تركيا في قفص اتهام الناتو والولايات المتحدة أدارت ظهرها!

وجه وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، انتقادات لاذعة لتركيا في الاجتماع الوزاري لدول الحلف، فيما أدارت الولايات المتحدة الأمريكية ظهرها لتركيا، يرى الكثير من المشاركين أن تركيا على طريق عقوبات أمريكية أوروبية.

وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) بشأن الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أظهر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ردة فعلٍ مفاجئة على سياسة "الأمر الواقع" التي تتبعها تركيا في العديد من الأزمات الإقليمية و "انتهاك" مبادئ حلف الناتو.

كلمة بومبيو القصيرة والواضحة

وقال أحد المشاركين في الاجتماع الوزاري لحلف الناتو، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دعا تركيا بشكل واضح "للالتزام بمبادئ الحلف"، فيما أشار مشارك آخر إلى أن كلمة وزير الخارجية الأمريكي كانت "قصيرة ولكن واضحة للغاية".

وأبدى وزير الخارجية الأمريكي انزعاجه من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية (S-400)، واصفاً هذه الصفقة بـ" الهدية التركية لروسيا".

كما أعرب بومبيو عن ردة فعله على عرقلة تركيا لخطط وشراكات الدفاع المتصورة لحلف الناتو، قائلاً: "إن هذا الموقف يقوض وحدة الحلف".

ترامب يحمي أردوغان

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان سلوك تركيا في القمة الرئاسية لدول الحلف المنعقدة في لندن العام الماضي، ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بحماية وتشجيع أردوغان.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصرفات تركيا في شرقي المتوسط بـ" العدوانية للغاية" اثناء لقائه مع الرئيس الفرنسي ماكرون في الـ16 من تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد فوز جو بايدن بسباق الرئاسة الأمريكية.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية أيضاً "أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كان "مضطرباً للغاية" خلال الاجتماع الوزاري الافتراضي لحلف الناتو".

ماكرون التقى ستولتنبرغ وتركيا

وبحسب البيان الصادر عن قصر الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، لفت الانتباه إلى الوضع الذي تعيشه تركيا، وأعرب عن المخاوف المتزايدة بشأن الخيارات الاستراتيجية لتركيا والموقف التركي الحالي الذي يسبب شرخاً وضعفاً واضحاً في الحلف، وأكد على ضرورة قيام تركيا بتوضيح موقفها تركيا وخيارها".

وبحسب أحد مسؤولي الحلف، أن كلمة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كانت "جدية ومؤثرة" لدرجة لم يتعرض عليها أي من المشاركين، وحملت توجيه "تهم رسمية" ضد تركيا لأول مرة.

وأعرب بدوره وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن عن أسفه، قائلاً: "تركيا التي هي دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي، ولكنها متورطة في تسهيل مرور المرتزقة إلى سوريا، و متورطة بشكل مباشر في نزاع كاراباخ العليا".

وقت تطبيق العقوبات

كما ناقش الاجتماع انتهاك الحظر المفروض على ليبيا، حيث أشار العديد من المشاركين في الاجتماع الوزاري "أن الوقت حان لإجراءات رادعة لتصرفات تركيا".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على العقوبات الاقتصادية على تركيان على خلفية شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجَلَّ هذه العقوبات؛ ولكن من المتوقع أن يتم تفعيل هذه العقوبات تلقائياً بمجرد وصول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

كما أوقفت كندا تصدير القطع الإلكترونية المستخدمة في الطائرات بدون طيار التركية.

ومن المتوقع أن يتخذ الأوروبيون موقفاً جديداً تجاه تركيا في القمة المرتقبة يوم العاشر من كانون الأول الجاري، حيث تبدو العقوبات مطروحة على الطاولة بسبب سلوك أنقرة في شرق البحر المتوسط وانتهاكات حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في ليبيا.

ولذلك، أعدت المفوضية الأوروبية سلسلة من الخيارات بما فيها عقوبات على القطاعات الاقتصادية.

ألمانيا هي العقبة أمام العقوبات

فرض العقوبات على تركيا يتطلب إجماع دول الحلف، حيث تقف ألمانيا عائقاً أمام فرض العقوبات في الوقت الحالي.

وتحدث أحد المشاركين في اجتماع الحلف، قائلاً: "هاك قرارات سوف يتخذها حلف شمال الأطلسي، ولكن لم تتضح بعد أبعاد هذه القرارات؛ وسيكون من الضروري معرفة الموقف الذي ستتخذه كل من ألمانيا وبولندا".