بعد سقوط أردوغان المدوي.. هل تعيد الانتخابات البلدية رسم المشهد السياسي في تركيا

سقط أردوغان وحزبه في الانتخابات البلدية سقوطاً مدوياً بعد أن فقد جميع المدن الكبرى في تركيا، وعلى الجانب الآخر نجح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في إسترداد 77 بلدية.

دوت مفاجأة قلبت السياسة التركية رأسا على عقب عندما سقط أردوغان في الإنتخابات البلدية التركية، حيث خرجت كل المدن الكبرى من يد حزب العدالة والتنمية بما فيها بلدتي اسطنبول وأنقرة لصالح المعارضة، كما نجح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في حصد أكثر من 77 بلدية، مما يثير التساؤلات حول قرب نهاية أردوغان وشكل المشهد السياسي التركي على أثر تلك الإنتخابات.

كشف محمد أمين، المتحدث باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب أن الانتخابات البلدية تعتبر بداية نهاية حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، وذلك بدأ منذ عام ٢٠١٥ ولكن تلك المرة الحزب لم يستطيع أن يجمع شتاته.

وأكد أمين في تصريح خاص لوكالة فرات، أن السبب الرئيسي لسقوط أردوغان في الانتخابات هو أنه انكشف أمام الشعب التركي، وأكتشف الجمهور أنه ينافقه ويخدعه، وأن حزب العدالة والتنمية لا يقوم على أيديولوجية ولكنه عبارة عن مجموعة من الأشخاص تجمعهم مصالح في السلطة.

وأضاف المتحدث باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أن الأخطاء التي مارسها حزب العدالة والتنمية سهلت من التفاهم بين الكرد وبين أحزاب المعارضة الأخرى، وأن تلك الأحزاب أيقنت أن أي حزب سيقوم على إقصاء الكرد وحرمانهم من حقوقهم  سيؤدي إلى القضاء عليه وستصبح تجربة حزب العدالة والتنمية ماثلة أمامه، مبيناً أن الحزب كان بينه وبين بعض أحزاب المعارضة تعاون في الانتخابات السابقة وفي تلك الانتخابات كان هناك تعاون بشكل غير معلن  كي لا يستغله أردوغان في دعايته لتأجيج مشاعر القوميين والعنصريين.

وبين أمين، أن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب نجح في حصد ٧٧ بلدية من أصل ١٠٠ بلدية له الأغلبية فيها، والبلديات التي لم يفز فيها الحزب، كان السبب الرئيسي هو تلاعب أردوغان بأصوات ما يسمى الناخبين المنتقلين، وهم أفراد من الجيش والشرطة يتم نقلهم من المدن الكبيرة إلى تلك المدن الصغيرة كسكان ليقوموا بالتصويت من أجل حزب العدالة والتنمية، بل في بعض المدن مثل أنطاكية تم استخدام ٣٥٠٠ صوتا من الموتى من ضحايا الزلزال للتصويت من أجل الحزب الحاكم في عمليات مكشوفة لتزوير الانتخابات.

كما كشف شكري شيخاني، عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، أنه في العام الماضي حدث زلزال كبير وهو زلزال كهرمان مرعش الذي ضرب تركيا في فبراير ٢٠٢٣، ومنذ ايام حدث زلزال آخر هو زلزال سياسي فوجىء به حزب العدالة والتنمية الحاكم وهذا الزلزال لا يختلف في شدته عن مفاجأة زلزال كهرمان مرعش لقد مني حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا بأسوأ هزيمة يتعرض لها في تاريخ حكمه منذ 22 عاما لأنه لأول مرة يأتي بالدرجة الثانية بعد حزب الشعب الجمهوري الذي  نال أكثر الأصوات وتقدم على حزب العدالة والتنمية.

وأكد شيخاني في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هزيمة أردوغان هي هزيمة كبرى بلا شك استطاع الحصول على 41% من الأصوات وذلك منذ 47 عاماً، ولا شك أن هذه الهزيمة شكلت تراجعاً كبيراً في تاريخ حزب العدالة والتنمية وتقدم أكرم إمام أوغلو في إسطنبول وتقدم منصور يافاش في أنقرة وكذلك في بلديات اخرى كان الفوز حليف الشعب الجمهوري، وهذا الزلزال هو زلزال تغيير وسيكون نقطة تحول بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.

بينما كشف إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيواستراتيجي، أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى النتيجة التي ظهرت في الانتخابات البلدية التركية، وهو الإنهيار الاقتصادي الكبير  في البلاد، والمشكلات الأمنية، لأن أردوغان خلال الأعوام الستة الأخيرة ساءت علاقته مع جواره العربي والأوروبي على حد سواء.

وأكد كابان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن أردوغان قام بالتدخل في بعض الدول وخلق الأزمات مع الجيران، مما كان له انعكاساته على الوضع الداخلي التركي، حيث كان أردوغان يحصل على أصوات الكثير من الأتراك والكرد ولكن سياسات حزب العدالة والتنمية، واستخدام الهمجية في التعامل مع الكرد والأتراك على حد سواء، جعله يفقد ثقة الشارع التركي والكردي.

وأضاف رئيس شبكة الجيواستراتيجي، أن حزب العدالة والتنمية موجود في الحكم منذ ٢٢ عاماً، ولذلك الشعب التركي يريد التغيير وأن يرى وجوها جديدة في السياسة التركية، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي تعيشها تركيا.