نساء مكونات شمال وشرق سوريا يطالبن بكشف النقاب عن جريمة اغتيال ناكهان أكارسال

طالبت نساء الكرد والعرب والارمن في شمال وشرق سوريا بكشف ملابسات جريمة اغتيال ناكهان أكارسال وسألن حكومة الإقليم عن توضيح موقفها من هذه الجرائم.

تعرضت الناشطة والأكاديمية ناكهان أكارسال، صباح يوم الثلاثاء (4 تشرين الأول)، لهجوم مسلح أمام منزلها بحي بختياري في مدينة السليمانية بجنوب كردستان، مما أدى إلى استشهادها على الفور.

وتزامن الهجوم الذي تعرضت له ناكهان أكارسال، بزيارة لرئيس جهاز استخبارات دولة الاحتلال التركي، هاكان فدان إلى هولير، وبات متعارفاً عليه فقبيل أي هجوم يستهدف القياديين والرياديين الكرد في جنوب كردستان، تتم زيارات ولقاءات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني واستخبارات دولة الاحتلال التركي، وأثارت هذه الزيارات غضباً شعبياً لدى الأوساط الكردية.

تنديداً بذلك، أدلت تنظيمات نسائية في شمال وشرق سوريا، ببيانات شديدة اللهجة، طالبت خلالها حكومة جنوب كردستان بكشف ملابسات جرائم القتل هذه، وقالت"إذا لم يتم توضيح جرائم القتل هذه، فإن تعاون حكومة جنوب كردستان سيقع تحت ظل الموجة المتصاعدة للثورة النسائية".

الطبقة

ففي الطبقة، أدلى مركز دراسات وأبحاث علم جنولوجيا في الطبقة، ببيان إلى الرأي العام، قرأته الإدارية في المركز، ماريا المطر، وذلك أمام المركز وسط المدينة، بحضور عدد من نساء المدينة، إضافةً لعضوات المؤسسات المدنية والعسكرية.

استهل البيان بالقول: "استشهدت عضوة أكاديمية علم المرأة (جنولوجي)، وعضوة هيئة تحرير مجلة علم المرأة، ناكهان أكارسال، نتيجة هجوم مسلح في مدينة السليمانية في إقليم جنوب كردستان"، وأدان بشدة "هذا الاغتيال السياسي الذي يعد من جرائم القتل السياسي التي ارتكبتها الفاشية والقوى المهيمنة بحق جميع النساء المقاومات والمناضلات حول العالم".

وطالب "حكومة جنوب كردستان إلى البحث عن مرتكبي جريمة القتل في أسرع وقت ممكن، التي تطورت كاستمرار لجرائم القتل الوحشية ضد كل من ياسين بولوت ومحمد زكي جلبي وسهيل خورشيد"، مضيفاً "وإذا لم يتم توضيح جرائم القتل هذه، فإن تعاون حكومة جنوب كردستان سيقع تحت ظل الموجة المتصاعدة للثورة النسائية".

وذكر البيان "قضت ناكهان وقتاً طويلاً في الكفاح من أجل حرية المرأة الكردستانية، كما وقادت بروح فدائية حركة الشباب الجامعية والصحافة وعلم المرأة (جنولوجيا)، وقاومت في السجن لسنوات من أجل هذه القضية".

مضيفاً "خلال أصعب سنوات ثورة المرأة، ثورة روج آفا، ومن أجل إضفاء لون وطابع المرأة على الثورة، بذلت الشهيدة ناكهان جهداً كبيراً في جميع أنحاء روج آفا وخاصة في عفرين، كما وعملت بشجاعة وتصميم كبيرين، وقد لمست أرواح وقلوب نساء شنكال، اللواتي تعرضن لأقسى وحشية من قبل تنظيم داعش، ومن أجل تنوير علم المجتمع وتاريخهن أجرت بحثاً ميدانياً في هذه المناطق".

وأشار بيان مركز دراسات جنولوجيا "كانت ناكهان أكارسال تعمل مع نساء جنوب كردستان في مكتبة أعمال المرأة الكردية ومركز الأبحاث في السليمانية، وعملت مع النساء اللواتي عانين من أشد عواقب الفاشية وسياسات الدولة القومية، في الوقت الذي كانت تعمل كعضوة في أكاديمية علم المرأة، بشكل متحمس، بقوة وإرادة وإصرار كبير من خلال علم المرأة، لخلق ثقافة المرأة، قُتلت ناكهان بوحشية ذهنية قوات الاحتلال، ذات العقلية السوداء المتطرفة".

وأكد البيان "سنبقي ناكهان أكارسال خالدة، من خلال رفع وتيرة ثورة المرأة في كافة أنحاء العالم، تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" ضد الذهنية الفاشية التي قتلت بوحشية الشابة الكردية في شرق كردستان جينا أميني".

كما أعلنت النساء عبر البيان "سوف ننتقم لصديقتنا ناكهان من خلال خلق تنوير نسائي بعلم المرأة بالرغم من وجود الظلمة الذهنية للفاشية والذكورية المهيمنة، وندعو جميع النساء الثوريات، الديمقراطيات، النساء الداعيّات إلى الحرية، الأكاديميين والعلماء إلى إدانة هذا الاغتيال السياسي، ورفع وتيرة نضال الحرية في وجه الاحتلال، الاستعمار، وظلام الذهنية الفاشية"، ودعين "في شخص شهناز إبراهيم وكافية سليمان، ندعو جميع نساء جنوب كردستان إلى الضغط على حكومة الجنوب لإلقاء الضوء على هذا القتل السياسي والكشف عن أبعاد الجريمة، كما وندعوهن الالتفاف حول شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وتوحيد أعمالهن مع موجة الثورة النسائية التي تطورت في شرق  كردستان وريادتها".

قامشلو

في سياق متصل، أدانت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، هجمات الإبادة التي تتعرض لها النساء في العالم، قرأته الإدارية في المنظمة، رشا درويش بمشاركة عضوات المنظمة ومؤتمر ستار.

وأشار البيان الذي قال في مستهله: "في الوقت الذي يستنكر ويندد العالم بمقتل الفتاة الكردية جينا أميني في شرق كردستان، تقوم الدولة التركية الشوفينية والعقلية السلطوية والذهنية الذكورية وأعداء الحرية باستهداف النساء المناشدات والمناضلات للحرية اللواتي سطرن وحققن التطوير والنجاح في أجزاء كردستان الأربعة".

وأضاف: "يقوم النظام الملالي والنظام الشوفيني التركي بارتكاب الجرائم، واستهداف هؤلاء المناضلات والناشطات، واليوم تم اغتيال المناضلة ناكهان أكارسال، العضوة في أكاديمية جنولوجي في مدنية السليمانية لتلتحق بقافلة شهيدات ثورة حرية المرأة".

ودعت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في بيانها، جميع النساء الكرديات في أجزاء كردستان الأربعة "وشعبنا في أوروبا وجميع الأحزاب الكردية إلى توحيد صفوفهم واتخاذ موقف صارم ضد هذه الهجمات الهمجية التي تستهدف النساء الكرديات اللواتي ينادين بحرية المرأة وحقوقها".

 كما دعت المجتمع الدولي وحقوق الإنسان بمحاسبة الحكومة التركية والإيرانية بالكف عن هذه الجرائم ضد النساء ووقف العدوان التركي على عموم كردستان مؤكدة "استمرارنا في الكفاح والنضال في سبيل حرية المرأة".

الحسكة

تجمّع صباح اليوم، العشرات من عضوات المجلس الاجتماعي الأرمني، لإدلاء ببيان أمام المجلس، قرئ من قبل عضوة مكتب اتحاد المرأة الأرمنية في المجلس، نوشيك قصبيان.

أدان البيان في مستهله، "الجرائم التي ترتكب بحق المرأة من قبل الدول ذات الذهنية الذكورية السلطوية والدول الديكتاتورية، وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي وإيران".

واستنكر "الجرائم التي تستهدف النساء اللواتي قاومن في وجه الظلم وطالبن بالحرية والاستقلال في محاولة للتخلص من الذهنية الذكورية والقمع والإبادات التي ترتكب بحقهن وبحق جميع النساء في العالم"، مشدداً "يجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق النساء، وآخرها الجريمة الشنيعة التي ارتكبت بحق الناشطة الأكاديمية ناكهان أكارسال، بهجوم مسلّح وقتل عمد في مدينة السليمانية".

كما شدد أيضاً على "معاقبة الفاعلين بأشد العقوبات، كي لا تتكرر مثل هذه الجرائم بحق النساء المناضلات اللواتي يحاربن الفاشية، إن كان بالسلاح أو القلم أو الفكر السياسي".

وطالب البيان في ختامه، كافة النساء بالوقوف في وجه هذه الهجمات البربرية العدوانية، مؤكداً "خلال الشهر المنصرم استشهدت أكثر من امرأة في أجزاء كردستان، مثل آنوش آبيتيان على يد الأذريين، وجينا أميني على يد السلطات الإيرانية وزينب صاروخان باستهداف طائرة تركية مسيّرة في روج آفا، وغيرهن من المناضلات".

عين عيسى

في السياق، أدان مجلس المرأة في مقاطعة كري سبي جريمة اغتيال الناشطة ناكهان أكارسال، في بيان، حضره العشرات من نساء الناحية، والذي قرئ من قبل الإدارية في المجلس، ولات سنجار.

استهل مجلس المرأة بيانه "بإدانة واستنكار جريمة اغتيال الناشطة ناكهان التي ناضلت من أجل قضية المرأة، ونشطت خلال رحلة طويلة بحثاً عن حريتها في وجه العادات الرجعية".

وبيّن "أن رحلة الشهيدة ناكهان كان مصيرها السلام، ولكن تعمدت الأفكار الرجعية ومنتهجي الإبادات كتم صوت حرية المرأة مرة أخرى باغتيال نساء ثوريات مناضلات من أجل قضية المرأة"، مطالباً "حكومة جنوب كردستان بمحاسبة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة".

ودعا مجلس المرأة في ختام بيانه "جميع النساء للانتفاضة في وجه سياسة الصهر والإبادة التي لطالما مارسته الدول الفاشية لإحباط ثورة المرأة، والتكاتف لحماية مكتسبات ثورتها الحرة التي تحققت بدماء المناضلات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيلها".