وبعد وقت قصير من انتهاء الهجوم، أعلنت "ولاية خراسان" وهي فرع لتنظيم داعش الارهابي مسؤوليتها عن العملية وجاء ذلك من خلال بيان مقتضب صدر على حساب "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي .
اصول وامتددات تنظيم ولاية خراسان
يُعرف تنظيم خراسان على أنه أحد أكثر فروع تنظيم داعش وحشية، وتمتلك سجلاً حافلاً بقتل الآلاف في أفغانستان وباكستان خلال هجمات دامية نفذتها منذ عام 2015.
وتستمد المجموعة اسمها من خراسان، وهي تسمية قديمة لمنطقة تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وافغانستان وتمتد أنشطتها خارج حدود تلك المناطق.
شُكل تنظيم خراسان في عام 2014 من قبل قيادات انشقو عن حركة طالبان والقاعدة في باكستان وأفغانستان ويتبنى التنظيم افكاراً أكثر عنفاً من تلك الافكار التي تتبناها تنظيمات سلفية اخرى.
عرفت الجماعة نفسها رسمياً في عام 2015 على أنها امتداد لتنظيم داعش الارهابي في منطقة خراسان.
ويؤكد خبراء في مجال الارهاب ان أغلب المنتمين للتنظيم هم من المقاتلين الطاجيك، وتعود مرجعية هؤلاء إلى حركة الإخوان المسلمين في طاجكستان والتي شكلتها حزب النهضة ومرجعيتها الإخوان المسلمين في طاجكستان.
العوامل التي ساهمت بظهور نشاط تنظيم خراسان
ساهم الفراغ الأمني الناجم عن الانسحاب الأمريكي من افغانستان بتاريخ أغسطس 2021 بأعادة تنشيط الجماعة والسماح لها بإقامة معسكرات تدريب إضافية وتوسيع شبكاتها العالمية والتي اثارت مخاوف منظمات دولية عدة من أن جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم خراسان يمكن أن تحصل على أسلحة متقدمة تابعة لحلف شمال الأطلسي تركتها وراءها عندما انسحبت القوات الدولية من أفغانستان.
العمليات التي نفذها التنظيم
الى جانب قتلها للآلاف في أفغانستان وباكستان خلال هجمات دامية نفذتها منذ عام 2015.
أعلن تنظيم خراسان مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في 3 يناير 2024 والذي أدى إلى مقتل 95 شخصاً في كرمان بإيران.
وفي سبتمبر 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابل.
اعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على مطار كابل الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية من أفغانستان.
بالاضافة الى هجومها الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في العاصمة الروسية موسكو والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 133 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وفي مارس 2024، كشف مسؤولو المخابرات الأمريكية أن التنظيم ينشط في روسيا للتخطيط لهجمات في موسكو. في المقابل كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه أحبط هجوماً مسلحاً شنه التنظيم على كنيس يهودي في منطقة كالوغا بالقرب من موسكو في 7 مارس.
نشاط التنظيم في اوروبا
كغيره من التنظيمات السلفية سعى تنظيم خراسان إلى تنفيذ هجمات في أماكن مختلفة في أوروبا.
بموازاة ذلك، نفذت السلطات في كثير من الدول الأوروبية سلسلة من الاعتقالات لأشخاص يعتقد أنهم من تنظيم خراسان في يوليو وديسمبر من العام الماضي، لاتهامهم بالتدبير لهجمات إرهابية.
حيث زعمت السلطات الألمانية انها اعتقلت العديد من أنصار التنظيم خلال الاعوام الأخيرة.
كما وزعمت السلطات الهولندية انها القت القبض على شخصين من طاجيكستان، بشبهات مرتبطة بالإرهاب.
وكان تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير 2024 حول التنظيم، اشار إلى أن التنظيم كثف جهوده لتجنيد مقاتلين أجانب وأعضاء خاب أملهم في طالبان، مع التركيز بشدة على الطاجيك. وجاء في التقرير أن المواطن الطاجيكي، خوكوماتوف شامل دوديودويفيتش، الملقب بأبو مسكين، أصبح مسؤولا نشطا عن الدعاية والتجنيد.
في المقابل، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على تحذيرات من مسؤولين أمنيين ومتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب، من أن الهجمات الأخيرة لتنظيم خراسان في موسكو وإيران، قد تشجعه على مضاعفة جهوده لمحاولة استهداف أوروبا.
وذكرت الصحيفة أن متخصصين في مكافحة الإرهاب أعربوا عن قلقهم من أن الهجمات قد تشجع التنظيم على محاولة استهداف فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ودول أخرى تعرضت لهجمات إرهابية متقطعة خلال العقد الماضي.
تصنيف تنظيم خراسان كمنظمة ارهابية
في 14 يناير عام 2016، صنَفت وزارة الخارجية الأمريكية تنظيم خراسان، كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية، بصيغته المعدلة. وسابقا، في يوم 29 سبتمبر عام 2015، صنَفت وزارة الخارجية الأمريكية ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بشكل خاص ككيان إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. ونتيجة لهذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكات ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، وتم منع الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. كما يدخل في إطار الجريمة كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانيات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
تحذيرات قوات سوريا الديمقراطية
في الجهة المقابل حيث تواجه قوات سوريا الديمقراطية تنظيم داعش وفروعه بالنيابة عن العالم اجمع حيث لايمر يوم دون الاعلان عن القبض على قيادات لهذا التنظيم الارهابي والتي سعت الدولة التركية دائما لتقويته وتقديم كل الدعم له وشن هجمات على قيادات في قوات سوريا الديمقراطية وضعت على عاتقها مهمه التصدي لهذا التنظيم الذي اصبح المصدر الرئيسي للارهاب الى العالم.
ولعل ماكشف عنه مؤخراً المتحدث الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية، سيامند علي، حول اعتقال عناصر من تنظيم داعش في مدينة الحسكة بشرق سوريا، هو الابرز حيث اشار ايضاً إلى أن الدلائل والشعارات توحي بأن التنظيم بدأ عمليات فردية وجماعية لاستهداف القوات العسكرية ووجهاء العشائر وحتى الموظفين في الإدارة الذاتية.
كما لفت إلى أن هذا يدل على أن التنظيم ما زال قادرا على القيام بجرائم إرهابية، وأيضا أوضح أن عمليات قوات سوريا الديمقراطية المضادة للتنظيم تشير إلى أن داعش بدأ بجمع صفوفه.
وردا على سؤال حول عدد أفراد التنظيم، قال المسؤول إنه ما من أرقام واضحة، لكن التقديرات تشير إلى أن هناك على الأرض السورية بشكل عام، أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش يعملون بشكل متخفٍّ.
جاء هذا الإعلان بعدما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن تنظيم داعش قتل أكثر من 100 مدني وعسكري في سوريا في 50 عملية نفذها على الأراضي السورية منذ بداية العام الحالي.
وأوضح أن تلك الخلايا تعتمد على تنفيذ الهجمات الخاطفة وزراعة الألغام لإيقاع القتلى ضمن صفوف قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها، إضافة لتسببها بمقتل مدنيين خلال هذه الهجمات.