هيلين أوميت: القدسية تكمن في صفوف وحدات المرأة الحرة - تم التحديث

قالت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، أنه ينبغي لجميع الشابات أن يعتبرن أنفسهن قديسات؛ ينبغي للمرء أن يكون شجاعاً وجريئاً وغير خائف، وقالت: "المكان الذي يتحقق فيه ذلك هو الجبال، والقدسية تكمن في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار".

صرحت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، هيلين أوميت، إن الشابات الكرديات يتعرضن للاستعباد والإبادة الجماعية بشتى الطرق وفي مقدمتها الإبادة الجسدية، وبهذا يريدون إخضاع المجتمع الكردستاني وقالت: "يجب على كل شابة أن تركز على الإرادة، فالإرادة مرتبطة بالقوة والقوة هي التنظيم، والتنظيم والحزبية يرتبطان بامتلاك أساس متين"، وتابعت: "إننا ندعو جميع الشابات إلى العيش والعمل بفلسفة القائد آبو".

وخاطبت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، الشابات قائلة: "ازداد عدد المجازر المرتكبة بحق المرأة في السنوات الأخيرة، وخاصة ضد الشابات، ويتم ارتكابها تحت أقنعة مختلفة، ويظهرونها على شكل حوادث وحالات انتحار وغيرها في الرأي العام، يجب إدراك هذا الأمر جيداً، وبطبيعة الحال، فإن الشابات الكرديات لا يواجهن مثل هذه المشكلة فقط في حياتهن، بل إنهن يواجهن مشكلة وجودية خطيرة، وينبغي أن يفهم بهذا المعنى، حسناً، لماذا تتعرض الشابات الكرديات على وجه الخصوص لهذه الهجمات؟

التمييز الجنسي والعنصرية من خلال السُلطة

في البداية، أود أن أقول هذا؛ السُلطة والتمييز الجنسي هما نفس الشيء، إنهم يعيشون على نفس الحقيقة، ويصل التمييز الجنسي إلى ذروته حيثما وجدت السلطة، إن التمييز الجنسي في حد ذاته هو جوهر الأيديولوجية السلطوية، ويوجد في جوهرها العنصرية والتَمَلُك والشعور بالتفوق والسيطرة، وبهذا المعنى، فهي حقيقة أنهم يغذون بعضهم البعض، هناك قوة في شخص فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا يمكن رؤيتها في أي منطقة جغرافية أخرى، وقد احتلت السلطوية الذكورية جميع مجالات الحياة، وهو يفعل ذلك ليس فقط في المدرسة والعمل، بل في المنزل والمسلسلات التلفزيونية أيضاً، على تلك الهواتف وأجهزة "آيفون" التي لا يستطيع أحد تركها، هم أيضاً سلطويون، لقد بلغت ذروتها بالفعل، أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن العنصرية والفاشية، العنصرية في حد ذاتها هي أيديولوجية السلطة، إذن ما هي طبيعة العنصرية؟ مثلما تحدد أيديولوجية الهيمنة الذكورية هيمنتها على النساء بأنها متخلفة وضعيفة وعاجزة، فإن العنصرية في الواقع مبنية بنفس الطريقة، العنصرية هي وسيلة لتجربة التمييز الجنسي على الأمم.

الدولة القومية التركية هي دولة ذكورية سلطوية بالكامل

على سبيل المثال، الدولة القومية التركية هي دولة ذكورية سلطوية بالكامل، ونرى الانعكاسات الأكثر وضوحاً لذلك في النهج تجاه الشابات الكرديات، ترى، كيف يحدث هذا؟ بعبارة أخرى، يريد أن يربطها بنفسه، يريد إبقائها تحت سيطرته، من مشاعره وحتى أفكاره، يحاول تجربة كل وسيلة لتحقيق ذلك، على سبيل المثال، فإن الظاهرة المسماة بالسلطة الحيوية تتم في الغالب على الشابات الكرديات، وبهذه الطريقة، يريدون حقاً تدمير ذرية المجتمع الكردي، السلطة تحاول ربط المرأة بها عبر استخدام الطرق القذرة، وفي هذا، يُنظر إلى الشابات الكرديات على أنهن أدوات ويتعرضن للتحرش والاغتصاب، وأنا لا أقول هذا فقط بالمعنى الدقيق، على سبيل المثال، هذا ما نراه أمام أعيننا، أما الغير مرئية فهي أكثر عنفاً وتؤلمنا أكثر، لأن هناك اذلال مباشر، لنفترض أن امرأة كردية شابة تواجه الاغتصاب والتحرش لأنها كردية، هنا سيظهر كيف أن الجنود والشرطة والموظفين المدنيين سيصرفون وفقاً لذلك، هكذا يحاول السيطرة على الشابات، عدا عن ذلك، يتم التلاعب بمشاعر الشابات الكرديات في كردستان، وبهذه الطريقة، يريدون أن تكون الشابات الكرديات مرتبطات بهم.

يتم قتل بعضهن جسدياً وأخريات روحياً

يمارسون سياسة المجازر بحق كافة الشابات الكرديات للإيقاع بهن، يتم قتل بعضهن جسدياً وأخريات روحياً، بعض الأشخاص يتعرضون لتدمير الهوية، وبهذا المعنى، هناك مجزرة واسعة النطاق جداً، ما هو الهدف من ذلك؟ وبطبيعة الحال، فإن إبادة الكردية هي إبادة الشعب الكردي، على سبيل المثال، يمكننا أن نتحدث عن شيء من هذا القبيل؛ نعم، يتعرض الشبيبة الكرد بشكل عام للهجمات بنفس الطريقة، وليس الشابات الكرديات فقط، نحن نعلم ذلك جيداً أن المرأة تعني المجتمع، المرأة الشابة تعني مستقبل كردستان، خاصة عندما يتعلق الأمر بجغرافية كردستان، فالعدو يفهم ذلك جيداً، ويجب على الشابات أيضاً أن يعرفن هذا جيداً، لقد وصلت الكردياتية إلى يومنا هذا بفضل النساء، فقبل كل شيء، النساء الكرديات هن من جلبن اللغة والثقافة الكردية إلى يومنا هذا، والآن تحاول الشابات الكرديات القضاء على هذا الأمر، لذلك، من الإبادات الجسدية وحتى المدارس التركية، في المدن الكبرى أو في أماكن مختلفة في العديد من مراكز كردستان، يروجون للحداثة التركية ويقولون إنكم كرد، أنتم متخلفون، إذا كنتم كرداً، فلن تتمكنوا من تحقيق أي شيء، يقولون إنه إذا كنت كردياً، فأنت لا تحب، فالثقافة الكردية هي ثقافة متخلفة، إنهم يبعدونها عن الكردياتية وبهذا الإبعاد يحاولون خلق مثل هذه الأنوثة الشابة السيئة.

يجب معرفة نظام الحرب الخاصة بشكل جيد

بالنتيجة يمكنني قول هذا الأمر؛ يتم استعباد الشابات الكرديات بطرق مختلفة ولا سيما بالإبادة الجسدية ويتعرضن للإبادة وبهذا يريدون إخضاع مجتمع كردستان، وفي الواقع، هناك مستوى كبير من التسييس في كردستان، ولا اعتقد أن الشابات فاقدات للوعي، لأن هناك واقعاً يمتد لعقود من الزمن متعلق بالمرأة الحرة، وهناك نضال المرأة الحرة، وهناك جيش للمرأة، وغالبية الشابات اللواتي يشاهدننا الآن، أي يشاهدننا، قد نشأنَّ ضمن هذه الثقافة، حيث غادرت أختهن من جانبهن وأصبحت مقاتلة للكريلا، ونشأنَّ على قصص الشهيدة سارا (ساكينة جانسيز)، وفي هذا الصدد، هناك حقاً مستويات من التسييس والوعي، لكن المشكلة تنبع من هذا الأمر؛ هناك ضعف في مستوى الوعي، حيث هناك حالة من الغموض بخصوص حقيقة العدو، أي أنه، من هو عدو كل الشابات؟ وما هو العدو؟ وما هي أقنعة العدو في كردستان؟ فقبل كل شيء، أطلب منكن معرفة هذه الأقنعة، الوعي هو كل شيء، فالإنسان يعيش مثلما يفكر، ويتصرف بالطريقة التي يعرفها، وفي هذا الصدد، من الضروري معرفة نظام الحرب الخاصة بشكل جيد، وأعتقد أن هناك ضعفاً في هذا الصدد، فأنا لا أتحدث فقط عن الشابات الكرديات، ولو أن الشابات بشكل عام يدركنَّ ذلك حقاً؛ وتُمارس عليهن سياسة الإبادة الجماعية، ولا يُترك لهن مجال الحياة، فإنهن يعلمنَّ كيف سيقمنَّ بالإقدام على خطوة ما، ويعلمنَّ كيفية خوض الحرب، ولكن تم إنشاء نظام الخداع في هذا الصدد.

لا يكفي الوعي، بل هناك حاجة إلى تنظيم معرفي

أدعو جميع الشابات إلى التحلي بالحساسية، ويتعين عليهن أن يكنّ في حالة يقظة، لأن هناك حرباً قائمة في وطننا، وفي الجغرافيا التي نعيش فيها، ولا يمكن لأي شابة أن تقول "لقد خرجتُ من هذه الحرب، ويمكنني البقاء خارجها، وبناء حياة خارج هذه الحرب، والعيش خارج هذه الحرب، ليحبني شخص ما أو أنا أحبه"، للأسف، إننا نعيش في جغرافيا كهذه، ولقد جعل الاستعمار المستبد واقع السلطة والدولة وحشياً للغاية لدرجة أنه يستهدف الجميع وكل شيء، وخاصة الشابات، ولهذا السبب، هناك حاجة إلى وعي جدي، وبطبيعة الحال، فإن اليقظة لا تكفي، بل من الضروري أيضاً الانخراط في منظمات من شأنها شحذ الوعي وتعزيزه، ولا ينبغي للشابات أن يتصرفن بمفردهن أبداً، بل يجب أن يكنّ منظمات على الدوام، يجب عليهن أن يثق بنفسهن وبجنسهن، فالذي يفهم المرأة بشكل أفضل هو جنسها، ولهذا السبب يجب علينا بالتأكيد أن نولي أهمية لرفيقات دربنا المقربات منا، وأن نتحرك معاً، ونعمل معاً، ونسير معاً، ويجب أن تكون هذه هي الخطوة الثانية، وستكون هذه مرحلة من شأنها تعزيز الوعي، وتمكين الفرد من معرفة جنسه عن كثب، وكذلك تطوير ثقته بنفسه وجنسه، وأنا أومن بذلك.   

يتعين عليهن أن يتبنينَّ بقصتهن وأن يكن أكثر حزماً  

ينبغي على جميع الشابات أن يعرفنَّ أنه؛ في تلك المسلسلات التليفزيونية، يوجد عالم من النساء اللواتي يتآمرن ضد بعضهن البعض، ويخذلن بعضهن بعضاً، ويغارن، ويتنافسن دائماً مع بعضهن البعض، فالشيء الرئيسي هو أن يتفوق ويسود التضامن في عالم المرأة، على سبيل المثال، يمكنني القول بكل بساطة أن؛ في الواقع، كل امرأة هي أكثر حساسية تجاه امرأة أخرى، بناءً على نفسها وتجاربها، فهي أكثر وجدانية، وينبغي بالتأكيد الإيمان بذلك الأمر، فهذه الحكايات، وهذه الحكايات المصطنعة والقصص الافتراضية التي يُقدمنها لنا، هي في الواقع قصص مكتوبة لفصلنا عن بعضنا البعض، وهذه هي القصص التي تجعلنا نستسلم للنظام والدولة الذكورية المهيمنة، ولهذا السبب، تحتاج كل امرأة شابة إلى تنبي قصتها الخاصة.     

وكخطوة ثالثة، يتعين عليها أن تكون أكثر حزماً وتشدداً، يجب عليها الانخراط في الفعاليات، فحيثما تقوم الشابات بإقامة الفعاليات، لا تقاوم الشابات فحسب، بل المجتمع أيضاً، ويجب على المرأة الشابة أن تعلم أنها تتمتع بهذا الإمكانية، وهناك واقع للمرأة الشابة وهو أنها ستقوم على تعبئة الشبيبة أكثر بكثير من الشبان، وفي تلك اللحظة أيضاً، لا بد من معرفة أنها تستطيع كبح وإيقاف المجازر والاعتداءات على الشابات على أساس الوطنية، وعلى أساس تحرير الوطن، وعلى أساس وطن حر، وانطلاقاً من هذا الأساس، يمكنني القول؛ يجب على جميع الشابات أن يصبحن نجمات بالفعل، وهناك حاجة لأن تكون نجمة، وينبغي عليها أن تكون جديرة بذلك، ويجب عليها أن تتحلى بعدم الخشية والخوف، ومكان هذا الأمر هو الجبال، وبهذا المعنى يمكنني القول بأن الخطوة الأساسية لوقف هذه المجزرة هي النساء الكرديات والشابات اللواتي تمركزنَّ ضمن الخنادق في الجبال. 

 القدسية تكمن في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار

على السبيل المثال، إننا في سنوية للمؤامرة الدولية، وقال القائد أوجلان أثناء فترة المؤامرة للشابات، ولجميع النساء؛ " حتى لو نزل الجميع من الجبال، فلا ينبغي للمرأة الكردية أن تنزل من الجبال"، لأن ساحات الحرية لدينا نشأت في جبال الحرية، والساحة التي لا يستطيع النظام والسيطرة الذكورية الوصول إليها هي جبال الحرية لدينا، ولهذا السبب، فهن ضد ارتكاب المجازر، وضد المجازر الجسدية التي تمارس بحقهن، وأستطيع أن أقول إنه يجب على جميع الشابات الرد على المجزرة التي يتعرض لها الوطن والهجمات على ثقافة المرأة الكردية من خلال الصعود إلى الجبال، فقوة دفاعنا الرئيسية هي وحدات المرأة الحرة-ستار، فمن خلال الانضمام إلى وحدات المرأة الحرة-ستار تصبح قديسة، حيث أن فلسفة القائد أوجلان، هي فلسفة الحرية، ولا يمكن لأي أحد أو ظاهرة غير متحررة أن تحافظ على استمرارية وجودها وأن تصبح قوة، فالحرية مرتبطة باكتساب المستوى الأخلاقي والسياسي، وبهذا المعنى قدم لنا القائد أوجلان أخلاق الحرية على أساس تطوير أخلاق الأنوثة الحقيقية، فعلى سبيل المثال، لا يمكن لذهنية الشرف المبنية على الهيمنة الذكورية المفروضة علينا من قِبل المجتمع التقليدي ولا حتى الذهنية الكاذبة لحرية الحداثة الرأسمالية أن تبعدان المرأة عن واقع الحرية، وكلاهما لهما حضارة الهيمنة الذكورية، حيث أن دعوة القائد أوجلان لجميع النساء، ولا سيما للشابات، هي أن تكون المرأة ملكاً لنفسها، فالكرامة الأساسية للمرأة تُقاس بنفسها، وفي مقايس حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) وحزب العمال الكردستاني (PKK) ، هذه هي الذهنية الصحيحة لكرامة الوجود، وبذلك المعنى، فإن هذه الفلسفة مبنية على أساس أخلاقيات الحرية هذه. 

العيش والعمل مع فلسفة القائد أوجلان

كما أن التحول إلى السياسة يعني تجسيد الإرادة، وهذا يعني أن تكن قادرات على اتخاذ القرار بأنفسكن، لاحظنّ، أنا على يقين من أن جميع الشابات قد واجهنَّ هذا الأمر في مرحلة ما من حياتهن، فحتى شقيقها البالغ من العمر 5 سنوات يمكنه اتخاذ القرارات بشأن جميع الشابات، ومهما كان عمرها، فإنها لا تستطيع اتخاذ قرارات بشأن نفسها، حيث أن القوة السياسية للمرأة مسلوبة، فإما والدها أو سيدها أو زوجها أو حبيبها أو حبيبها المزيف في النظام يتخذون القرارات نيابة عنها ويفرض عليها المعايير، ولهذا السبب، ليس بمقدور المرأة أن تعيش في واقع كهذا، ولا يمكنها أن تكون لذاتها ونفسها،  وفي هذا النظام الرأسمالي، فإن النظام الحضاري الذي تهيمن عليه الذكورية، هو نظام يفرض الانحلال الأخلاقي على المرأة بكل قوته، وجوهر هذا الأمر أيضاً هو غياب الإرادة، ولهذا السبب، يتعين على كل امرأة شابة التركيز على إرادتها القوية، وتجسيد الإرادة يكون بتجسيد القوة، وتجسيد القوة يكون بتجسيد التنظيم، حيث أن تجسيد التنظيم والحزبية كلها حقائق مرتبطة بوجود أساس متين، وإننا ندعو جميع الشابات إلى العيش والعمل بفلسفة القائد أوجلان".