اغتيال بالمه: الشرطة السويدية تقف وراء العملية واتهام حزب العمال الكردستاني مفبرك

يعتبر أولي مينيل أحد أبرز مؤلفي الصحيفة البروليتارية التابعة للحزب الشيوعي السويدي وهو يكتب مقالات ضد البطالة وعدم المساواة والخصخصة لأكثر من 40 عامًا.

بعد اغتيال أولوف بالمه، رئيس وزراء السويدي عام 1986، عارضت الصحيفة البروليتارية، بحزم محاولات إلصاق تهمة اغتيال رئيس الوزراء السويدي بحزب العمال الكردستاني (PKK).

وكتبت الصحيفة حينها أن بالمه لم يقتل على يد حزب العمال الكردستاني، بل اتهمت مجموعة من عناصر الشرطة السويدية بالوقوف وراء الجريمة، وهو ما أدى لاحقا إلى تغريم الصحيفة بمبلغ وقدره 550 ألف كرون سويدي بتهمة الافتراء بحق عناصر الشرطة.

في العاشر من حزيران 2020، قال المدعي العام كريستر بيترسون إن بالمه قد قتل على يد ستيج إنجستروم، وهو شخص سويدي الجنسية توفي عام 2000 وبذلك تم إقفال القضية بشكل تام.

الصحفي أولي مينيل هو أول مراسل قام بإجراء مقابلة ونشر مع إنجستروم، الذي كان سياسيًا من حزب المحافظين وكان يعمل لدى شركة تسمى سكانديا.

وقال مينيل إن المدعي العام بيترسون لم يقدم حتى الآن أي دليل على أن بالمه قد قتل على يد إنجستروم وأوضح أن هدف المدعي العام كان إقفال ملف القضية نهائياً.

وأضاف مينيل إنه لا يوجد سبب يدفع إنجستروم لقتل رئيس الوزراء السويدي، وأنه لم يتم نشر أية معلومات عن القضية أو إن كان إنجستروم قد نفذ الجريمة بدافع شخصي أو أنه كان مرتبط بأشخاص آخرين مشتركين معه في تنفيذ العملية. ويقول الصحفي إن إعلان الحكومة إغلاق القضية وإلصاقها بشخص متوفي وأضاف: "عندما اغتيل بالمه كان إنجستروم متواجداً في موقع الحادثة ورأى ما حدث. هو أراد أن يلفت الأنظار لشخصه ويتحول لعنوان رئيسي في نشرات الأخبار ووسائل الإعلام كافة".

وأكد مينيل ''أن ستة من أصل عشرة أشخاص في السويد لا يعتقدون أن بالمه قتل على يد إنجستروم. وحوالي 66 بالمائة يريدون أن تتوضح ملابسات جريمة اغتيال رئيس الوزراء'.

وقال مينيل إن الشرطة في عامي 1986 و 1987 أخرجت إنجستروم من قائمة المشتبهين بهم بدلاً من التحقيق معه، مضيفًا: "تم إخراجه من قائمة المشتبهين بهم لكي يتم إفساح المجال لقائد شرطة ستوكهولم آنذاك هانز هولمر لكي يوجه الاتهام لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء الاغتيال".

قبل اغتيال بالمه، حاولت الشرطة السويدية في شهر آب عام 1985 ترويج أخبار من شأنها أن تضع حزب العمال الكردستاني في دائرة الاتهام مستقبلاً في حال حدوث أي شيء كبير خاصة وأن الصحف السويدية الكبرى مثل (أفتونبلاديت وإكسبرسن) نشرتا أخباراً تدعي فيها بأن حزب العمال الكردستاني يحضر نفسه لحدث كبير.

وقال مينيل إنه عبر عن آرائه في ذلك الوقت مؤكداً أن "وضع أصابع الاتهام نحو الكرد وحزب العمال الكردستاني كان أمر مدبر ومخطط بعناية". حاول هانز هولمر وزميله إبي كارلسون القيام بذلك معًا. وتورط الرجلان سابقاً في فضيحة تجسس في جوتنبرج في أواخر السبعينيات. عندما قتل بالمه، عادا للظهور وهذه المرة تم إلقاء اللوم على حزب العمال الكردستاني والكرد.

وقال مينيل إنه يتوجب البحث عن قاتل بالمه في المؤسسات التابعة للدولة، بما في ذلك الشرطة ووكالة سابو. وقال هانز هولمر، الذي قاد التحقيق وألقى باللوم على الكرد: "إذا قيلت الحقيقة، فسوف تهتز السويد من أسسها".

اتهام إنجستروم المتوفي هو محاولة لإحباط كشف حقائق اغتيال رئيس الوزراء السويدي. ولا أي طرف من المتهمين هم وراء قتل بالمه. يجب فهم كلام هولمر في سياق اغتيال بالمه على أن بعض ضباط الشرطة والجنود، وعلى وجه الخصوص بعض الجماعات من بين الاشتراكيين الديمقراطيين متورطين في الجريمة.