افتُتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية، تلاه عزف النشيدين اللبناني والكردي، قبل أن يُعلن الإعلامي سيامند حمو انطلاق البرنامج. كما جرت العادة في احتفالات نوروز، تم إيقاد شعلة العيد، رمزاً للحرية والنضال، وسط هتافات الحشود التي ملأت المكان، مرددين الشعارات "تحيا المقاومة"، "يحيا القائد آبو"، "تحيا قوات سوريا الديمقراطية" في تأكيد على دعمهم للقائد عبد الله أوجلان ومطالبهم بالحرية الجسدية له، ودعمهم لمقاومة قوات سوريا الديمقراطية.

رسائل تهنئة وكلمتا رابطة نوروز ومؤتمر ستار

فيما تخلّل الحفل قراءة رسالة القائد عبد الله أوجلان، التي ألقتها ممثلة "جنولوجيا" زهيدة عربو، حيث شدّد فيها القائد على ضرورة إحلال الديمقراطية، إنهاء النزاعات، وإيجاد حلول سلمية تحفظ التعايش المشترك. كما وجّه دعوة لإلقاء السلاح، مشيراً إلى أن القرن الثاني للجمهورية التركية لا يمكن أن يستمر إلا بالديمقراطية، وأن أي حلول خارج هذا الإطار لن تكون مستدامة.

بدورها، أكدت السيدة حنان عثمان، نائبة رئيس رابطة نوروز، في كلمتها على أن نوروز ليس مجرد عيد، بل هو رمزٌ للنضال والمقاومة من أجل الحرية والكرامة، مشددةً على أهمية السير على خطى القائد أوجلان في بناء مجتمع ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات للجميع. وأشارت إلى أن احتفالية هذا العام تحمل طابعاً خاصاً في ظل المستجدات السياسية والدعوات إلى الحلول الديمقراطية، مؤكدةً أن الشعوب التي تطمح للحرية ستواصل نضالها حتى تحقيق العدالة والمساواة.

كما ألقت لافا بكر، عضوة مؤتمر ستار في لبنان، كلمة شدّدت فيها على أن نوروز هو تجسيد للإرادة الحرة ولصمود الشعوب أمام الظلم، مؤكدةً أن المرأة كانت وما زالت في طليعة النضال من أجل الحرية، وهو ما يؤكد ضرورة التمسك برسالة القائد أوجلان في بناء مجتمعٍ قائمٍ على المساواة والديمقراطية.

 برقيات تهنئة رسمية

خلال الحفل، قام مقدّم الاحتفالية بقراءة برقيات تهنئة رسمية، من النائبة اللبنانية الأرمنية بولا يعقوبيان، وممثل الإدارة الذاتية عبد السلام أحمد، حيث عبّرا عن تضامنهما مع الجالية الكردية، وأكّدا على أهمية التعايش المشترك وتعزيز قيم الحرية والعدالة.

هذا بالإضافة إلى برقيات تهنئة من المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية، وجمعية وردة بطرس مساواة للعمل النسائي.

برنامج فني متنوع وحماس جماهيري

تميّز الاحتفال بعروض فنية غنية عكست التراث الكردي، حيث قدّمت فرقة كردستان رقصة فلكلورية، تلتها فرقة ولاتي روجيه بأغانٍ مستوحاة من المناسبة، ثم قدّم الفنان اللبناني جاد عزالدين أغنيات وطنية، من بينها أغنية مهداة إلى عفرين. بعد ذلك، قدّمت فرقة شهيد روجيندا رقصة تراثية، ثم تألقت الفنانة اللبنانية جيسي جرجور بغناء مشترك بالكردي واللبناني، وسط تفاعل الجماهير التي رددت معها الأغاني بالكردية ورفعت إشارات النصر.

أعقب ذلك أداء مميز للفنان اللبناني روني كسار، الذي قدّم مجموعة من الأغاني، من بينها أغنية خاصة مهداة إلى كردستان، ليتفاعل معها الحاضرون برفع الأعلام الكردية والهتاف بحرارة "تحيا كردستان" و"تحيا حرية الشعوب".

بعدها، شهد الحفل عرضاً مسرحياً مميزاً لفرقة كوما شانو، ثم تابع الجمهور فقرات غنائية مع الفنان القادم من روج آفا حسن ديركي، ليُختتم الحفل بأداء مميز للفنان ياسر بلال، حيث اختلطت الألحان بالتصفيق والهتافات التي لم تتوقف حتى نهاية الحفل.

تكريم وتوزيع هدايا للأطفال

في لفتة رمزية، قامت رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية بتكريم الفنانين اللبنانيين جاد عزالدين، جيسي جرجور، وروني كسار، وكذلك الفنان حسن ديركي الآتي من روج افا، عبر منحهم درع "أرزة لبنان" تتوسطها صورة القائد أوجلان، تقديراً لمشاركتهم في الاحتفال. كما تم توزيع 1,800 لعبة وأشرطة ملونة بالألوان الكردية الوطنية، كهدايا للأطفال، لإدخال الفرحة إلى قلوبهم في هذا اليوم المميز.

نوروز... رسالة نضال وديمقراطية

يُعدّ هذا الاحتفال من أكبر الفعاليات التي تنظمها الجالية الكردية في لبنان سنويا، حيث يجسّد التمسك بالهوية الثقافية والنضالية للشعب الكردي، ويؤكد على قيم التعايش المشترك بين الشعوب.

هذا وأكّد القائمون على الحفل على أن نوروز هذا العام يحمل رسالة واضحة بأن النضال مستمر حتى تحقيق الحرية والديمقراطية، وأن الشعوب المتطلعة للسلام لن تتوقف عن المطالبة بحقوقها المشروعة.