كلستان كلو: لا بد من وجود التمثيل المتساوي في سوريا الجديدة

قالت كلستان كلو عضوة منسقيه مؤتمر ستار "إن حماية حقوق المرأة وتمثيلها بنسبة 50% في الدستور السوري الجديد هو خطنا الأحمر".

تحدثت كلستان كلو عضوة مؤتمر ستار، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بخصوص الوضع في سوريا عقب سقوط نظام البعث، وعن الهجمات التي تشنها الدولة التركية والسياسات التي تنتهجها إدارة هيئة تحرير الشام فيما يتعلق بالمرأة.

 

وذكرت كلستان كلو في معرض حديثها، أن هيئة تحرير الشام هي تنظيم جهادي، وهناك هواجس وقلق بشأن الكيفية التي ستدير فيها بلداً غنياً مثل سوريا، مضيفةً: "لأن هيئة تحرير الشام هي تنظيم سلفي، وبرأي، لستُ مؤمنة حتى الآن أنها ستتمكن من إدارة شعوب سوريا وسوريا كبلد، فكيف ستتشكل سوريا الجديدة وما هو شكل الإدارة فيها ومستقبل الشعوب لا يزال موضع جدل ونقاش حتى الآن، حيث أن هيئة تحرير الشام تريد تطبيق النموذج الذي بنته في إدلب في سوريا، لكن هذا النموذج لا يصلح لسوريا أو حتى لأي بلد، لذلك، نحن نعيش في مرحلة من التناقضات عالية المستوى في سوريا، فإذا نظرنا إلى هؤلاء الأشخاص والقوى المحيطة بإدارة هيئة تحرير الشام، نجد أنهم جميعاً مدربون ومجهزون من قِبل دولة الاحتلال التركي في إدلب.

ولفتت كلستان كلو الانتباه إلى الهجمات التي تشنها الدولة التركية على شمال وشرق سوريا، موضحة أن الدولة التركية تسعى إلى تحقيق هدفها المتمثل بإعادة إحياء الأمجاد العثمانية عبر المرتزقة، وقالت بهذا الخصوص: "منذ الإطاحة بالنظام وهي تشن الهجمات على شمال وشرق وسوريا، حيث تظهر هذه الهجمات هدف الدولة التركية مرة أخرى، فالمحتلون الذين يريدون الاستفادة من الفراغ الحاصل في سوريا، يسعون إلى إحكام السيطرة على مفاصل الحكم في البلاد، وقد أُصيبوا بخيبة أمل كبيرة وتبددت أحلامهم وآمالهم من خلال المقاومة الجارية على خط سد تشرين، وبعد أن عجزت الدولة التركية عن تنفيذ الاحتلال عبر مرتزقتها، تدخلت الدولة التركية مباشرة بجنودها وتقنياتها المتطورة، وبعد أن فشلت في تحقيق نتائج بهذا الأسلوب، فها هي هذه المرة تشن الهجمات على كل مدينة في شمال وشرق سوريا، وتحاول من خلال هذه الهجمات القضاء على الإرادة القائمة في شمال وشرق سوريا، ونموذج الإدارة الذاتية، والحيلولة دون أن تستفيد شعوب سوريا من هذا النموذج، حيث أن نموذج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قائم منذ 10 سنوات مضت، وقد بنت المرأة والشعوب مجتمعاً عادلاً وديمقراطياً ومتساوياً".

وذكرت كلستان كلو أن سوريا تتمتع ببنية جغرافية غنية، وتابعت حديثها بالقول: "هذه البينة الجغرافية غنية بشعبها إلى جانب غناها الطبيعي، وإن نموذج الإدارة الذاتية المطبق في شمال وشرق سوريا هو نموذج لسوريا أيضاً، ويمكن لجميع الشعوب أن ترى نفسها ضمن هذا النموذج ويمكنها أن تعيش في ظروف عادلة وديمقراطية ومتساوية ضمن نموذج الإدارة الذاتية، وفي هذه التجربة، التي تحتضن الشعوب والتي تتمتع فيها الشعوب والمرأة بحياة حرة وبالحقوق المصانة، يواصل كل شعب المحافظة على وجوده بإرادته وثقافته ولغته، لذلك، فإن لها العديد من الجوانب التي تجذب الانتباه، فمنذ تأسيس الإدارة الذاتية، تخوض الشعوب المقاومة في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها، إنه مشروع من أجل الشعوب، وقد شهد الجميع كيف بُنيت الحياة بالنضال على الرغم من الهجمات، إن نسج وبناء حياة سليمة في سوريا يكون من خلال نموذج الإدارة الذاتية".

وأضافت كلستان كلو قائلةً: "من أجل حماية وضمان حقوق المرأة، يجب أن يكون للمرأة الحق في الكلام وإبداء الرأي بشكلٍ متساوٍ في الدستور، ومن المهم ضمان المساواة بين الجنسين، فكما تم ضمان حقوق المرأة في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وضمان مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة بحصة 50 في المائة، يجب أن يحذو الدستور السوري هذا الحذو ويتخذه كقدوة له، ولا بد من حماية حقوق المرأة وتمثيلها بنسبة 50 في المائة في الدستور السوري الجديد، وهذا الأمر بالنسبة لنا هو خط أحمر".

أما عن خططهن ومشاريعهن المستقبلية كمؤتمر ستار، فقالت كلستان كلو: "نحن في انتظار انعقاد المؤتمر الوطني السوري، ومن أجل المشاركة في هذا المؤتمر، نواصل أنشطتنا من أجل تعزيز التنظيم النسائي، على الرغم من العقبات التي تضعها إدارة هيئة تحرير الشام، فكما لم نتمكن من القيام بأنشطتنا بشكل مريح خلال فترة حكم النظام، فإن هذا الوضع ينطبق أيضاً في ظل إدارة هيئة تحرير الشام، وإذا كان المطلوب هو بناء مشروع ديمقراطي لسوريا، فيجب أن تكون الخطوات التي لا بد من اتخاذها صادقة وقوية، ولكن ليس هناك وضع من هذا القبيل حتى الآن.

نحن نواجه عقبات، ولكن هذه العقبات لا تؤدي إلى إضعاف النضال، وكنساء، نحن بحاجة إلى منظمة تمثل النساء من شمال وشرق سوريا في المؤتمر الوطني السوري، ففي الفترة القادمة، نواصل جهودنا للتخطيط المنظم الذي يكون بمقدوره الوصول إلى جميع مدن سوريا، وفي إطار هذا التنظيم، نهدف إلى نشر نظام الإدارة الذاتية المطبق في شمال وشرق سوريا، وكما ساهمت الحركات النسائية في شمال وشرق سوريا في التنظيم وتولي الريادة لذلك، فإننا نسعى إلى القيام بمثل هذه الريادة في سوريا أيضاً".