رياض درار: مبادرة الادارة الذاتية هي دعوة نحو استقرار المنطقة والانفتاح على الحل السياسي

أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، بأن المبادرة التي اطلقتها الادارة الذاتية كانت مفاجئة لم تستوعبها السلطات والقوى داخل سوريا ، ونوه بأنه على النظام السوري ان يستجيب للحل السياسي من خلال عودته الى الجامعة العربية.

اجرت وكالة فرات للإنباء حوار مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي رياض درار والذي تطرق في بداية حديثه الى قضية عودة سوريا الى الجامعة العربية، بالقول" رحبنا بعودة سوريا الى الجامعة العربية واستئناف مشاركتها في مؤسسات الجامعة، ولكن نأمل ان يساهم هذا في حل سياسي يخدم تطلعات الشعب السوري ويحافظ على الوحدة السورية .
 
واضاف درار بأن حل الازمة السورية يتطلب تحقيق الانتقال السياسي عبر تطبيق القرار 2254 وهذا القرار يتضمن عملية سياسية بقيادة السوريين ومن المهم ان يُجمع الدورالعربي بهذا القرار وان يُدفع به للوصول الى تغير جذري يختار فيه السوريون نظامهم السياسي، والدعم العربي لسوريا وشعبها موقف مسؤول ويمكنه المساهمة في تقديم الحوار والتفاوض بين السوريين وبالتالي فأن الجهود العربية يجب ان تستمر لتقديم رؤى تساهم في انجاح هذه الدور وبمشاركة جميع القوى المعارضة والحكومة السورية ـ بهذه نستطيع الوصول الى حل شامل ونهائي دون إقصاء او تهميش.

ونوه " لها وجه ايجابي في حال تم تغير سياسات النظام والتخلي عن الرعونة والمنهجية (الحمق والتكبر ) والتفكير بأن هناك نصر للنظام على خصومه والدول العربية التي خضعت لمسارات، اما الجانب السلبي عندما يفكر النظام بأنه انتصر وانه سيبقى على الحال الذي هو عليه لذلك لا بد من التعاون مع جميع القوى السياسية في الداخل وان تعطي جامعة الدول العربية التفاتة لهذه القوى لتشارك في حل المشكلة السورية والقرارات الدولية وخاصة القرار 2254.

وبخصوص العقوبات التي تشمل النظام السوري في السابق واللاحق بما في ذلك الدول السبعة في اجتماع اليابان، قال درار اعتقد ان هذه طريقة و وسيلة لمنع النظام من الاستمرار في الغطرسة والعنهجية واعتبراه منتصراً بسبب التطبيع الذي حصل، فأن إعادة النظام الى الجامعة العربية تعني ان عليه ان يستجيب على الاقل الى المطالب المتعلقة بالحل السياسي في الداخل والاستجابة لفكرة الخطوة مقابل خطوة فهو عليه ان يقدم مقابل التطبيع حلول جذريه في مسائلة عودة المهجرين بشكل امن الى مناطقهم وبيوتهم، وفي مسألة مكافحة المخدرات وتهريب الكبتاغون وفي مسألة الارهاب التي تستثمر به الدولة السورية للضغط على الدول الجوار من هنا فأن هذه العقوبات لا تؤدي الى تعميق الازمة السورية اذا استجاب النظام لمطالب دول الجوار ومطالب الشعب في الداخل.
وعن المبادرة التي اطلقتها الادارة الذاتية في 18 من نيسان قال درار " حملت اشارات ايجابية يمكن ان يعتمد عليها وهي دعوة لاستقرار المنطقة والانفتاح على الحل السياسي والتجاوب من اجل وقف الازمة السورية وهي اشارة ايجابية يجب ان تلقى الرد الايجابي ممن وجهت اليه وهذا الامر يسجل  للإدارة باعتمادها الحلول الحقيقية من اجل مصير الشعب في الداخل والخارج ومن اجل الحل السياسي الصحيح في سوريا .

واكد بأن السلطات التي وجهت الادارة الذاتية مبادرتها اليها لا تسطيع الاستجابة لأنها خارج حدود تفكيرها وقد فوجئت بموقف الادارة الذاتية التي تسعى للحلول الإيجابية والاستيعاب للمسائل  التي تعرقل الوصول الى الحل وخاصة مسألة عودة المهجرين الى  مناطق في اماكن في الادارة الذاتية يمكن ان يقيموا فيها  بشكل مؤقت  قبل عودتهم الى ديارهم وبيوتهم  وهذا الامر لم يكن في خيال من يرى ان الادارة الذاتية مشروع للتقسيم او الانفصال ويتهمها بذلك هي مفاجئة لم يستوعبوها وبالتالي يجب ان نستمر في إطلاق المبادرات المفاجئة لهذه الذهنيات التي تعيش امر واقعها من خلال مصالحها فقط".

وحول الاجتماعات الرباعية التي تعقد تحت مسمى حل الازمة السورية اكد  درار"  مسار اسيتانا واللقاءات الرباعية ما بين روسيا ، ايران ، تركيا ، سوريا هي موجودة ومستمرة لكن نلاحظ دخول الحكومة في هذ اللقاء الرباعي بدلاً من مشاركة المعارضة السورية ، استثناء المعارضة السورية التي تسمى رسمية هو جديد واذا جاء اللقاء بعد طرح الادارة الذاتية لمبادرتها فالحقيقة كان ذلك مسار وافق  طرح الادارة لأننا كنا نرى دفع روسي من اجل اللقاءات وخاصة اللقاءات الامنية ومن ثم اللقاءات السياسية التي توجت بلقاء وزراء الخارجية لا اعتقد بأن هناك اي  حل يأتي من هذه القمة الرباعية لأنه قد تفاجئ الجميع بالتطبيع العربي مع النظام وبالتالي عرقلة هذا المسار وليعيد حساباته من جديد".

وعن التقارب بين انقرة ودمشق و بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بولاية جديدة وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية ومدى تأثرهذا التقارب بهذه المستجدات السياسية وحول هذا الموضوع قال درار بأن اردوغان كان مندفعاً للمصالحة مع الجانب السوري بحسابات انتخابية ولذلك تمسك كل طرف بموقفه وخاصة في مسألة إخراج الجيش التركي من المناطق السورية  وبالتالي سوف تعود العلاقة من جديد الى شكلها القديم واستمرار التفاوض الجزئي ببعض المناطق حتى لا ينقطع حبل التواصل لأن الجانب الروسي يضغط على الجميع من اجل الوصول الى مقاربات. وبعودة سوريا الى جامعة الدول العربية استحوذت حكومة دمشق على ورقة إيجابية، لكن هنا السؤال الى اي درجة سيتقبل الرأي العام والشعب السوري الذي نصفهم مهجر وحوالي 500 الف ضحية عودة سوريا الى الجامعة، كما وانه ايضا عودة سوريا الى جامعة الدول العربية هو لسحب البساط من تحت هذا التفاهم بين تركيا والنظام وباعتقادي ان وراء ذلك دور امريكي لا يمكن ان يخفى على المتابع ومن هنا نعتقد ان التواصل سيبقى جزئيا ممتدا الى فترة طويلة".

وتابع" بالتأكيد النظام استفاد من عودته  الى الجامعة ومؤسساتها والمتضررين استاؤوا كثيرا من ابناء الشعب السوري لكن المسألة ليست بحسابات الاستياء او الفرح، المسألة من نتائج مثل هذا العمل. دخول النظام الى الجامعة يعني ان هناك المزيد من امكانيات الضغط عليه في الاستجابة للحلول السياسية وللحاجات التي دفعت النظام العربي للتطبيع مع النظام السوري. هذا كله ستكون له نتائجه لكن ليس على المدى القريب لأن النظام يرى نفسه بأنه قد انتصر وهذا سيؤجل الكثير من الانجازات التي كان يأمل بها المطبوعون من الجانب العربي".

وانهى  الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي رياض درار حديثها حول تصريحات فيصل مقداد وزير خارجية حكومة دمشق بخصوص تنفيذ قرار رقم 2252 الخاص بسوريا اكد درار"التصريحات حول  الجاهزية لتنفيذ قرار 2254 بشروط هذه كمن ينسف القرار من اساسه لأن الشروط الموضوعة سورياً هو ان لا ينفذ ولا شرط في هذا القرار وهذا ما جرى في الجولات السابقة في جنيف او في اللجنة  الدستورية او في كل اللقاءات التي جرت في اسيتانا،  ان سحب الرصيد الموجود لصالح الشعب السوري في قرار 2254 وخاصة في مسألة هيئة الحكم الانتقالي تعني ان القرار لا ينفذ وبالتالي هو تصريح شكلي ومناورة سياسية لا يمكن ان تؤدي الى عمل جدي".