وتحدثت كلستان غولهات، إحدى القياديات في القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة إلى قناة ستيرك-TV في الذكرى الثلاثين لاستشهاد بريتان (غولناز قره تاش) .
واستذكرت غولهات في شخص بريتان وعزيمة، جاندا، روجين كاودا، شيلان غوي، سارا، روكان والكريلا 17 الذين استشهدوا في الأونة الأخيرة بالأسلحة الكيماوية، شهداء شهر تشرين الأول والقياديات في جيش المرأة، وتحدثت عن بطولة نضال الحرية للمرأة، وقالت: "أهنئ جميع نساء العالم وفي مقدمتهن المرأة الكردية بالذكرى الثلاثين لتأسيس جيشنا، وقد مرت 30 سنة مليئة بالنضال، وأصبحت الرفيقة بريتان أيضاً في جيشنا نحن المرأة الركيزة الأساسية ولعبت دوراً مهماً للغاية، كانت الشهيد بيريتان، من ديرسم، وتدرس في مدارس النظام وتدرك كرديتها في تلك الأوقات، حيث تتعرف بهذه الطريقة على حقيقة عدوها، وفي نفس المراحل تتعرف على أفكار القائد أوجلان وتتوجه إلى جبال كردستان، باحثة عن الحرية والعلم، وفي كل خطوة كانت تشارك في الحياة بحماس عظيم، كانت تعشق الجبال وحياة الكريلا، حيث لعبت درواً قيادياً في تطوير وتأسيس جيشنا ونضال الحرية من جديد، فالرفيقة بريتان هي إحدى قياديتنا في جيش المرأة، فالكثير من الرفيقات أمثالها توجهن إلى الجبال بحماس كبير في السنوات الأولى للنضال."
"عملية بريتان هو دليل على موقف والإرادة الحرة للمرأة"
وذكرت غولهات أنه نتيجة لموقف بريتان وعمليتها، أصبحت معايير المرأة القيادية واضحة، وتابعت قائلةً: " شن أعدائنا برفقة الكرد المتعاونين وقوات الناتو هجمات عنيفة في العام 1992 من أجل القضاء على حركتنا، حيث تطورت عملية الرفيقة بريتان في مرحلة كهذه، شاركت ولعبت الكثير من الرفيقات أمثال الرفيقة بريتان دوراً مهما ضمن الجيش في بدايات الثورة، وانضمت العديد من النساء إلى الثورة، للبحث عن الحرية، فعندما
انضمت العديد من النساء إلى الثورة. كان هناك بحث عن الحرية. عندما أقدمت الرفيقة بريتان على مثل هذا الموقف في معركة عام 1992، أصبحت مثالاً لجميع النساء، لذلك قاتلت ضد القوات الخائنة والدولة التركية حتى النهاية، وانقذت رفاقها، وتعرضت للإصابة، وحطمت سلاحها وألقت بنفسها من فوق الصخور، كان الخونة يناشدونها لتستسلم لهم، لكنها تلقي بنفسها من فوق المنحدرات، لقد كان هذا الموقف والإرادة يعبران عن الحرية، وأصبحت الركيزة الأساسية في جيشنا، لذلك أوضحت عن النهج والخط، وبيّنت لنا كيف نحارب وكيف نعيش، فهي كانت السباقة في كل شيء، حيث كانت الأولى في عملية كهذه، وكانت نشيطةً في خطوة ومن خطوات حياتها، وكان إيمانها وثقتها بأفكار القائد أوجلان متقدماً جداً، هذا ما يمكن أن نقول عنها القائدة وحقيقة المعركة، لقد أصبحت بالنسبة لنا كـ نهج وعلم وحماية وركيزة أساسية لجيش المرأة الذي نتسمك به، لقد أوضحت شهادة الرفيقة بريتان لنا الطريقة التي يجب أن يُبنى عليه نهج الحرية وبحث الحرية ومعايير المرأة القيادية، لقد كانت الرفيقة عزيمة من إحدى الرفيقات اللواتي مشيّنَ على خطى الرفيقة بريتان وإحدى المعلمات لحياة الكريلا، قد أسست من حولها إيماناً وثقةً بالنضال وكفاح المرأة، لقد كانت معلمة لكريلا المرأة من خلال موقفها ومشاركتها ونضالها، فمع قيادياتٍ كهؤلاء تأسس تجمع كبير جداً حول تكوين جيّش المرأة، كما أن الكثير من النساء الأمميات اعتبرنَ جيشنا جيش المرأة كمستقبل مشرق بالنسبة لهنَ، ففي الواقع، لقد وجدنَ مستقبلهنَ في تكوين جيش المرأة، وإحدى تلك الأمثلة كانت جاندا تورك وهلين جركز وروناهي آلمان، فالرفيقة روناهي تقع أسيرة في إحدى العمليات بيد الجيش التركي خلال معركة بوطان عام 1998، ويسألها الجنود قائلين لها ماذا تفعلين هنا؟ وتجيبهم بالقول أنا امرأة ألمانية، أجد في المرأة الكردية الإيمان والثقة بحرية الإنساينة، ولهذا السبب أحاربكم، وبعد هذه المحادثة يقومون بقتلها، ومريم جولاق أيضاً كانت امرأة مثقفة ونشيطة وقيادية، وكانت الرفيقة غربتللي هكذا أيضاً بعلمها ومعرفتها، فكل رفيقة كانت تنضم إلى النضال كانت تنضم بوعي قوي على خطى بريتان، وقد تبوأت المئات من الرفيقات مراتب القيادة من خلال القيام بتضحيات عظيمة جداً."
"رسخ القائد أوجلان فينا الشجاعة وقوة الانتصار"
وقيّمت غولهات جهود القائد عبدالله أوجلان في تطوير جيّش المرأة، وأسهبت في حديثها قائلةً: "لقد خلق القائد أوجلان فينا الفكر والرأي والشجاعة وتطوير الوعي النضالي، وكان معنا في كل خطوة، وكان يفكر بمستقبلنا أكثر منا، فالقائد أوجلان اكتشفنا قبل ان نكتشف أنفسنا، وأظهر الحقيقة التي تجري وما يجب القيام به من أجل مستقبل حر، وكان رفيقاً لنا، وجعلنا نتحلى بالشجاعة، وبيّن لنا طرق وأساليب تجيّش المرأة وتنظيمها وتحريرها، وعلّمنا الحياة الحرة، ونحن كـ مرأة، استوحينا من فلسفة وإيديولوجية القائد أوجلان حماساً كبيراً، فكلما كنا نجد تطور تجيّش المرأة، كان الإيمان والثقة من أجل الحرية تترسخ أكثر، فعندما أثار القائد أوجلان في البداية تجيّش المرأة وجعلها على جدول الأعمال، لم يكن الأمر القتال بالأسلحة فقط، بل كان قبل كل شيء التعرف على الذات وإدراته وهو الأساس، فالتعرف على الذات والحياة المشتركة كانا أمرين أساسيين، فضمن جيشنا يمكننا حل كل القضايا الحالية بعقل المرأة، وفي أعماق التاريخ، إن بحثنا عن الذات وتكوين جيش المرأة كان بمثابة روح أساسية بثت الروح للمجتمع."
"المناضلات الثوريات اللواتي يقاتلنَ هنَ قياديات وفدائيات"
وتطرقت غولهات في تقيّمها إلى النتيجة التي تحققت من خلال تكوين جيش المرأة، وقالت: "إن لجيش المرأة وقوات وحدات المرأة الحرة على مستوى الفلسفة والإيدولوجي هدف وتبني نفسها على هذا الأساس، فمنذ ستة أشهر تتواصل معركة كبيرة للغاية في كردستان، ونحن بدورنا ندرك جيداً حقيقة عدونا، الذي يلجأ إلى استخدام كل الأساليب الفاشية والوحشية لإبادة المجتمع الكردي، حيث يتم شنّ حرب متعددة الأطراف ضد الشعب الكردي والمرأة الكردية، ومقابل هذا الأمر، تستمر المقاومة منقطعة النظير، وهذه معركة هي ضد إرادة مناضلات وحداة المرأة الحرة-YJA Star ومناضلي قوات الدفاع الشعبي-HPG ، وإلحاق الهزيمة بهم، لذلك استنفر العدو كل قوته، ومع ذلك فشل العدو، ونحن كـ جيش المرأة نخوض هذه الحرب منذ 30 عاماً، فالإرادة والإيمان الذي نشأ خلالها سيتطلب في المستقبل بعض المفاهيم الجديدة، لذلك، مهما تحدثنا عن المقاومة الحالية والإرادة والروح الفدائية وقمنا بتعريفها، فإنها ستبقى غير كافية، فأحيانا تعجز الكلمات عن تعريف موقف والروح الفدائية للأبطال، حيث نقول فقط بأنه موقفٌ مرتبط بالهدف المنشود، فالوصف بأنه مقاومة وروح فدائية وبسالة سيكون غير كافي، ويمكن أن يكون هذا الموقف والإيمان والاعتقاد هو البداية والنهاية، فالقائد أوجلان كان يقول: "الأشخاص الذين أسسهم سيكونون أول وآخر الأشخاص، فهؤلاء المناضلون الذين يقاتلون اليوم هم الشابات والشبان القياديين والمناضلين."
"شعار (المرأة، الحياة، الحرية) أصبح بالنسبة لجميع النساء فلسفة الحياة"
وأكدت غولهات أن القوى الحاكمة تخشى كثيراً من قوة وأفكار المرأة، وقالت: "العالم الذي نحيا فيه الآن لا تحكمه عقلية الرجل، لكنه هو استكمال لعصره، لذا الأزمة تتعمق بشكل أكثر في المجتمعات، ففي الواقع يواجه النظام أزمة ضمن ذاته، فكل امرأة تسعى للخلاص من هذا الوضع لكن يتم استهدافها من قبل المتسلطين، وأيضاً تُستهدف كل القيم ووجود الشعب الكردي، فشعار "المرأة، الحياة، الحرية" أصبحت اليوم بالنسبة لجميع نساء العالم فلسفة الحياة ومقولة الخلاص من الوضع الراهن، وهذا هو نتيجة جهد وأفكار القائد أوجلان، فمقتل جينا أميني في شرق كردستان هو دليل ضعف وعجز النظام، والنظام يخشى المرأة التي لا تخضع للسلطة، فالرفيقة ناكهان التي تم استهدافها كانت إحدى النساء اللواتي تطورنَ وعي وإدراك المرأة، وقد نظمت المرأة نفسها في الوقت الراهن إلى مستوى ما، لهذا السبب تخاف الأنظمة الحاكمة كثيراً منها، فالعملية الفدائية الأخيرة للرفيقتين روكان وسارا، أظهرت إيمان وشجاعة المرأة، حيث هاجمتا العدو في عقر داره، وهذا الأمر هو نتيجة موقف المرأة المناضلة، ومن خلال هذا، أصبح من الواضح مرة أخرى أن المرأة الثورية يمكنها هزيمة النظام الحاكم القائم على العقلية الذكورية، فالمرأة الكردية من خلال قوتها وذكائها وتنظيمها، يمكنها هزيمة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وقد تم ترسيخ وتنظيم هذه الإرادة والنضال.
"سيكون النصر مضموناً على نهج بريتان"
ونوّهت غولهات إلى أن انتهاج خط بريتان سيضمن تحقيق النصر، وختمت تقيّمها قائلةً: "نحن، كقوات وحدات المرأة الحرة-YJA Star، نواصل نضالنا ومعركتنا على نهج بريتان، وزيلان، وعكيد ومظلوم، ونحن واثقون من أنفسنا في هذه المعركة، ونحن الكرد محقين في هذه المعركة، حيث إن تجيّشنا للمرأة قد وصل لعامه الثلاثين، ففي هذه السنوات الثلاثين علمتنا بريتان المقاومة، وزيلان علمتنا الروح الفدائية، وسارا علمتنا الفكر الاجتماعي والنضالي، ونحن كـ وحدات المرأة الحرة، نعاهد عهد النصر والسير على خطى شهدائنا القادة."