منذ 25 عاماً والقائد عبد الله أوجلان معتقل في سجن إمرالي، ومع مرور الوقت تصبح العزلة المشددة المفروضة عليه أكثر خطورة، فلا يسمح له بمقابلة عائلته ومحاميه بأي شكل من الأشكال.
مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرون للمؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان، قالت ريمة عبود أن: "المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان تم تنفيذها من أجل القضاء على نضال الشعب الكردي".
المؤامرة الدولية كانت لتدمير الشعب الكردي
كما أشارت ريمة عبود إلى أن "الدول المهيمنة استهدفت القائد عبد الله أوجلان بمؤامرة دولية وأرادت القضاء على نضال الحركة الكردية وحرية المرأة وإسكات صوت هذه الحركة وتدميرها والقضاء عليها مثل الحركات الأخرى التي حدثت في تاريخ الشعب الكردي عبر ألاعيب وخطط مختلفة، تم إقصاء العديد من القادة الكرد ووضع حد لتنظيماتهم، ولذلك تستمر العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان والنساء الكرديات حتى يومنا الراهن".
الدول الرأسمالية جزء من هذه المؤامرة
ولفتت عبود إلى أن القائد عبد الله أوجلان قد أعد مشروعاً حول مشكلة الشعب الكردي والمرأة على أسس تاريخية وفلسفية وعالمية بالقول: "انتقدَ النظم القائمة وطوّرَ مشروع حل نتيجة لأبحاثه، وبسبب ذلك، فإن الدول الحاكمة والدول المحتلة لكردستان ترى في أفكار القائد أوجلان وأيديولوجيته تهديداً لها ولنظامها، إن أفكار القائد أوجلان خطوة نحو تدمير النظام الحاكم والنظام الأبوي، هذا هو السبب في أن البلدان التي تطبق النظام الرأسمالي هي جزء من هذه المؤامرة، لقد دمر القائد عبد الله أوجلان هذا النظام بشكل كامل من خلال قضية حرية المرأة، لهذا السبب نرى أن الثورة النسائية قد انتشرت، ففي العشر سنوات الماضية قاتلت هؤلاء النساء المناضلات ضد مرتزقة داعش".
تستمر هذه المؤامرة ضد المناضلات
وأوضحت ريمة عبود" أن هذه المؤامرة مستمرة منذ 15 شباط 1999 وحتى الآن وخاصة في شخص المرأة، فاستشهاد ناكَيهان آكارسل هي نتيجة هذه المخططات التي يتم تنفيذها في إقليم كردستان.، من خلال استشهاد ساكينة جانسيز ورفيقاتها، أرادوا توجيه ضربة لثورة النساء في الخارج، في شخص المرأة الحرة يخبروننا أن هذه المؤامرة مستمرة وأن العزلة على القائد أوجلان ستكون أكثر شدة، لكن من الجانب النسائي، هناك تأثير كامل على الشعب الكردي والمقاتلين من أجل الحرية في العالم".
وتابعت بالقول: "ليس الاحتلال التركي وحده من يفرض هذه العزلة المشددة على القائد أوجلان، كل الدول التي لها مصالح مشتركة وترى مشروع القائد عبد الله أوجلان تهديداً لها، تساهم في عدم الإفراج عنه جسدياً وتأخير عملية السلام وحل مشكلة الشعب الكردي، لذلك يستمر الهجوم والاحتلال على أجزاء كردستان الأربعة، ويواصلون هجماتهم طوال الوقت".
المرأة الكردية تقود النضال
وذكّرت " أن تأثير غياب القائد عبد الله أوجلان على الجماعات السياسية والمجتمع الكردي، أظهر استمرار الإبادة الجماعية حتى الآن، بالإضافة إلى ذلك، يستمر إفشال هذه المؤامرة المستمرة، لافتةً إلى أنه رغم هجمات الاحتلال التركي على الكرد ومقاتلي الحرية والاستخدام اليومي للأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الحرية في جبال كردستان، فإن النساء الأحرار لديهن القدرة على حماية أنفسهن، المرأة الكردية اليوم تقود النضال من أجل الحرية في الشرق الأوسط ولديها حزبها الخاص، إنها تناضل من الجانب الدبلوماسي والقيادة المشتركة داخل مجالس الإدارة الذاتية، وهو أكبر انتصار على أعداء الكرد".
من خلال التدريب استطعنا أن نكون صاحبات قرار
وتابعت ريمة قائلةً: "لم يتطرق أي شخص لتاريخ المرأة ومعاناتها وحقيقتها عبر مراحل التاريخ، وأول كتاب يتحدث ويشرح حقيقة المرأة هو كتب القائد عبد الله أوجلان، وضمن هذا الكتاب الموضوع الذي يلفت النظر ويتم النقاش عليها هو زواج القاصرات، هذا الزواج يتسبب بالعديد من المشاكل للمرأة في المجتمع ويترك أثراً سلبياً، وبما أن المرأة هي الجزء الأساسي في بناء المجتمع، فقد منح القائد الأولوية للمرأة، إذ أنه يشرح من خلال كتابه عن تنظيم المرأة وتوعية المرأة في المجتمع لتكون قادرة على بناء شخصيتها المستقلة وتكوين رأي مستقل وخاص بها وبذلك تكون صاحبة قرار، بعد خضوعنا للتدريب على كتب القائد ومنها كتاب كيف نعيش، أصبح بمقدورنا حينئذ أن نكون شخصية ذات إرادة وقوة وصاحبة قرار في كل مجالات الحياة".
تعرفنا على كيفية الحياة
قبل أن نخضع للتدريب على كتاب القائد، كانت حياتنا تشبه السجن وكنا بعيدين جداً عن حقيقة وجوهر المرأة، ولكن من خلال قراءة الكتاب والتدريب عليها تعرفنا على حقيقتنا وعلى كيفية الحياة، وكيف لنا أن نعيش في المجتمع ونكسر العادات والتقاليد التي حرّمت المرأة من كامل حقوقها في الحياة، في الحقيقة، قد نكون محظوظات لأننا تعرفنا على فكر القائد أوجلان ونتدرب على كتبه، حتى يعرف الإنسان ذاته، عليه في البداية أن يتعرف على شخصية وفكر القائد عبد الله أوجلان".
واختتمت ريمة عبود حديثها قائلةً: " إن المؤامرة لم تكن في شخص القائد وحده، بل هي مؤامرة ضد كافة شعوب المنطقة وضد الشعب بأسره، ضد كل شخص توّاق للحرية، قائدنا في زنزانته مجرد من أبسط حقوقه، ولا يعامَل معاملة سجين سياسي، إننا من هنا نجدد عهدنا بالاستمرار بالمطالبة بحريته في كل وقت، ونحن واثقون بأن اليوم الذي نرنو إليه سيأتي، ويكون من الأيام التي سيخلدها التاريخ".