"إزالة اسم الملكة زنوبيا من المناهج الدراسية في سوريا يُعدّ محواً للتاريخ"

رأى تجمّع نساء زنوبيا أن إزالة اسم الملكة زنوبيا من المناهج الدراسية في سوريا، يُعدّ محواً للتاريخ وتجاهلاً لدور المرأة المحوري في الحضارات.

نشر تجمّع نساء زنوبيا، بياناً كتابياً، بصدد إزالة وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، اسم الملكة زنوبيا من المناهج الدراسية وإجراء بعض التغييرات على أقسام أخرى منها.

رأى التجمع أن إزالة أسماء هؤلاء النساء ليس مجرد حذف لأحرف من الكتب، بل هو محو لتاريخ بأكمله، وتجاهل لدور المرأة المحوري في صناعة الحضارات.

وتابع البيان: "نحن نساء زنوبيا، نقف اليوم وقفة عز وإباء، وقفة تملؤها الغيرة على تاريخنا وهويتنا، وقفة احتجاج مدوية ضد التغييرات الأخيرة التي طرأت على مناهج التربية والتعليم الذي صرح عنه الوزير الجديد للتربية والتعليم" في الحكومة السورية المؤقتة.

وأشار البيان: "إننا نرى بأم أعيننا كيف يتم العبث بتراثنا وتاريخنا، وكيف يتم تهميش دور المرأة وإقصاء إسهاماتها في بناء الحضارة الإنسانية".

وأعرب التجمّع عن بالغ قلقه إزاء التعديلات التي طالت المناهج الدراسية، والتي لم تقتصر على تغيير بعض المصطلحات أو العبارات، بل امتدت لتشمل إزالة أسماء نساء عظيمات كان التاريخ يخلد ذكراهن، وعلى رأسهن الملكة زنوبيا رمز العزة والشموخ.

وعبّر عن رفضه لهذا التوجه الذي "يسعى إلى طمس هويتنا وتشويه تاريخنا"، مؤكداً أن المرأة كانت ولا تزال شريكاً أساسياً في بناء المجتمعات وتقدمها، ولفت إلى لعب المرأة أدواراً حاسمة في مختلف المجالات، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والفن، منوهاً "لا يمكن لأي قوة في العالم أن تنكر ذلك أو تتجاهله".

ورأى تجمع نساء زنوبيا أن هذه التغييرات تأتي في محاولة لفرض نهج تعليمي معين لا يحترم التنوع الثقافي والديني والمعتقداتي لسوريا، مشيراً إلى وجوب أن يكون التعليم منفتح على جميع الثقافات والمعتقدات، وأن يعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع.

في البيان، أكد التجمع عدم سماحه "بتهميش دور المرأة في تاريخنا ومجتمعنا، ولن نرضى بأن يتم فرض أيديولوجيات أحادية لا تحترم التنوع والتعددية". مطالباً الجهات المعنية بالتراجع الفوري عن هذه التغييرات، وإعادة صياغة المناهج الدراسية بما يضمن تمثيلاً عادلاً للمرأة وإبراز إسهاماتها في مختلف المجالات.

ودعا جميع السوريين والسوريات من مثقفين وأكاديميين وإعلاميين، إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الممارسات التي تستهدف الهوية والتراث، مؤكداً "إننا نؤمن بأننا معاً قادرون على حماية تاريخنا وحقوقنا، وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة".

كما أكد التجمع عبر بيانه: "نعلن عن تضامننا مع جميع النساء اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن ومساواتهن. إننا نؤمن بأن صوت المرأة يجب أن يكون مسموعاً في كل مكان، وأن دورها يجب أن يكون مؤثراً في كل مجال. إننا نعدّ هذه القضية ليست مجرد قضية تعليمية، بل هي قضية مجتمع بأكمله، وقضية مستقبل أجيالنا".

وشدد قائلاً: "فلنجعل أصواتنا تعلو، ولنعمل معاً من أجل مستقبل مشرق، يرتكز على المساواة والعدل والاحترام المتبادل".