شاها خليل: حركة التحرر كانت تحمي المرأة منذ أربعين عاماً
قالت الإدارية بمؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو، شاها خليل، إن المرأة كانت محرومة في السابق من جميع حقوقها وأنها كانت تعاني من ذهنية نظام البعث والعادات والتقاليد.
قالت الإدارية بمؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو، شاها خليل، إن المرأة كانت محرومة في السابق من جميع حقوقها وأنها كانت تعاني من ذهنية نظام البعث والعادات والتقاليد.
أكدت الإدارية بمؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو، شاها خليل، أن المرأة في المنطقة كانت ضحية لذهنية نظام البعث والعادات والتقاليد التي حرمتها من كافة حقوقها.
وأوضحت خليل في حديث لوكالة فرات للانباء ANF، أنهم لم يكونوا ينظرون إلى المرأة كإنسانة وحرمت من كافة حقوقها وأصبحت مقيدة من خلال سياسات الأنظمة، وكانت تستخدم كأداة للعمل في المنزل وإنجاب الأطفال، لتغدو ضحية للذهنية الذكورية، وهذه الذهنية كانت تتدعي بأن المرأة ليس لديها رأي خاص وأية حقوق في الحياة.
وقالت شاها خليل: إن حتى المرأة كانت تعمل في المؤسسات، والمنظمات في عهد النظام وقبل الثورة لكن في ذلك الوقت أيضاً لم تظهر أية حقوق لها بل كانت تعاني من ضغوط الذهنية الذكورية، وفي ذلك الوقت كانت المئات أو الآلاف من النساء مجردات من حقوقهن، وكانوا أحياناً يروجون إلى أن حرية المرأة هي حرية الخروج من المنزل، حرية ارتداء الأزياء التي تعرض جسد المرأة، وتحت مسميات عدة، فالأنظمة الرأسمالية والسلطوية يعرضون المرأة ويعرفونها بجسدها وجمالها وأصبحت كأداة تجارية وذلك بهدف الاستمرار بأرباحهم التجارية من خلال البيع والشراء".
وأضافت "مثال على ذلك إذ كانوا يتاجرون بالسيارات يقومون بتعليق صورة امرأة جميلة على المصنع أو الشركة لتصبح المرأة أسلوب للعرض وأداة للتسوق، باختصار هذا الأسلوب كان لتوسيع التجارة وباختصار من خلال عرض جسد المرأة".
وتابعت: مع مرور الوقت وتغيّر الأنظمة بعض الشيء نستطيع القول والرجوع إلى حركة التحرر، والتي تخرجت من خلالها العديد من النساء اللاتي حملن فكراً حراً، وأصبحن ذوات شخصيات حرة وصاحبات إرادة، هن اللاتي تحمين المرأة منذ أربعين عاماً، ومع التطورات المستمرة من ناحية حرية المرأة والتي ظهرت بفضل فلسفة قائد الحرية القائد أوجلان وبإدارة من نسائنا الحرات من الناحية الفكرية، ونضالهن شاركن في ثورة روج أفا.
وواصلت حديثها: "هنا أقول إن ثورة روج آفا لم تكن نضال سبعة أعوام فقط، لأن نسائنا ناضلن منذ أربعين عام، ومن خلال هذه الثورة أصبحت جميع النساء صاحبات إرادة، ومناضلات بروح الحرية الفكرية ضد الذهنية الذكورية والنظام البعثي، الآن نسائنا اللاتي يبلغن من العمر سبعين عاماً يخرجن أمام التجمعات، والجماهير وأثناء المراسم وتلقين الكلمات وتتحدثن ساعات متتالية عن حرية الشعوب وحرية المرأة، كما أنهن أصبحن يحللن الأوضاع السياسية للعالم أجمع وهن ليسن بمتعلمات في المدارس أو جامعات دولية".
واستطردت: "أقول مجدداً لم يأت هذا الفكر لنسائنا المناضلات من أي مكان اخر بل كانت ثمرة لنضال حركة الحرية للمرأة و ظهرت هذه الحقيقة لعموم العالم في ثورة روج آفا، ولم نظهر في بداية الثورة مع هذه التطورات الكبيرة التي حصلت للمرة الأولى في شرق وشمال سوريا، نحن اجتهدنا وناضلنا ورأينا مصاعب كثيرة بين كافة المجالات حتى استطعنا أن نغير هذا الفكر الذي زرعه النظام بين المجتمع، ومارسنا نشاطاتنا لأجل انتصارات المرأة، حريتها وإظهار نضالها".
وتابعت شاها خليل: في البداية أسسنا بيت المرأة في روج آفا عام 2013 وبعدها تم تأسيس المنظمات، المراكز، الإدارات والمؤسسات الخاصة بالمرأة لقد عانت نسائنا كثيراً بين المجتمع المقيد لدورها في سوريا وناضلن كثيراً لأننا كن مجبورات في حالة الحرب والثورة أن نقوم بتنظيم المجتمع و المشاركة مع الرجال في الخنادق ومن ناحية أخرى، ومع هذا الجهد شكلت المرأة مفهوم المساواة بين الجنسين، ومن جانب آخر طورت المرأة شخصيتها بنفسها واجتهدت وتلقت تدريبات كثيرة حتى استطعن أن تصبحن عضوات وإداريات ضمن هذه مجالات، ومع هذا التطور وندائنا باسم الديمقراطية وتوحيد الشعوب في روج آفا، انضمت لنا نساء كثيرات من المكونات الأخرى والمعتقدات المختلفة من الكرد، العرب، السريان، التركمان، الجركس، الأرمن والأشوريين وأصبحنا نقوم بنشاطاتنا كنساء ديمقراطيات مشتركات وأصبحنا نوجه المجتمع والأجيال نحو مستقبلاً حراً.
وقالت: "أستطيع القول إن المشاكل التي كانت تعاني منها المرأة منذ عشرين أو ثلاثين عاماً تم حلها جميعها في بيت المرأة منذ البداية لأننا كنا ندعو دائماً إلى مجتمع حر، متعلم، أخلاقي وسياسي وديمقراطي يرتكن إلىالعدالة الاجتماعية التي بدأت من المرأة، فمثلما يقول القائد أوجلان إن المرأة لا تفكر بالمصالح الشخصية وتمثل العدالة الاجتماعية ولأنها تتألم أكثر لأجل مجتمعها وتكون أكثر قوة في حماية أراضها".
وتابعت: "من خلال ارتباطنا بأقوال القائد أوجلان نحن كنساء شمال وشرق سوريا وفي كافة مدنها وضعنا حلول لمشاكل المجتمع بالتوافق من الجانبين، ولأجل هذا ومع مرور الوقت أصبحت لدينا قوة وأصبحنا أمام المساواة بين الجنسين، وأنجزنا تطورات رائعة بداخل هذه الثورة، وبعدها أسسنا المجالس، الكومينات، و الوزارات والمدارس والجامعات وذلك من خلال نظام الرئاسة المشتركة بين الجنسين لأنه لا نقبل أن تكون المرأة وحدها هي الرئيسة أو الرجل فقط أن يكون رئيساً لمؤسسات الإدارة الذاتية، وعلى هذا الأساس حققت ولعبت المرأة دورها في ثورة روج آفا".
ولفتت إلى أن " الآن نحن نحاول أن ننجز ونفعل اقتصاد المرأة لكي تصبح أكثر قوة وإرادة ونقول بصراحة هذا الأمر وارد جداً في مجتمعنا، إذ لم ننجز اقتصاد المرأة، لن تستيطع المرأة أن تصبح صاحبة إرادة في بعض الأماكن، يجب أن يصل اقتصاد المرأة إلى أعلى مستوى، لكي تصبح صاحبة رأي وإرادة ضمن المجتمع، وتعرف نفسها للمجتمع ولأجل هذا نحن نريد أن نناضل وندعم المرأة، فأن تكون المرأة مرأة حرة علينا في البداية انجاز وتطوير اقتصادها".
وأردفت شاها خليل: "خير مثال على ذلك، أن المرأة في روج أفا أصبحت محور نقاشات في المحافل الدولية نتيجة نضالها، نحن لم نكن نحارب داعش أو مجموعات مرتزقة، كانت هنالك في روج أفا حرب عالمية الثالثة الكثير من القوى العالمية توغلت في أراضي روج أفا باسم مرتزقة داعش، وأرادت هذه القوى كسر ثورة روج أفا واحتلال أراضيها ونهب ممتلكات شعبها واغتصاب نسائها وجعلهن سبايا وبيعهن في الأسواق وهذه الحقيقة ظهرت من خلال نسائنا الإيزيديات في شنكال ولن ننسى معاناتهم مادمنا على قيد الحياة، قامت مرتزقة داعش ببيعهن في الأسواق ونحن كنساء روج آفا كلنا معنيات بذلك ونعتبر تلك المؤامرة حيكت ضدنا وما حصل لتلك النساء حصل بحقنا، ومرة أخرى لن ننسى".
وأكملت حديثها: "هذه القوات التي توغلت مثل جبهة النصرة جبهة أحرار الشام وغيرها، وآخرهم مرتزقة داعش، الذين شنوا هجماتهم بدءاَ من كوباني وفي ذلك الوقت لم تستطع أية قوة في العالم دحر هذه القوى، لكن في النهاية مقاتلو وحدات حماية الشعب، قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلات وحدات حماية المرأة تمكنوا من القضاء عليهم في الباغوز، وأقول إن القوة الأولى التي زرعت الرعب والخوف في قلوبهم كانت مقاتلات وحدات حماية المرأة، وأرتقت بعض مناضلاتنا إلى مرتبة الشهادة مثل أرين ميركان، بارين كوباني وآفستا خابور ونستطيع أن نقول بقيادة المئات من مقاتلاتنا تم القضاء على هذه الوحشية في قرية الباغوز".
وتابعت شاها خليل: إذا تحدثنا لساعات طويلة عن النضال والروح الفدائية للمرأة الحرة في روج آفا لن نستطيع وصفها ووصف نضالها، لأن جميع العالم وكافة القوى الدولية تناقش وتتحدث عن شجاعة مقاتلات وحدات حماية المرأة، اليوم، جميع النساء حتى نساء الدول الأوروبية تظهر إرادتها وقوة شخصيتها للمجتمع من خلال نضال وقوة مقاتلات YPJ.
وقالت: إن "المثال الأكبر لقوة النساء المناضلات الآن تحاربن في باكور كردستان ضد سياسة العزلة المشددة التي فرضتها الدولة التركية على القائد أوجلان الذي يناشد للسلام والديمقراطية لجميع الشعوب، فالقائد أوجلان المعتقل في سجن إمرالي، الذي منعت عنه الحكومة التركية كافة حقوقه الإنسانية كأي معتقل آخر، لديه حق رؤية محاميه وعائلاته أو الاستماع إلى الراديو أو مشاهدة التلفاز، لكن هذه الحكومة الفاشية منعت عنه هذه الحقوق وتمارس ضده عزلة مشددة".
وأوضحت: "في مقابل كل ذلك لم نسمع صوت أية دولة.. جميعهم صامتون حيال هذه الانتهاكات، لأجل ذلك اليوم المرأة أصبحت رائدة في المقاومة ضد عزلة أوجلان".
واستطردت شاها خليل: "اليوم يواصل الآلاف من المعتقلين في السجون التركية وباكور كردستان، والآلاف من الكردستانيين من أجزاء كردستان الأربعة ودول العالم بقيادة الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي والبرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطية في جولمرك ليلى كوفن حملتهم المفتوحة في الإضراب عن الطعام".
وتابعت: "نقول مرة أخرى نحن ندعم ونساند حملة المناضلة ليلى كوفن ونعاهد بتصعيد النضال والانتفاض حتى إنهاء العزلة المشددة على القائد أوجلان، ولأجل مقاومة ليلى كوفن وجميع أصدقائها المضربين سوف نواصل مقاومتنا حتى لو بقيت جميع الدول صامتة أو استمروا في ممارسة سياساتهم وتجارتهم على حسابنا، لن يستطيعوا كسر إرادتنا وإنهاء مقاومتنا بل عكس ذلك سوف نكون مصرين على مواصلة حملة الإضراب ونشاطاتنا حتى كسر عزلة القائد أوجلان بالكامل والعيش مع القائد ضمن حياة حرة وديمقراطية لكافة الشعوب".
وفي ختام حديثها ناشدت شاها خليل كافة النساء بأن تنتفضن وتقدمن الدعم والمساندة لمطلب ليلى كوفن والمضربين الآخرين، وأن تقمن بتوسيع نشاطاتهن ونضالهن، مشددة على أنه "في النهاية إذا لزم الأمر نحن جميعاً سنشارك في حملة الإضراب عن الطعام لتحقيق مطالبنا الشرعية وسنستمر بها حتى نصل لمرتبة الشهادة، وأنا ادعوا دول العالم، ومنظمات حقوق الإنسان بأن لا يستمروا في صمتهم حيال مطالب هؤلاء المضربين، لأن الساعات والأيام القادمة تذهب بأصداقنا نحو الموت".