لم ترد أي معلومات من القائد عبد الله أوجلان منذ 42 شهراً، ويجري أسر القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي منذ أكثر من 25 عاماً، حيث تم انتهاك حق القائد عبد الله أوجلان في مقابلة عائلته ومحاميه بالكامل، وهو ما يكفله القانون الداخلي لتركيا والقانون الدولي، وقد تحولت الآن ظروف الانعدام التام للتواصل والعزلة المشددة إلى نظام مفتوح تماماً للتعذيب والتدمير.
ومؤخراً، أرسلت 61 شخصية فرنسية، من بينهم سياسيون وفنانون وأكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان، رسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب ودعوا إلى عدم السكوت تجاه العزلة المفروضة في إمرالي، وتحدثت السيناتور الفرنسية آن سويريس، إحدى الموقعين على الرسالة، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بخصوص وضع القائد عبد الله أوجلان ومسؤوليات أوروبا في هذا الشأن.
"يجب إنهاء العزلة المفروضة في إمرالي على الفور"
ذكرت السيناتور الفرنسية آن سويريس أن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان يجب أن تنتهي فوراً، وتطرقت بالحديث عن الرسالة التي أرسلوها إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بهذه الكلمات: "لقد وقعنا على الرسالة لنطلب من اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب زيارة السيد أوجلان والتحقق من ظروف السجن وحماية حقوقه الأساسية، وكان الهدف أيضاً هو الضغط عليها من أجل أن يتمكن السيد أوجلان من اللقاء بشكل طبيعي وديمقراطي مع محاميه".
"العزلة تحولت إلى تعذيب لأوجلان وعائلته"
وأكدت السيناتور الفرنسية آن سويريس أن العزلة المفروضة في إمرالي تحولت في هذه المرحلة إلى تعذيب، وأضافت: "هذه العزلة هي بالتأكيد شكل من أشكال التعذيب ومنافية للديمقراطية، والعزلة هي بمثابة تعذيب للسيد أوجلان بقدر ما هي تعذيب لعائلته، كما أن العزلة في إمرالي تخلق ضغطاً لا يطاق على المواطنين أيضاً، لأنه يمكن أن يتعرض كل المواطنين للتهديد بمثل هذا الاحتجاز الغير قانوني، ولا بد من خوض النضال في مواجهة هذه الظروف".
"يجب مراقبتها ومكافحتها على المستوى الدولي"
وقالت آن سويريس إن الظروف التي يعيشها السيد أوجلان هي مؤشرات مهمة من الناحية الديمقراطية وبالنسبة لنا على حد سواء، وتابعت: "أرى أن تركيا تريد أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، يمكننا أن نفكر في هذا في اليوم الذي تتصرف فيه تركيا بديمقراطية.
وعندما لا نسمع أي أخبار من السيد أوجلان، يمكننا أن نرى أن حقوقه لا تُحترم، ولا نعرف ما إذا كانت الحالة الصحية للسيد أوجلان جيدة أم لا، كما أننا لا نعرف حتى ما إذا كان على قيد الحياة أم لا؛ لأنه لا أحد يتلقى منه أي معلومات، وحتى عائلته أيضاً...
وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق بأي شكل من الأشكال، لذا، فمن الأهمية بمكان أن نعرف ما الذي يجري، وعلاوة على ذلك، هناك 3 معتقلين آخرين في وضع مماثل في إمرالي، لا ينبغي السماح بحدوث هذا الوضع، ولا بد من متابعة هذه العزلة على المستوى الدولي، وخوض النضال ضدها، ولا بد من الضغط على تركيا لوضع حد لها ومنع حدوثها مرة أخرى".
"أوروبا بحاجة إلى الشجاعة السياسية"
ولفتت آن سويريس الانتباه إلى الحرب التي تشنها الدولة التركية ضد الشعب الكردي وقالت إن أوروبا بحاجة إلى الشجاعة السياسية لثني تركيا، وتابعت: "في رأيي، تُبذل مساعي قليلة للغاية من أجل تغيير وضع السيد أوجلان ووقف الحرب ضد الشعب الكردي، حيث هناك مصالح هواجس تدفع المؤسسات الأوروبية إلى التزام الصمت حيال ذلك، بالإضافة إلى أنه في السنوات الأخيرة كان لدينا العديد من الوزراء الذين كانوا يدعمون حقوق الكرد، على وجه الخصوص في شمال كردستان، وقد قدم بعض الوزراء الدعم لنا في هذه القضية، ولهذا السبب، لا ينبغي أن نبقى صامتين أمام ما يحدث، كما لا يمكننا ترحيل الكرد المهددين من قِبل الدولة التركية، وما نشهده في أوروبا هو هذا الأمر، فلا يمكنكم تقديم الدعم والتزام الصمت في نفس الوقت، أعتقد أن أوروبا بحاجة إلى شجاعة سياسية، وهذا الأمر ينطبق على كل من فرنسا وكذلك أوروبا، كما أن هذا هو واجب على أوروبا وفرنسا".
"يمكنها فرض عقوبات على تركيا"
وذكرت السيناتور الفرنسية آن سويريس أنه لا بد من وضع شروط مقابل المساعدات المقدمة للدولة التركية، وقالت: "من الواضح أن أردوغان يتمتع بعلاقات جيدة مع أوروبا وفرنسا، لذلك، لا تريد اللجوء إلى العمليات العسكرية أو ممارسة الضغوط أو فرض العقوبات الاقتصادية، في حين أنه يمكنهم فرض العقوبات الاقتصادية دون اللجوء إلى عملية عسكرية، لكن لا أحد يفعل ذلك في الوقت الراهن، وما أودُ قوله هو أننا قادرون على القيام بذلك، ولدينا الإمكانيات اللازمة للقيام بذلك، فأردوغان يحتاج إلينا، ويحتاج إلى دعمنا، ويمكننا أن نضع شروطاً أمام هذا الدعم، وأوروبا لديها الإمكانية لممارسة الضغط على تركيا، حينها، علينا القيام بذلك".
"علينا التخلص من نظام أردوغان"
وشددت سويريس على ضرورة وضع حد لنظام أردوغان، وقالت: "يدعي أردوغان أن النظام الحالي نظام ديمقراطي، نظراً لإجراء الانتخابات في تركيا، إلا أن الانتخابات في تركيا تنطوي عليها إشكاليات، ففي الانتخابات الأخيرة، حاول السيد أردوغان الاستيلاء على بلديات الكرد، الأمر الذي يشكل معضلة كبيرة للغاية من الناحية الديمقراطية، ولذلك، هناك نظام في تركيا يبدو ظاهرياً أنه ديمقراطي ولكنه في الواقع يحمل في طياته علامات قوية من الاستبداد، وعلينا التخلص من هذا النظام، وهذه القضية واضحة للغاية".
"الحوار السياسي والمفاوضات شرطان لا بد منهما"
وأوضحت السيناتور الفرنسية آن سويرس أن القضية الكردية لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار والمفاوضات، وأنهت حديثها بالقول: "السيد أوجلان على يقين بأنه قادر على تولي القيادة في الحوار مع تركيا لحل القضية الكردية، وأنا أيضاً على يقين بذلك ولا بد أن يتم هذا الحوار، ومن غير المقبول إنكار حقوق الشعب الكردي، الأمر الذي لازال مستمراً حتى يومنا الحالي، ولا يوجد حوار لحل القضية وهذا أمر غير مقبول، والمهم هو التوصل إلى إجراء الحوار، سواءً كان ذلك تحت اسم حزب العمال الكردستاني أو بطريقة أخرى، فإن الشيء المهم هو إجراء المفاوضات، ويمكن لأوروبا أن تتوسط في هذا المسألة، وإن أوروبا تحمي الحقوق الأساسية، بل ويمكنها أن تتصرف كطرف ثالث، كما في حالة السيد عبدالله أوجلان، وبإمكان البرلمان الأوروبي اتخاذ قرار بإرسال وفود للقاء السيد أردوغان، ويمكنه اللجوء إلى فرض عقوبات اقتصادية إذا لم يطرأ أي تغيير".