نموذج نضالي أوجلاني ملهم.. دقيقة صمت لروح ساكينة جانسز في القاهرة

يحمل شهر كانون الثاني، ذكرى استشهاد المناضلة الكردية ساكينة جانسز، التي لروحها وقف مثقفون بالقاهرة دقيقة صمت، إجلالاً لمكانتها النضالية الكبيرة.

عبر عدد من المثقفين والكتاب والسياسيين عن تقديرهم الكبير وإعجابهم بسيرة المناضلة الكردية ساكينة جانسز، التي طالتها يد الاغتيال الغادرة في فرنسا عام 2013، مقدمة الدروس العديدة في النضال والتضحية من أجل القضية، مشددين على أنها قدمت نموذجاً ملهماً ليس للمرأة الكردية فقط، بل لكل النساء في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال مشاركات الحضور في ندوة عقدها مركز آتون للدراسات في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة الجزء الأول من كتاب "حياتي كلها صراع"، الذي يتناول سيرة ساكينة جانسز ومذكراتها، وهو من ترجمة الكاتبة الكردية بشرى علي، في تجربة كتابية ذات أهمية شديدة، بما تلقيه من ضوء على سيدة مثل ساكينة.

نموذج ملهم

في هذا السياق، تقول الدكتورة سحر حسن أحمد الباحثة في علم التاريخ إنه قد أسعدها الحظ أنها قرأت الجزء الأول من مذكرات ساكينة جانسز، حيث شعرت وكأنها تعيش بين طيات الكتاب، وأنها تتحرك في هذا الزمن وترى ما مرت به هذه المناضلة، وجهة الشكر للكاتبة الكردية بشرى علي التي قامت بترجمة تلك المذكرات.

وأضافت أن ساكينة جانسز ملهمة للمرأة الكردية وكذلك المرأة في الشرق الأوسط ككل، وهي نموذج يحتذى بها، واستطاعات إرساء قواعد مهمة للمرأة، بمشاركة المفكر عبدالله أوجلان، وقدمت الكثير والكثير للقضية الكردية، حتى أنها قدمت روحها فداءاً لقضيتها.

الشخصية الكردية

بدوره، يقول السفير شريف شاهين مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن شخصية ساكينة جانسز تعكس الشخصية الكردية التي عاصرتها وعايشتها عن قرب، وسيرتها تنقلنا للحديث عن القضية الكردية، وهي قضية إنسانية لا تمس المكون الكردي فقط، بل كل مكونات المنطقة، ودون حلها لن نرى الحل لقضايانا في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية.

وأكد الدبلوماسي المصري السابق الحاجة إلى ابتكار حلول خارج الصندوق من خلالنا، ومن خلال مفكرينا الذين خرجوا من عصارة ودم هذه المنطقة، وعلى رأسهم المناضل الكبير عبدالله أوجلان الذي شكل فكره طريقاً ودرباً نستطيع أن نستلهم منه حلولاً لقضايا وإشكاليات المنطقة، بما في ذلك الأزمة السورية التي تحولت إلى مرآة لما عليه المنطقة.

ساكينة جانسز وأوجلان

بدوره، يقول الدكتور علي ثابت صبري المتخصص في علم التاريخ إن مذكرات ساكينة جانسز بكل تأكيد عنوانها صادم، ومن خلالها يمكن الوقوف على ما تحظى به المرأة من مكانة في القضية الكردية، معتبراً أن نضالها أكد نجاح المناضل عبد الله أوجلان على الفرد في النضال أياً كان نوعه.

وأضاف أن ظهور شخصية مثل الشهيدة ساكينة يمثل نجاحاً للثورة الذهنية التي قادها المفكر الكردي عبد الله أوجلان، وعبرت عن أفكاره وفلسفته النضالية، وأفكاره التي تعبر عن النضال من أجل قضية شعب هو الشعب الكردي، وقضية كل المستضعفين في المنطقة.

امتداد للموروث الكردي

من جهتها، تقول ليلى موسى ممثل مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" في القاهرة، إن ساكينة جانسز مثلت امتداداً للموروث الثقافي الكردي، ومكانة المرأة الكردية ونضالها، وهي لا تمثل المرأة الكردية وحدها، وإنما تمثل النموذج النضالي للمرأة في الشرق الأوسط ككل.

وأضافت أن تجربتها تقول إن نضالات المرأة واحدة مهما اختلف الزمان والمكان، مشيرة إلى أننا اليوم نجد في سوريا بعد 14 عاماً من الأزمة هناك من يتحدثون عن دور المرأة المستقبلي في سوريا، وهذه المقاربات تعود بنا إلى المربع الأول وكأن النساء لم تقدمن أية تضحيات ونضالات طوال السنوات الماضية.

وأكدت ليلى موسى أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في هذه الأطروحات والتصورات الذهنية عن المرأة، والأمر الثاني الحاجة إلى دستور سياسي يتناسب مع طبيعة وهوية المجتمع السوري، وأن يبنى على أسس صحيحة، محذرة من الأجندات التي تناهض قضايا المرأة، والتي قد تتمسك بنموذج واحد للمرأة هو الذي يتم تطبيقه فقط.