تيكوشين أوزان: لا أحد يستطيع إبعادنا عن وطننا

أشارت عضوة مجلس حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، تكوشين أوزان، أن النساء والشعب الكردي قد تطوروا من الناحية الأيديولوجية والعسكرية والسياسية ولا يمكن فصلهم عن موطنهم وقالوا" إن وطننا هو مجتمعنا واخلاقنا وحريتنا".

تحدثت عضوة مجلس حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، تكوشين أوزان، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الثامن من آذار.

وصرحت تيكوشين أوزان أن قضية حرية المرأة هي قضية العصر، وقالت: إن" قضية حرية المرأة التي لطالما كانت مهمة في تاريخ الحضارة لا تزال مستمرة حتى الآن، كما أنها تظهر كطبيعة كل الصراعات الاجتماعية، بلا شك، هذا هو الوضع الذي أصبح فعالاً انعكاساً في نضال المرأة من أجل الحرية، فأن قضية حرية المرأة هي القضية الرئيسية للإنسانية، لا يمكن إعاقتها ببعض الحقوق القانونية لهذا العصر، فأن حرية المرأة هي في الوقت نفسه حرية اجتماعية، عندما بدأ القائد عبد الله أوجلان النضال من أجل الانبعاث القومي للشعب الكردي ذي الطابع الاشتراكي الثوري، لقد أدرك أنه ما لم تتحرر المرأة من قيود العبودية، فإن ثورة الحرية الاجتماعية لن تأتي إلا بنتائج مؤقتة، ومن خلال هذا الوعي، تعامل مع حرية المرأة بجدية شديدة منذ البداية، كما أنه تعمق في إطار مرحلة الثورة وأشار في عام 1990 إلى أنه يجب أن يكون لقضية المرأة إيديولوجية خاصة بها،  وذكر أن أيديولوجية تحرير المرأة يجب أن تعمقها المرأة بنفسها وأن تحدد خمسة معايير أساسية كخريطة لها.

وقالت تيكوشين أوزان بخصوص المعايير الخمسة ما يلي:

"المعيار الأول هو رفض الوجود تحت هيمنة السلطة من أجل العيش وسط حياة حرة، وتحرير وطنها، هل يمكن للمرء التحدث عن الحرية دون الوطنية ودون حياة حرة؟ فالحياة تحت السيطرة ليست حياة حرة.

والمعيار الثاني لإيديولوجية تحرير المرأة هو أن المرأة عليها التفكير بالحرية وأن تمتلك إرادة حرة، في ظل الظروف التي تحظر فيها اللغة والثقافة، ونهب الجهد، الوعي التاريخي، وإعاقة الوعي الواقعي، إذا ان امرأة لا تستطيع التفكير بحرية لا يمكن أن تتحلى بإرادة حرة، لقد خلق القائد أوجلان مجالات التدريب، الحياة، والمقاومة المستقلة للمرأة، حيث لا يتواجد فيها عقل الرجل السلطوي، ناقشت المرأة مشاكلهن على أرضية مستقلة، وعرفتها من وجهة نظر المرأة على أسس أرضية مستقلة بها.

المعياران الثالث والرابع هما لأجل الدولة الحرة، الرأي الحر والإدارة الحرة، الحاجة إلى الأساس السياسي، بعبارة أخرى، فإن معيار النضال في ظل أصعب الظروف هو التنظيم، فمن الواضح أن الشخص لا يستطيع أن يعيش بمفرده في الطبيعة، لكن عندما يجتمعون معاً، يمكن أن يكمل كل منهما الأخر، يتم تحقيق هذه الحاجة من خلال التنشئة الاجتماعية بقيادة المرأة.

المعيار الخامس أيضاً، هي الجمالية التي تعطي الروح للحياة، الجمال هو الذي يبعث الروح في الحياة، فهذه نتيجة يتم تقويتها من خلال التعمق في معايير أخرى، الجمال يخلق مستوى من النضال والتنظيم، من أجل وطن، رأي حر وإرادة حرة، فالجمال هو نتاج الحرية، يتم تطبيق وتنشط هذه المعايير كمعايير نضالية لحزب العمال الكردستاني منذ 50 عاماً.

وسلطت عضوة مجلس حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، تكوشين أوزان، خلال مواصلة حديثها، الضوء على أهمية الأخلاق الإنسانية، وأضافت قائلةً: "المعايير التي تحافظ على تماسك الأشخاص وتقوي المجتمع على نحو الجيد، كما إنه يعرف العلاقات السيئة التي تشتت المجتمع".

وأفادت تيكوشين أوزان، أن عدم قتل الأشخاص، عدم قول الأكاذيب، عدم السرقة والاغتصاب، ضبط النفس هو أحد المعايير الأخلاقية لهذه الثقافة، وأضافت قائلةً: "كانت هذه الطبيعة متواجدة دائماً في المراحل الثورية لهذه الأرض، تحلت الزرداشتية الذين خرجوا بالمقاومة والمعنويات والتي تكون أكبر قوة فلسفية ضد عبودية عصر العبودية، بإيمان كبير بالإرادة الحرة، الوطن الحر، والمجتمع الحر، وكانت فلسفة الميثرية أيضاً محاولة فلسفية للتدفق الطبيعي للثقافة الاجتماعية، كانت العلاقات بين الرجل والمرأة متساوية، فكان كلا الجنسين مسؤولين بالتساوي في خضم النضال من أجل القضايا الجيدة ضد العبودية، لقد كان الرجل والمرأة لهما دوراً مهماً على قدم المساواة في واجبات الإدارة الاجتماعية والدينية، لذلك، في بداية التاريخ، كانت هناك منظمات سياسية للشعب الكردي، لم تكن على شكل دول مركزية، فأنها كانت منظمات كونفدرالية ديمقراطية".

وأشارت تيكوشين أوزان، إلى أنهم برغم من تعلمهم من هيرودوت، فأن المرأة من هذه الثقافة مع الرجال ناضلوا ضد هجمات الاحتلال والإبادة الجماعية، وقالت: "عندما قتل معظم الرجال واصلت المرأة الحرب وأظهرت مقاومة أسطورية، خلقت هذه الحقيقة إحدى الخصائص الأساسية للمنظمات الكونفدرالية الأولى للشعب الكردي، كما أنها خلقت منظمات نسائية مستقلة أسطورية، يقال إن نساء الأمازونيات المقاتلات اللواتي شاركن في حرب طروادة جاءت من شرق الأناضول، النساء الأمازونيات اللواتي قاتلن لحماية الأناضول من الاحتلال، إنهن حقيقة من حقائق ثقافتنا، ويتضح من بعض البيانات المتبقية من كوماجين والعصر الروماني، أن نساء الأمازون نشأن على الإيمان بميترا، وأنهن حملن السلاح للدفاع عن وطنهم وثقافتهم، بعد مقتل الرجال الأمازيون في الحرب، وأبدوا مقاومة لا مثيل لها حتى تمكنوا من زرع الذعر والخوف في نفوس المحتلين والرجال الظالمين، واستمر هذا التقليد في إيمان الزرادشتية، الماني، العلوي، اليارساني، والإيزيدي، واستمرت في كوماجين في موقف معيار للأم آيور بارزاني، كما أنها استمرت أيضاً في شخصية غوري خاتون وزارين خانم ضد الشاه عباس في قلعة دمدمي في العصر الصفوي، وخلال الفترة العثمانية، استمرت مع فاطمة رش من مرعش، واستمرت مع زريفة ضد إرهاب الانحاد والترقي، ضد الفاشية الكمالية مع رندا خان، وتستمر بمناضلات كالمناضلة بسي، واستمرت بشخصية ليلى قاسم ضد نظام البعث، وفي هذا العصر الحالي، ثقافة المقاومة هذه من منظور مجتمع حر، تستمر بمقاومة المرأة الحرة بمبادرة حزب العمال الكردستاني (PKK) - حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، عندما أعلن القائد عبد الله أوجلان عن إيديولوجية تحرير المرأة في الثامن من آذار 1998، فأنه أعاد خلق هذه الأساس التاريخي ذات الكرامة، لا أحد يستطيع أن يبعد المرأة والشعب الكردي الذي أصبح قوياً أيديولوجياً، عسكرياً، وسياسياً، عن أرضهم ووطنهم، لأن وطننا هو مجتمعنا، أخلاقنا، ماضينا المقاوم، وطننا حريتنا".