كركي لكي- تعتبر المرأة الكردية السباقة لأدراك المشكلة الحقيقة التي تواجه المجتمع ومدى ابعادها وعمقها والتي تستمد جذورها من آلاف السنين، حيث شوهت الحقائق وحرفت الوقائع وسلبت من كانت القائدة لعقود طوال للمجتمع الإنساني التي سميت خلالها بآلهة الأم، فساد العدل والمساواة والرحمة بين البشر لان المرأة كانت تقود بخصائصها الطبيعية وبحكمتها، ولكن سُلب منها هذا الدور الريادي لنراها في وضع ابعد ما تكون عن تمثيل ذاتها فقد هُمشت واضطهدت وعانت منذ خمس آلاف سنة واخذ منها قيادة المجتمع الانساني لذا حدث الخلل وبات المجتمع مختلا بشّل حركة المرأة وايقاف دورها الرئيسي وعودة المرأة إلى وضعها الطبيعي هو السر في اعادة مجتمع طبيعي متكامل بكلا الجنسين للنهوض به.
ففي ظل السياسية المتبعة بحق المرأة من أنكار وتهميش لم تستطع تنظيم نفسها عبر التاريخ لتتحدث عن قضاياها وتبحث عن الحلول الملائمة لها, ولكن قيام تنظيم اتحاد ستار بخطوات على الارض لحل مشاكل المرأة وتفعيلها وتنظيمها ضمن مراكز للتدريب والتوعية في مختلف مناطق غرب كردستان كانت خطوة بناءة.
وقد كانت لنا وقفة مع احد هذه المراكز وهو مركز التدريب والتوعية للمرأة في كركي لكي والذي يعرف بين الشعب بـ "Navenda Jinê" والذي أفتتح باسم الشهيدة نجبير بتاريخ 12من شهر آب لتكون المؤسسة المفتتحة لاستقبال النساء والوقوف على مشاكلهن والقيام بتدريبهن لتكون منارة لهداية كل امرأة تائهة لتنهض بمسؤولياتها وتتساند مع اخواتها للسير بالمجتمع للأمام.
فمركز المرأة في "كركي لكي" يعج بالحياة منذ افتتاحه فلا تلبث تراه ينظم الدورات التدريبية ويقف على المشاكل التي تحال اليه، ويستقبل كل من يلتجأ اليه ليكون مؤسسة نيرة وفعالة تخدم المجتمع بأفضل طريقة، رغم قصر المدة التي افتتح بها، ومحدودية الوسائل من ناحية وجدة التجربة عموماً على المجتمع وعلى النساء أنفسهن من جهة اخرى، إلا انه أثمر نتاجه من النشاطات والفعاليات التي تقوم بها والتي تعكس على الشارع الكردي بفضل الجهود الكبيرة التي تحملهُن النساء في مركز الشهيدة نجبير.
ولإلقاء الضوء على نشاطات مركز التدريب والتوعية في كركي لكي قابلنا عضوة الهيئة الادارية خاني جمال جمبلي لتحدثنا عن اهمية افتتاح مركز الشهيدة نجبير قائلة: "اننا بافتتاحنا المركز نهدف الى تقوية التنظيم النسائي وتطويره على كافة الاصعدة من خلال الدورات التدريبية الفكرية والسياسية والاجتماعية وقد تم تخريج بعض العضوات ونقوم بتجهيز دورات اخرى"
واكدت جمبلي ان "المركز هو لاستقبال النساء والوقوف على مشاكلهن بغض النظر عن هويتهن وانتمائهن"، وتابعت جمبلي " أسسنا لجنة لحل المشكلات تتألف من خمس عضوات مهمتها وضع الحلول المناسبة وتقديم المساعدة الممكنة لهن، ونحن في المركز لا نفرق بين النساء الكرديات والعربيات والمسيحيات، وانما هذا المركز هو لجميع النساء بدون استثناء"
وأوضحت جمبلي عن مدى اهمية ارتداد النساء للمركز من كركي لكي والقرى المحيطة والتدريب ضمن الفعاليات المنظمة لأنها الطريقة الوحيدة لتقوية المرأة وتطويرها لمواجهة العادات والتقاليد البالية وكل الصعاب التي تتعرض لها منذ آلاف السنين وتنهض بدورها التاريخي لقيادة المجتمع وتنظيمه منطلقة من ذاتها.
وقد خصص مركز الشهيدة نجبير دورة للتمريض والإسعافات الاولية ولا يخفى تاريخ المرأة في هذا المجال فهي من استقرت ومن قامت باستخدام الاعشاب من الطبيعة لمداواة البشر و شفائهم من الامراض، ولاستمرار هذه المهنة الانسانية بأيد الشابات لخدمة المجتمع بعد التخرج حيث نظمت دورة قرابة 15 يوما اعطيت فيها دروس عن الاسعافات الاولية.
كما قام المركز بتنظيم دورة للخياطة وهي المهنة التي اخترعتها المرأة بترويض الحيوانات وحياكة صوفها وصنع الثياب ومع تطور الزمن لتصبح الخياطة مهنة تحترف بها وتضفي عليها من ذوقها وفنها، لذا تم تعليم المتدربات كيفية أخذ المقاسات ووضع التصاميم وطريقة خياطتها.
ومن أهم الدورات التي تنظم في "Navenda Jinê" التدريب الفكري من خلال إلقاء المحاضرات على المستمعات من المواضيع المختلفة التي يتم وضع برنامج لإعطائها، فالمرأة تقوم بإدارة نواة المجتمع الأسرة لذا لابد من العمل على تطوير ذهنيتها لتؤثر بفاعلية وايجابية على محيطها.
فالمحاضرة فريال أوسي التي تشرف على التدريب الفكري حدثتنا" اننا بهذا التدريب نهدف إحداث تغير في شخصية المرأة، ليترجم على الارض ونسير خطوة بخطوة من حيث اخذ مواضيع اعمق لنصل بالمرأة الى المكان الصحيح "
وبينت أوسي الصعوبات التي واجهتهم بالتدريب الفكري متمثلا في صعوبة التفاعل والاستيعاب ولا سيما ان المواضيع السياسية بقيت بعيدة عن المرأة فجدة التدريب والمواضيع مثلت صعوبة في البداية على النساء، وقد تم تفاديه مع الوقت لنجني ثمار التدريب من خلال زيادة الوعي والادراك ونضال المرأة وفقا لما تم نقاشه في المحاضرات.
وخصص المركز دورات اخرى وفقا لحاجة المجتمع ومتطلباته فكانت دورات "اللغة الكردية, الكومبيوتر, الدبكات الشعبية, رسم" فقوة التنظيم برزت من خلال الحركة النشطة وبوجود عضوات فاعلات يواجهن الصعاب بقوة ارادة وعزيمة لا تلين أثمرت جهودهن في المجتمع ويقمن بدورهن على أكمل وجه.