مصر: ممارسات تركيا العدوانية ضد السيادة العراقية تثبت حقيقة ما تريد أنقرة فرضه على الجميع

أدانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة، استمرار الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية متسترة بدعاوى الأمن القومي الواهية.

وأكدت القاهرة في بيانها اليوم أن استمرار هذا النهج المرفوض من شأنه تقويض الأمن والسلم الإقليمي، "إذ يتبدى من تكرار مثل هذه الممارسات العدوانية حقيقة الواقع الذي تنتوي تركيا فرضه على الجميع، وهو ما يثبت ما دفعت به مصر مراراً من كون تركيا مصدراً رئيساً من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة".

كما أكدت مصر في هذا الإطار على تضامنها الكامل مع العراق شعباً وحكومةً في مواجهة هذه الممارسات الاستفزازية، ودعت كافة الأطراف إلى احترام السيادة العراقية فعلاً وقولاً، والنأي به عن أي تجاذبات إقليمية ضارة تقوض من المصالح العليا للشعب العراقي الشقيق الذي يستحق وطناً آمناً مزدهراً. ويأتي الموقف المصري، بعد ايام من لقاء السفير العراقي بالقاهرة برئيس الوزراء المصري.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، الدكتور أحمد الصحاف في تصريح خاص إن بلاده أمامها كل الخيارات متاحة للرد على انتهاكات سيادتها من جانب أنقرة، مشددا على إن "الأعمال الأحادية الجانب لن تعزز الأمن ولن تفضي لجهود مشتركة في مواجهة الارهاب، وإن كل الخيارات مفتوحة أمام العراق في الرد على ما يتعرض له من انتهاكات للسيادة".

ولفت المتحدث باسم الخارجية العراقية في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF، على إمكانية استخدام حزمة من البدائل والاجراءات والمصالح الاقتصادية التي يعمل العراق على مراجعتها سريعا، واضاف: "هناك عشرات الشركات والاستثمارات وميزان تجاري لصالح تركيا ومصالح أخرى بين البلدين، ونحن ندفع إلى المزيد من الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي".

وأشار أيضا إلى امكانية أن يدعو العراق إلى جلسة لمجلس الأمن أو جامعة الدول العربية وكذلك الاجراءات الاقتصادية، خلال الوقت الراهن.

وشدد على أن الاعمال العسكرية أحادثة الجانب هي عمليات عدائية، وتطال يوميا مدنيين وبعض الأماكن السكانية مما يؤدي إلى بث الزعر والخوف في صفوف المدنيين.

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع هولير والبيشمركة، في ظل الخطوات الدبلوماسية العراقية أيضا: "البيشمركة هي جزء من المنظومة العسكرية والأمنية العراقية وكان لها سبق في هزيمة عصابات داعش التكفيرية وايضا حينما نؤكد على مضمون العمل سياسيا عبر مسارات الحوار بين البلدين، فإننا نؤكد ان الدبلوماسية الرصينة والحكيمة هي التي تدافع عن مصالح البلاد في اصعب الأوقات"، مؤكدا أن بلاده تحتفظ بحق الرد في المحافل الدولية وعلى مستوى الجامعة العربية، وغيرها من الخيارات التي يمكن اتخاذها سريعا خلال الساعات المقبلة.

في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أمس، أن سفير جمهوريّة العراق في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربيّة د. أحمد نايف الدليميّ يلتقي رئيس مجلس الوزراء المصريّ دكتور مصطفى مدبولي.

ولفت المتحدث العراقي إلى أن الجانبين بحثا آليّات الإعداد والتنسيق لانعقاد الجنة العليا العراقيّة-المصريّة المشتركة المُقرّر عقدها في بغداد لتفعيل ملفات التعاون الثنائي بمختلف المجالات.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ستعداد بلاده الفوريّ لتجهيز العراق بالمُعدّات الطبّية والمستلزمات التي تُساعِد في مُواجَهة فايروس كورونا، ويوجّه بتخفيف تكاليف العلاج للمصابين من الجالية العراقية المقيمة في مصر.