إلغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى الصين.. أخر تطوّر في موجة التوتّر بين البلدين

ألغت الولايات المتحدة لقاء بين وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ونظيره الصيني وي فينغي، بعد امتناع بكين عن تحديد موعد، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين البلدين.

ألغت واشنطن زيارة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، التي كانت تعمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على ترتيبها إلى بكين في وقت لاحق هذا الشهر للقاء نظيره الصيني الجنرال فينجي لعقد مباحثات أمنية، لكن الصين رفضت في نهاية المطاف اعطاء اي موعد حسبما كشف مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس.

واتخذت الولايات المتحدة قرارها بإلغاء الزيارة، التي كانت ستكون الثانية لماتيس للصين كوزير للدفاع، بعد زيارة سابقة في حزيران/يونيو الماضي التقى خلالها الرئيس الصيني الصيني شي جين بينج ومسؤولين اخرين، حيث جاء إلغاء الزيارة في وقت يتصاعد التوتر والخلاف بين واشنطن وبكين، وخاصة بعد تصاعد الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بكين، وكذا موافقته على بيع أسلحة بقيمة 1,3 مليار دولار لتايوان التي تعتبرها بكين جزء لا يتجزأ من أراضيها.

والأحد، اقتربت قطعة بحرية أميركية الاحد من جزر تسيطر عليها بكين في بحر الصين الجنوبي، في خطوة الهدف منها التشديد على حرية الملاحة في هذه المنطقة المتنازع عليها

ورغم عدم صدور تعليق صيني بعد، إلا أنه من المرجح ان يثير هذا غصب بكين التي ندّدت قبل أيام بالتحليق "الاستفزازي" لمقاتلات اميركية في اجواء منطقة بحرية متنازع عليها في بحري الصين الجنوبي والشرقي.

تصاعد التوتّر بين الصين والولايات المتحدة

دخلت الصين والولايات المتحدة في نزاع تجاري خلال الشهور الماضية، إلا أن هذا الصراع الاقتصادي قد يتحول إلى حرب باردة يلوح فيها بين الحين والآخر بالخيار العسكري والأمني، فقد استهدفت الخطة الاستراتيجية الأمريكية للأمن الالكتروني، الصين وروسيا، فضلا عن التحرش العسكري الأمريكي ببحر الصين الجنوبي.

وفرضت واشنطن عقوبات مالية على "دائرة تطوير المعدات" ومديرها، بوزارة الدفاع الصينية، بسبب شراء طائرات مقاتلة من طراز سوخوي "سو-35" اواخر 2017 وتجهيزات مرتبطة بمنظومة الدفاع الجوي الروسية "اس-400" مطلع العام الجاري،  وردت الصين بإلغاء زيارة مقررة لسفينة حربية أميركية لمرفأ في هونج كونج كما ألغت لقاء بين قائد البحرية الصينية ونظيره الأميركي.

وفي هذا السياق، اقتربت قطعة بحرية أميركية أمس الاحد من جزر تسيطر عليها بكين في بحر الصين الجنوبي، في خطوة الهدف منها التشديد على حرية الملاحة في هذه المنطقة المتنازع عليها، ما يدل على التوتر المتزايد بين البلدين. وانتقدت الصين، الخميس، الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تحليق قاذفات "بى-52" فى محيط بحر الصين الجنوبى، واصفة ذلك بأنه "استفزازى".

واقتصاديا، أعلن المصرف المركزي الصيني السبت أنه سيواصل سياسته النقدية "الحذرة والحيادية" وسيحافظ على مستوى وافر من السيولة، وذلك وسط حرب تجارية مع الولايات المتحدة، وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد أكد الجمعة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده لن تسمح بـ"ابتزازها" في الملف التجاري، وذلك وسط توتر حاد مع الولايات المتحدة.