التقى ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا عبد الكريم عمر، أمس الأربعاء، مع عضو البرلمان الأوروبي، خافيير نارت، وتبادلا وجهات النظر بشأن آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالشأن السوري العام، وشمال وشرق سوريا بشكل خاص.
وخلال اللقاء الذي عُقد داخل مبنى البرلمان الأوروبي، واستغرق ساعتين، لفت عبد الكريم إلى الحاجة الملحة لتسريع المساعي من أجل التوصل إلى حلّ سياسي ينهي الأزمة السورية، ويضع حداً للمعاناة الإنسانية الكبيرة التي يكابدها السوريون في الداخل وفي الشتات.
وأشار ممثل الإدارة الذاتية إلى التدهور الفظيع في الأوضاع الاقتصادية للمواطنين السوريين، لافتاً إلى أن الأحوال المعيشية المتردية هي أحد الأسباب الرئيسة في التظاهرات التي تشهدها مؤخراً مناطق متفرقة في الداخل السوري.
وأكد عمر أن تضاؤل الاهتمام الدولي بالأزمة السورية وتخفيض الدعم المالي الدولي المقدم للسوريين يفاقم بشكل حاد الأزمة الإنسانية، وينذر في الوقت عينه بتداعيات خطيرة لا يمكن التكهن بنتائجها وتأثيراتها.
وذكّر عمر بجهود الإدارة الذاتية لإنهاء الأزمة السورية، حيث أشار إلى أنها أطلقت قبل أشهر مبادرتين إحداهما لإيجاد حلّ سياسي ينهي الصراع في البلاد، والأخرى مبادرة لاستقبال اللاجئين السوريين وإيوائهم داخل مناطقها، في بادرة وطنية وإنسانية للإسهام قدر المستطاع في التخفيف من آلام ومعاناة السوريين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة البلاد.
كذلك أشار ممثل الإدارة الذاتية إلى المصاعب والتهديدات التي لا يزالون يواجهونها بشكل يومي: "لا سيما التهديد الإرهابي القادم من تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة"، ولفت في هذا السياق إلى عزوف المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته، وتجاهله لجميع نداءاتهم في التعاون من أجل تنظيم محاكمات عادلة لعناصر داعش المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والمعتقلين حالياً في معتقلات بشمال وشرق سوريا.
بعد ذلك تحدث عضو البرلمان الأوروبي، خافيير نارت، لافتاً إلى أنه يتابع عن كثب الأوضاع والتطورات في سوريا، وأنه يعي تماماً حجم المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها المواطنون السوريين، من جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وشدّد نارت بدوره، على الحاجة الماسة لتسريع العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، مؤكداً أهمية مشاركة كافة الأطراف السورية الفاعلة، ومنها بالطبع الإدارة الذاتية، في رسم مسار الحل السياسي ومستقبل البلاد.
وأثنى في هذا الإطار على الجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية لدفع العملية السياسية، وقال إنه اطلع على مبادرة الحل التي أطلقتها الإدارة، ويعتقد أن الأخذ بها سيشكل ركيزة أساسية وقاعدة صلبة لتسريع مسار الحل السياسي.
وعرّج البرلماني الأوروبي أيضاً على المخاطر التي تواجهها الإدارة الذاتية، قائلاً: "إن العالم مدين لشعب شمال وشرق سوريا التي استبسلت في القضاء على التنظيمات المتطرقة التي لم تكن خطراً عليها وحدها بل على العالم أجمع"، وشدّد على أهمية أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر تقديم كل أنواع الدعم والمساعدة اللازمة لها في ما تعتزم القيام به من أجراء محاكمات عادلة لعناصر داعش المتورطين بجرائم حرب، والتعاون معها للحفاظ على الأمن والاستقرار النسبيين في مناطقها، والحيلولة دون عودة تنظيم داعش، وكافة التنظيمات المتطرفة التي على شاكلته، للظهور مرة أخرى.