تحدثت هيفا عربو، عضوة مؤتمر ستار، عن وضع المرأة في سوريا و غربي كردستان قبل عام 2011، مشيرة إلى أن "المرأة في سوريا وغربي كردستان كباقي أنحاء العالم، كانت عرضة للعنف من قبل المجتمع الذكوري وكانت جميع القوانين تدعم هذا العنف، كمثل القانون الذي يحمي الرجل القاتل تحت اسم جريمة الشرف، فالرجل الذي يقتل زوجته تحت ذريعة غسل الغار يخفف عنه الحكم".
وأضافت "كان يسمح للرجل بالزواج من عدة نساء، وكان مثل هذا القانون الذي يخدم الرجل في مجتمع ذكوري يسبب الكثير من العنف النفسي للمرأة، وهذا ما نريد أن نقوله وهو أنه في زمن النظام البعثي كانت المرأة تتعرض للعنف بالعديد من الطرق والوسائل، عنف الرجل وعنف المجتمع بشكل عام، في القوانين السياسية والاجتماعية ولم يكن هناك أي أساس يدعم المرأة ولم يكن هناك أي قانون يحمي حقوقها، العديد من النساء السياسيات تم اعتقالهن وسجنهن ومورس العنف والتعذيب بحقهن بسبب مطالبتهن بحقوقهن وكانوا يوجهون لهن تهمة أن (النساء يردن تجزيء البلاد).
وأوضحت أنه "في زمن نظام البعث تم اعتقال العديد من النساء الكرد والسريان والعرب ولا يعرف حتى الآن مصير بعض هؤلاء النساء، نظام البعث هو المسؤول عن كل هذه الأمور، حتى من الناحية الثقافية كانت المرأة تمنع من ارتداء زيها الشعبي مما يضطرها إلى اكتساب ثقافات مختلفة، ونظام البعث مثله مثل العديد من الأنظمة الأخرى كان يعمل على كبت المرأة وحرمانها من حقوقها من أجل قطع الطريق عليها من الحصولعلى حريتها."
فكر القائد آبو خلق حياة جديدة في سوريا
وأشارت هيفاء إلى أن فكر القائد أوجلان خلق في الأراضي السورية خطوة جديدة نحو حياة جديدة.
وتابعت: "المئات والآلاف من النساء ذهبن وتواصلن معه وكان لفكره وفلسفته بالغ الأثر في حياة المرأة في سوريا وغربي كردستان، وحاولت النساء الكرديات تنظيم أنفسهن بهذا الشكل وتوجهت آلاف النساء نحو الجبال الحرة، وكانت غايتهم الأساسية هي أخوة وحرية الشعوب والمرأة".
ولفتت إلى أن "النساء بدأن بتنظيم أنفسهن، وكن تجوبن البيوت والمنازل وتجرين اجتماعات مغلقة وسرية بسبب دكتاتورية النظام، كما كانت النساء تحاول أن تطور نفسها وتعمل على السير قدما في تحقيق نجاحات، رغم أنه لم يكن هناك وضع منظم بعد، وفي سنة 2000 بدأ العمل المنظم، وفي سنة 2005 تشكل اتحاد ستار بشكل رسمي، ومن وقتها وحتى 2016 بدأت نساء غربي كردستان بتنظيم أنفسهن تحت اسم اتحاد ستار ، نظمن أنفسهن من الناحية الاجتماعية والقانونية والإقتصادية".
واستطردت "في سنة 2016 تابعن تنظيمهن عن طريق مؤتمر ستار ومن الناحية العسكرية تم تشكيل وحدات حماية المرأة، التي غدت قوة عسكرية ذاع صيتها في كافة انحاء العالم، وعلى هذا الأساس بدأ مؤتمر ستار بالعمل الدبلوماسي والثقافي بدلاً من السياسي".
ثورة داخل ثورة
وذكرا هيفا عربو أن العمل بدأ بريادة المرأة الكردية، وقالت: "إن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة التي خلقت ثورة داخل ثورة، بعد فترة لم تكن المرأة الكردية وحدها في الثورة بل انضمت إليها المرأة السريانية والعربية أيضا."
وأشارت عربو إلى أن النساء العربيات اكتسبن أيضاً قوتهن من ثورة النساء الكرديات، موضحة: "اكتسبن القوة من ثورتنا وأنشأن مؤسساتهن، برأيي هذه إحدى الإنجازات الهامة لثورة غرب وشمال سوريا، فالموروث الثقافي في المجتمع العربي الذكوري أشد وأعنف ضد المرأة مما هو عليه في المجتمع الكردي، لذلك أقول أن المرأة العربية خطت خطوة إيجابية للغاية في طريق تحررها من هذا الموروث الثقافي المتخلف".
النضال ضد الإحتلال التركي لعفرين هو أولى أولوياتنا
وتطرقت عربو إلى أعمالهم المستقبلية قائلة: إن "النضال ضد الاحتلال التركي لعفرين هو مطلبنا الأساسي، وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب تناضل في عفرين كما أن النضال مستمر في الشهباء، الوجود داخل الشهباء  رغم كل الضغط والتهديد والحرب النفسية هو بحد ذاته وجه من وجوه النضال والمقاومة، النساء  اللاتي خرجن من عفرين يمارسن تنظيمهن في الشهباء".
وأوضحت: "باسم مؤتمر ستار قمنا بالكثير من الحملات المنظمة من أجل وضع الاحتلال التركي لعفرين في جدول أعمال المرأة في جميع أنحاء العالم وبناء مبادرة النضال المشترك، العديد من الوفود النسائية حضرت من جميع أنحاء العالم لتقصي وضع نساء عفرين عن كثب، وفي نفس الوقت رأت الوفود ثورة روج آفا والمرأة، مؤتمر ستار يعمل حاليا بشكل سياسي ودبلوماسي وعسكري من أجل تحرير عفرين كما يعمل من أجل حماية باقي المناطق من الهجمات، عن طريق القوة التي نكتسبها من نضال نساء عفرين سنعمل على مضاعفة نضالنا.
تحية ليلى كوفنعلى نضالها
ووجهت عربو التحية إلى جميع النساء المناضلات في جميع أنحاء العالم وكردستان في الخامس والعشرين من تشرين الثاني يوم النضال ضد تعنيف المرأة وقالت بأنها تستمد قوتها من هذه الثورة.
وأشارت إلى حملة الإضراب عن الطعام التي قامت بها الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي  والنائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان ليلى كوفن والتي طالبت من خلال إضرابها عن الطعام برفع العزلة عن القائد أوجلان.
ووجهت عربو التحية إلى ليلى كوفن في حملتها وقالت: "نحن مدينون لفكر وفلسفة القائد أوجلان الذي قدم الكثير من أجل حرية المرأة، أناشد بدوري جميع النساء للانضمام للنضال ضد العزلة المفروضة عليه، وذلك من أجل حريتهن".