مؤسسات المرأة تناضل من أجل مناهضة العنف ضد المرأة
تناضل مؤسسات المرأة في شمال وشرق سوريا، من أجل منع العنف ضد المرأة، ومن اجل بناء نظام حياة للتعايش الحر والديمقراطي.
تناضل مؤسسات المرأة في شمال وشرق سوريا، من أجل منع العنف ضد المرأة، ومن اجل بناء نظام حياة للتعايش الحر والديمقراطي.
يوجد في شمال وشرق سوريا العديد من مؤسسات المرأة التي تعمل من أجل منع العنف ضد المرأة، ومن ضمن هذه المراكز الرائدة دار المرأة، وقف المرأة ومنظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث افتتحت نساء شمال وشرق سوريا بيت المرأة في 8 آذار 2011 في مدينة قامشلو لوقف العنف المستمر منذ قرون، وتأسس دار المرأة من أجل حل المشاكل الاجتماعية على أساس ديمقراطي، حماية المرأة من جميع أشكال العنف الذكوري واستعادة قوتها المستقلة، إذا لم تحل القضايا الاجتماعية والنسائية عن طريق لجان السلام والتدريب لدار المرأة التابعة لمؤتمر ستار، فأنها تحول إلى المحكمة.
من أجل منع العنف
تأسست منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة في 1 حزيران عام 2013، والهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو منع العنف ضد المرأة، على الرغم من وجود مشاكل في تنفيذ قانون المرأة الذي أصدرته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في عام 2014 ، إلا أنه في السنوات القادمة تم اتخاذ تطورات جديدة في توسيع القوانين وفي قانون الأسرة الذي أصدرعام 2022، تعمل منظمة سارة لمكافحة العنف ضد المرأة بشكل فعال في المجتمع من خلال المشاركة في إعداد قانون الأسرة من اجل منع الاغتصاب، الإبادة، تعدد الزوجات وزواج القاصرات، وتوسعت المنظمة التي افتتحت فروعها لأول مرة في كوباني عام 2014، لتشمل الحسكة، صرين، عين عيسى وحلب، وسيتم افتتاح فرع لها في الرقة هذا الشهر.
حصيلة العنف ضد المرأة
أعدت منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة حصيلة العنف ضد المرأة في شمال شرقي سوريا عام 2021 كالتالي: القتل 40، العنف92، إهانة 12، تهديد بالقتل 24، اغتصاب 5، اعتداء 9، طلاق 39، انتحار 34 ومحاولة انتحار 34، وبحسب الستة الأشهر الأولى من عام 2022 كانت هذه هي الحصيلة: مشاكل بين الزوجين 220، القتل 27، انتحار 7، محاولة انتحار21، العنف84، تعدد الزوجات 9، الاستغلال 50، القتل المشروع 6، زواج القاصرات 27، الاغتصاب 5 والطلاق 28.
هناك محاولات من أجل أحياء القانون
وتحدثت كل من المتحدثة باسم منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة أرزو تمو، وعضوة منسقية مؤتمر ستار هيفي سيلمان، لوكاة فرات للأنباء( ANF ) عن جهودهما لمنع العنف.
وقالت المتحدثة باسم منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة أرزو تمو ": نفذت جهود كثيرة من أجل منع العنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا، كما يعد التعليم من الضروريات الأساسية لبناء مجتمع منظم وواعي، بعد أن وصل النقص في قوانين المرأة إلى مستوى حتى عام 2022 وحصل تغيير في المضمون واسم القانون، كان هناك شعور بأن حقيقة المجتمع لا يمكن تغييره بقوانين المرأة، وهناك ضرورة بتحقيق المعايير الأسرية، ويرتبط قبول قانون الأسرة بوعي المجتمع، ولهذا السبب كانت هناك محاولات مع إصدار قانون الأسرة، من أجل بناء المساواة بين الجنسين في المجتمع، يمكن أن يبدو سهلاً، ولكن تم القيام بالكثير من العمل من أجل قبول القوانين ولكنها لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب.
نقص العنف لا يكفي
لا يكفي أن نقول بأن العنف ضد المرأة قد نقص، الهدف هو بناء حياة ديمقراطية وحرة، وإن النضال من أجل أنهاء الاغتصاب، العنف، الإبادة، تعدد الزوجات وزواج القاصرات لم يعطي نتائج كافية، ولكن لا يمكننا القول ايضاً بأننا حققنا نتائج كاملة، عندما ننظر إلى حصيلة العنف ضد المرأة من اغتصاب، تعدد الزوجات وزواج القاصرات في إقليم الجزيرة، نرى بأن هناك أخطاء، لكن لا يمكننا قول هذا الشيء من أجل إقليم الفرات، حيث مازلنا نواجه مشاكل في تنفيذ قانون الأسرة في هذه المناطق، يمكن أن تحدث كل يوم ظاهرة جديدة، لكن لم ينتهي العنف بعد، وخاصة في مدن مثل الرقة حيث يعيش فيها الشعب العربي ومن الضروري النضال فيها أكثر، مثال على ذلك قتل الكثير من النساء ولكنهم اظهروا على أنهم انتحروا، في الحقيقة فأن سبب ذلك هو أن المنظمات النسائية لم تتطور بالكامل في هذه المناطق، ونتحدث هنا عن ذهنية 5 ألآف عام ومن أجل القضاء على هذه الذهنية، فأن التعليم ضروري، بالتأكيد سيكون هناك معاناة في بناء مجتمع منظم وواعي، لكن النضال مهم جداً من أجل القضاء على العنف ".
يجب كسب إيمان المرأة من أجل النضال
ومن جانبها، أوضحت عضوة منسقية مؤتمر ستار هيفي سليمان بأن هدفهم هو ان يصلوا إلى جميع النساء وأن ينظموا أنفسهم،
وقالت:" إن التدريب والتنظيم من أحد الاحتياجات التي تظهر إرادة المرأة وأن تعرف على أنها موجودة، تحتاج المرأة للوصول إلى جوهرها، معناها وحقيقتها من أجل العيش كإرادة في النظام الذي استخدم العبودية بالذهنية الذكورية المسيطرة عبر القرون، ويطالب اليوم بنقل تاريخ المرأة، وجود المرأة، عمل المرأة ، الحياة الأجتماعية للمرأة، التي قضي عليه عبر التاريخ، إلى أعلى مستوى، ينفذ اليوم نضال منظم، وتحقق ذلك نتيجة جهد المرأة، الشي المهم الذي يمكن أن ينظم المرأة وأن تأخذ مكانها في المراكز التعليمية، هو كسب إيمانهم، كما وإن التعليم هو الأساس من أجل تصعيد توعية النساء وتحسين ردود أفعالهن، المرأة أساس المجتمع، تعليم المرأة هو تعليم المجتمع، وقوة المرأة تسير إلى جانب تقوية المجتمع، ومن أجل منع العنف ضد المرأة، فأن هدفنا هو أن نصل إلى النساء وكسب إيمانهم، حتى يتمكن من حماية حقوقهن.
حملتنا الأولى كانت دار المرأة التي أسسناها عام 2011 في قامشلو، ومن أجل تحرير المرأة من وضع أنها تنجب الأطفال فقط، حيث كان النظام مسيطراً في بعض المدن، اتخذنا هذه الخطوة من أجل تصعيد تنظيمنا ومنع العنف ضد المرأة، وكان من أحد أهدافنا الرئيسية هو أن نصل إلى جميع النساء عبر لجاننا التعليمية .
سينتهي العنف بالتعليم
يجب علينا أن نفهم أولاً أن العنف ليس مصيراً وذلك من أجل منع العنف، المرأة التي تعرف نفسها ستدعم نفسها وستدرك بأنه لا يجب على أحد أن يدعمها، المرأة التي انتفضت ضد استغلال الجهد ستبني مجتمعاً جديداً بهذه الانتفاضة، ومن اجل القضاء على العنف المستمر ضد المرأة منذ قرون، يجب تحليل الذهنية الذكورية الحاكمة بشكل موسع، ومن اجل وضع أساس للتعايش الحر، وإنهاء تعدد الزوجات، ومنع زواج القاصرات، يجب تعليم كافة المجتمع، لا يتم حل القضايا الأجتماعية بتعليم المرأة، المصدر الأساسي للقضايا الاجتماعية هي نتاج عقلية السلطة الذكورية التي خلقت من قبل الذهنية الذكورية، وأن القوة التي تحقق أساس المجتمع هي العائلة، ولكي تصل الأسرة من الذهنية الذكورية إلى مستوى الأسرة الديمقراطية، يجب أن تصل إلى المرأة، وتبني الأسرة من خلال المرأة، ومن ثم تبني نظام الأسرة الديمقراطية، لا يمكن منع العنف ضد المرأة حتى يحدث تغيير في نظام الأسرة، والتي تعد القوة الأساسية للمجتمع.
نحمل المسؤولية على عاتقنا
أشارت هيفي سيلمان إلى أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها دار المرأة ومنظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة، إلا أنهن ما زلن يعتبرن أنفسهن مسؤولات في المقام الأول عن العنف ضد المرأة في شمال شرق سوريا، وقالت:" يتم تنفيذ العنف ضد المرأة في إطار مخطط له وبطريقة منهجية، فإن المرأة المنظمة، المناضلة، المرأة التي تعتمد على علم المرأة يتم استهدافها وقتلها واغتصابها كل يوم، نشعر بالحزن لعدم تمكننا من الوصول إلى كل امرأة قُتلت، فنحن نعتبرها نقطة ضعفنا، وقتل المرأة يعني قتل المجتمع، ومن أجل منع هذا العنف، يجب أن نتواصل مع جميع شرائح المجتمع".