"يجب على المرأة أن تتخذ من التنشئة الاجتماعية أساساً للعملية"
قالت روناهي ملاطيا، عضوة أكاديمية علم المرأة، إنه يجب على المرأة والحركات النسائية أن يحوّلن هذه العملية إلى عملية اجتماعية لكي تتحقق دعوة القائد آبو.
قالت روناهي ملاطيا، عضوة أكاديمية علم المرأة، إنه يجب على المرأة والحركات النسائية أن يحوّلن هذه العملية إلى عملية اجتماعية لكي تتحقق دعوة القائد آبو.
تحدثت روناهي ملاطيا، عضوة أكاديمية علم المرأة، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بخصوص الرسالة التي أرسلها القائد آبو للنساء.
ذكرت روناهي ملاطيا أن القائد آبو حرص على بناء حياة حرة بنموذج ديمقراطي، بيئي، تحرري للمرأة لتمكين المرأة من كسر قيود العبودية، مضيفة: "إنه يقوم بذلك بحب وإيمان وجهد كبيرين، حتى أنه قال بأن مشروعي لم يكتمل بعد، عندما تعرض للأسر من خلال المؤامرة، وأكد أنه يجب على المرأة إكماله في ظل جميع الظروف، حتى في ظل ظروف نظام التعذيب والإبادة في إمرالي، قيّم حرية المرأة على مستوى مبدئي في ملاحظات المقابلات وفي مرافعاته المكونة من خمس مجلدات، وهذا مؤشر على مدى الأهمية التي يوليها للمرأة، فالحياة الساحرة مع المرأة تتحقق من خلال إظهار حقيقة المرأة.
ويقيّم ويحلل القائد المرأة من الناحية الاجتماعية والتاريخية والفلسفية والعلمية، وينسب معنى مختلفاً للمرأة والحياة، المرأة هي الحياة، والحياة هي المرأة، لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، فهناك رابطة رائعة ومتكاملة بينهما، فبدون الحرية لا يمكن تسير، كما أن العبارة ”المرأة، الحياة، الحرية“ هي عبارة مهمة جداً وفلسفية، ولقد كان مستوى تأثيرها عالٍ جداً لدرجة أنها هزت سلطة الدولة الذكورية من خلال توجيه المرأة نحو المقاومة على شكل أمواج متلاطمة الواحدة تلو الأخرى، وقد آمنت المرأة بنفسها بأن هناك حياة حرة وبديلة وأن المرأة تتبوأ قيادتها، كما ساهمت في جعل المجتمع في الإيمان بها.
القائد يقيّم حرية المرأة على مستوى مبدئي
يعمل القائد على تقييم حرية المرأة على مستوى مبدئي، من أجل إظهار حقيقة المرأة، حيث إن الوصول إلى معنى الحياة وقيمتها له قيمة ساحرة، كما يعتبر القائد إدراك الحياة سراً من أسرار الحياة.
وكما أن للكون قيمة ساحرة، فإن المرأة لها نفس القيمة الساحرة، هناك العديد من جوانب الكون التي لم يتم اكتشافها بعد، هذه الجوانب ذات قيمة مؤثرة، من الممكن رؤية جميع مراحل تكوين الكون في شخص الإنسان، وينبغي للإنسان أولاً فهم الإنسان، ويجب على الإنسان فهم المرأة بشكل أساسي، فكل القيم الرائعة التي تنتمي إلى الحياة والحيوية والإنسانية مخبأة في شخصية المرأة، وهذه البلاد هي بلاد ميزوبوتاميا التي تضم في داخلها سلسلة جبال طوروس – زاغروس، كل البدايات بدأت مع المرأة في هذه الديار، وقد حدثت ثورة العصر الحجري الحديث هنا، فالمرأة هي الخلية الأساسية للحياة، والقوة الرئيسية للمقولة الساحرة هي "المرأة، الحياة، الحرية"، والقداسة والألوهية تخص المرأة، والتنشئة الاجتماعية تتطلب الحكمة والمعرفة، فالأشكال الأولى لمعايير السلام والديمقراطية والأخوة والمساواة والحرية والحياة الجماعية والحياة الخالية من الطبقية والاستغلال والحياة البيئية والمجتمع الديمقراطي، التي نصفها في هذا العصر بالقيم الإنسانية، قد تبلورت تحت قيادة المرأة خلال فترة المجتمع الطبيعي".
وقالت روناهي ملاطيا بخصوص أساليب خوض النضال ضد ثقافة الاغتصاب ما يلي: "إن النضال ضد ثقافة الاغتصاب يبدأ بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بكيفية نشوء هذه الثقافة ومن أين تكتسب قوتها وانتشارها من منظور صحيح، ويجب تفسير الإجابات التي يتم الحصول عليها بشكل صحيح وفهمها ووضعها موضع التنفيذ، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطرق والأساليب يمكن خلقها من خلال النضال، ويمكن للمرأة مواصلة نضالها من خلال تعزيز نفسها في مجالات الوعي العلمي والمعرفي والتنظيمي والدفاع عن النفس، وبقدر ما يكون هذا النمط من النضال دائماً، بقدر ما يغير المجتمع أيضاً".
وأفادت روناهي ملاطيا أن العقلية الذكورية الممتدة على مدى 5 آلاف عام، استغلا العلم والدين والتاريخ وعلم الاجتماع وجميع فروع العلم لتحقيق مصالحه الخاصة من أجل الحفاظ على سلطتها وهيمنتها وتأسيسها، وأضافت: "لقد تم إغلاق كل طرق نحو المعرفة والحصول على المعلومات أمام المرأة، لأنه عندما تصبح المرأة على معرفة ودراية وتبدأ في النضال، فإنها سوف اسلط الضوء على حقيقتها، ولذلك، اتخذت هذه العقلية الإجراءات والتدابير المناسبة ضد المرأة، على سبيل المثال، أثبت العلم البيولوجي أن الرجل يتكون من المرأة. وكروموسوم Y مشتق من كروموسوم X، وهذه المعلومة مهمة، يمكننا القول أن طابع الكون هو أنثوي، وقد حدد هذا أيضاً طابع التنشئة الاجتماعية، وقد شوهت وتضررت هذه الشخصية كثيراً بسبب انحراف الهيمنة الذكورية، ووصل الأمر لدرجة أن المرأة أصبحت تنسى أنها هي من خلقت المرأة، فالمرأة التي أنجبت الحياة أصبحت تُستذكر بالموت، لذلك، لكي تلتقي المرأة بمن خلقها، عليها أن تخلق نفسها من جديد، وفي الواقع، تواجه المرأة نضالاً يتعين عليها فيه أن تخلق نفسها من الرماد، وهذا هو نضالٌ من أجل أن الكينونة الذاتية، فالمرأة التي لا تستسلم لقدرها وتدرك أنها يجب أن تكون حرة، تطلق بهذه الطريقة أيضاً عملية إعادة الولادة من جديد".
وأكدت روناهي ملاطيا أن ثقافة الهيمنة الذكورية خلقت نظامها وقيمها الحياتية الخاصة من خلال التستر على حقيقة المرأة، وأردفت: "المرأة المستعبدة تقبلت الوضع المفروض عليها، من الناحية الفكرية والحياتية، وأُجبرت على قبول حياة العبودية كمصير محتوم لها، والإيمان بأنه لا بديل لها، وبهذه الطريقة تم خلق هوية المرأة.
لا تتشكل حالة الأنوثة ليس فقط بالولادة ولكن أيضاً وفقاً لطبيعة المجتمع، لذلك، فإن وجود مجتمع حر هو شرط لا بد منه لتطوير وجود المرأة الحرة، فالمرأة التي شعرت بهذه الحقيقة كلما عملت على تنظيم وتعزيز نفسها، فإنها ستكون القوة الرئيسية والرائدة في تحرير المجتمع، والقائد آبو يقول نفس القول للرجل، فكما أنه من غير الممكن أن يُولد شديد العود، ولكن يشتد عودة فيما بعد، يمكن للرجل أيضاً أن يصبح رجلاً حراً".
وأفادت روناهي ملاطيا أن حركة المرأة الحرة حققت إنجازات مهمة من خلال نضالها، لكنها لم تتمكن بعد من إظهار تآزرها الأساسي إلى الواجهة، وأردفت قائلةً: "إذا كانت ثقافة الاغتصاب لا زالت مستمرة، ومؤثرة على العالم والشرق الأوسط، فهذا يدل على أن إنجازات نضال المرأة من أجل الحرية ليست كافية، ويجب علينا أن نناضل بشكل أقوى وأكثر ضد ثقافة الهيمنة الذكورية".
وفيما يخص تعريف القائد آبو القائل ’دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي هي نهضة من أجل النساء‘، قالت روناهي ملاطيا: "بما أن ثقافة الحرب والصراع تخص الرجال، فإن الرائدة لثقافة السلام القادرة إيقافها هي المرأة، فالنساء هن أكثر من يعاني من الحروب ويتعرضن للعنف، وفي ولهذا، يجب أن تلعب المرأة دوراً ديناميكياً في تطوير ثقافة السلام وديمومتها، حيث تكون المسؤوليات والواجبات الكبيرة من نصيب النساء، ففي فترات كثيرة من التاريخ، أظهرت النساء من مختلف الأمم والطوائف مواقف مشتركة ضد الحرب وضد دعاية الحرب الدينية أو القومية في كل أرجاء العالم، ولقد عقدنَّ مؤتمرات سلام وفعاليات احتجاجية ضد الحرب، وآمنَّ بمبدأ العدالة واتخذنَّ من حماية الحياة أساساً لهنّ في مواجهة نظام الهيمنة الذكورية الذي تقوم سلطته على القمع والقتل والحرب، واعتبرنّ الاختلافات الثقافية على أنها ثراء، وتعمقنَّ لكي يتمكنَّ من التعاطف مع بعضهن البعض والشعور بآلام بعضهن البعض، ولهذا السبب، كان يُنظر إلى تلبية الاحتياجات الحيوية على أنها مسؤولية مشتركة، وهذه هي إحدى فعاليات الحل.
ولكي تتحقق "دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي" للقائد آبو، يجب على النساء والحركات النسائية أن يتخذنَّ من التنشئة الاجتماعية لهذه العملية أساساً لهن، كما يجب عليهن تنوير المجتمع ونسج العملية معاً، فلغة السلام هي لغة المرأة".