادي والعشرين سيكون قرن حرية المرأة".

ويهدف حزب العمال الكردستاني، بقيادة حركتنا النسائية، إلى وجود وحل وحرية القضية الكردية من خلال نضاله التحرري الطويل على مدى نصف قرن من الزمن، وتجاوز الحدود التي تأسس فيها وامتد إلى كل أرجاء العالم، وسيواصل حزب العمال الكردستاني، الذي أنجز مهمته التاريخية مع دعوة القائد آبو، مسيرته من أجل الحرية على أساس إعادة الهيكلة وبناء مجتمع ديمقراطي، استناداً إلى المكاسب التي حققها لصالح المرأة والشعوب.

من الضروري مشاركة جميع القوى في هذه العملية

من أجل نجاح "الدعوة من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي"، فإن من المهام والشروط الحتمية للعملية قبل كل شيء هو ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، وتهيئة ظروف العمل الحر، واتخاذ الخطوات القضائية والقانونية اللازمة وتهيئة الأرضية للسياسة الديمقراطية، وإن وقف إطلاق النار الذي أعلنه حزبنا حزب العمال الكردستاني مباشرة بعد الدعوة التاريخية للقائد آبو، قد أوجد أرضية مهمة للغاية للتقدم الناجح لهذه العملية، وانطلاقاً من هذه الدعوة التي برزت على الساحة، يجب على جميع المكونات في كردستان وتركيا المشاركة في هذه العملية، ويجب أن تترسخ الدعوة التاريخية "السلام والمجتمع الديمقراطي" في المجتمع بأكمله.

إن ثقافة الحرب القائمة على الهيمنة الذكورية تستهدف المرأة أولاً وقبل كل شيء، وكما هو ظاهر على صفحات في التاريخ، تدفع المرأة الثمن الأعلى للحرب.

إن دعوة القائد آبو ستكون انتصاراً لثقافة حرية المرأة في مواجهة الحرب العالمية الثالثة لقوى الحداثة الرأسمالية المتمركزة في الشرق الأوسط وكردستان، وفي مواجهة الهيمنة الذكورية المشبعة بالحروب، والتي تعكس نفسها في كل مفاصل المجتمع، وفي مواجهة ثقافة الاغتصاب وقتل النساء وفي مواجهة كل أنواع ثقافة العنف، وتهدف هذه الدعوة التاريخية إلى حل قضية حرية المرأة، فالمرأة هي ضمان انتصار الديمقراطية، ولا يمكن بناء السلام الاجتماعي وإرساء الديمقراطية بدون المرأة، ولا يمكن حل قضايا الديمقراطية ولا الحرية ولا القضايا البيئية والاقتصادية بدون تغيير النهج ومقاربات الهيمنة الذكورية المناهضة للمرأة وحريتها، وبدون حل قضايا المرأة، إن إعادة بناء العلاقات التركية والكردية والعربية والفارسية التي تعطلت على مدى قرنين من الزمان بسبب مؤامرات قوى الهيمنة الذكورية للحداثة الرأسمالية، ستتحقق على أساس إعادة بناء المجتمع الديمقراطي من جديد، والسلام المشرّف والثقافة والنضال من أجل حرية المرأة.

وبناءً على هذا الأساس، ووعياً منا بموقفنا الاستراتيجي ومسؤوليتنا التاريخية، نعلن أننا سنشارك في كل مكان في دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي" القائمة على حرية المرأة من خلال التعبئة المنظمة والتدريبات والفعاليات والأنشطة الديمقراطية.

لقد خاضت الحركات النسائية في شمال كردستان وتركيا نضالاً كبيراً ضد سياسات التمييز الجنسي ضد المرأة، وتتمتع الحركات النسائية في شمال كردستان وتركيا بدور مهم للغاية في تطوير هذه العملية في سياق حريات المرأة، وستحدد مشاركتهن المنظمة في هذه العملية من خلال وضع برامج حرية المرأة وتحريرها اتجاه وسياق هذه العملية، حيث تُعتبر عدم حل قضية المرأة، أحد الأسباب الرئيسية لعدم دمقرطة الجمهورية.

وسوف تتحقق دمقرطة الجمهورية في قرنها الثاني من خلال مشاركة المرأة في هذه العملية بألوانها الخاصة ومنظوراتها للحل وبقوتها، حيث تقع على عاتق الحركات النسائية الديمقراطية في تركيا مسؤولية وواجب تاريخي باعتبارها حركات السلام في هذه العملية، وإننا ندعو جميع النساء في تركيا إلى تبني هذه العملية بمسؤولية تاريخية والمشاركة بفعالية من أجل حل قضايا المرأة وتحقيق بناء مجتمع ديمقراطي.

تحوّل شعار "المرأة، الحياة، الحرية" إلى فلسفة للحياة والنضال

مع التدخل في سوريا وسقوط نظام البعث، تطورت عملية جديدة في الشرق الأوسط، لم يقتصر الأمر على الدفاع عن نموذج المجتمع الديمقراطي الذي برز بثورة المرأة في روج آفا ضد الذهنية السلفية فحسب، بل تهيأت الظروف لانتشاره في جميع أنحاء سوريا والشرق الأوسط.

وسيمهد نضال المرأة السورية الديمقراطية المكون من جميع الثقافات والشعوب تحت قيادة حركة المرأة، الطريق إلى الجمهورية السورية الديمقراطية، وبهذا المناسبة، نستذكر مقاتلات الحرية في وحدات حماية المرأة (YPJ) اللواتي استشهدن في هذه المرحلة خلال النضال ضد قوات الاحتلال واللواتي أسسنَّ رائدات البناء ونحيي مقاومتهنّ.

ولقد تحوّل شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، في إيران إلى فلسفة للحياة والنضال في العالم كله تحت قيادة حركة نساء شرق كردستان، فالنضال والعشق من أجل حرية المرأة التي تطورت في إيران وشرق كردستان أقوى من أن تستحوذ عليها الزنزانات وأحكام الإعدام، وإن مقاومة زينب جلاليان وبخشان عزيزي ووريشة مرادي وشريفة محمدي اللواتي يمثلنَّ ثقافة نضال حركة المرأة الكردية والإيرانية، ستفتح الطريق أمام جمهورية إيران الديمقراطية.

وتزاد الضغوط والعراقيل تعمقاً في مواجهة نضال المرأة في العراق، وكذلك السياسات التي تدمر مكتسبات المرأة، وهناك محاولات جارية لاستعباد المرأة بأقصى درجات العبودية، وفي مواجهة هذه السياسات، ستمهد مقاومة الحركات النسائية في جنوب كردستان والعراق الطريق أمام وحدة النضال، وفي مواجهة القوانين التي يتم سنها والتي تتخذ من استعباد المرأة كأساس، سيتم بناء مجتمع ديمقراطي في جنوب كردستان والعراق من خلال النشاط الفعّال والتنظيم والتوعية، فقد أطاح النضال التاريخي للحركات النسائية الإيزيدية في شنكال، بحقيقة خمسة آلاف سنة من الإبادة الجماعية، ويُعاد كتابة التاريخ من جديد في سياق مصلحة المرأة، وبفضل تنظيمهنّ المستقل، فإنهن يسرنَّ نحو الحرية والنصر من خلال تجديد حب عدولة، ففي مخمور، يتم إحياء ثقافة المرأة الحرة في بوطان التي تقاوم منذ عقود ضد كل ما يدمّره نظام الإبادة الجماعية تحت قيادة زين العصر.

ولقد شكلت الحركات النسائية الكردية التي تناضل في كل المناطق بأوروبا وخارج كردستان بشوقها إلى وطن وحلمها في وطن حر، جسراً لا يلين في عولمة حرية المرأة وحل القضية الكردية، وستشارك في بناء مجتمع سلمي وديمقراطي بطاقة النضال ضد النظام في مركز الحداثة الرأسمالية كقوة رائدة. 

المرأة تدفع الثمن في لحظة وفي كل دقيقة

اليوم، بينما هناك هجمة ذكورية عنيفة في جميع أنحاء العالم، في جميع القارات وفي الشرق الأوسط، وفي المقابل أيضاً، هناك نضال لا هوادة فيه من قِبل النساء والحركات النسائية وصديقاتنا وأخواتنا ضد هذه الهجمات، إذا كان عالمنا والإنسانية تتنفس اليوم، فذلك بفضل وجود نضال المرأة، واستمرارية الأخلاق والثقافة وقوة الحياة والحب التي تحافظ عليها المرأة دائماً على قيد الحياة.

ومن أجل هذا تدفع المرأة ولا تزال تدفع أثماناً باهظة في كل لحظة من لحظات الحياة، إن هدف السلام والمجتمع الديمقراطي، والمثل الأعلى لحياة حرة وجميلة هو الحلم الكبير لجميع النساء والأمهات والفتيات، إننا ندعو جميع النساء والحركات النسائية وجميع النساء اللاتي يعشنَّ ويسرنَّ وينتفضنَّ ويثورنَّ بهدف الحرية إلى دعم هذه العملية الآخذة في التبلور، وإن وحدة نضال المرأة الوطني والإقليمي والعالمي ستقضي على الحرب وثقافة العنف للهيمنة الذكورية وتحوّل القرن الحادي والعشرين إلى قرن حرية المرأة.

إن الحاجة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي أمر مهم للغاية بالنسبة للمرأة، تستمر حملتنا "نحن نسير إلى الثورة النسائية مع المرأة، الحياة، الحرية" على أساس بناء مجتمع ديمقراطي والدفاع عن قيم الثورة النسائية، ويمكننا كنساء من خلال إحياء المجتمع الديمقراطي، والانتفاضة في مواجهة الهيمنة الذكورية في كل مكان، أن نبني نظام المرأة الكونفدرالي، ولا يمكن أن يتحقق دفاعنا عن أنفسنا إلا من خلال السلام والمجتمع الديمقراطي.

وبالإضافة إلى ذلك، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الكادحة في 8 آذار، ندعو جميع النساء للتوجه إلى الساحات والميادين بشعار "لنجعل كل يوم من الأيام يوماً للمرأة ببناء مجتمع ديمقراطي“، وخوض النضال في مواجهة الهيمنة الذكورية، وتعزيز وعينا وتنظيمنا.

إن الربيع الذي خلقه نضالنا نحن النساء في ميزوبوتاميا، يبشر بانبعاث المرأة كالشمس، وعلى هذا الأساس، نهنئ جميع النساء بيوم الـ 8 آذار اليوم العالمي للمرأة الكادحة ونشاركهنَّ انتفاضتهنّ وحماسهنّ ومقاومتهنّ“.