فيان صوران.. فدائية الحرية
اصبحت فيان صوران، التي أضرمت النار بجسدها في 2 شباط 2006، احتجاجاً على المؤامرة الدولية التي نفذت بحق القائد عبدالله اوجلان وفرض العزلة المطلقة عليه، وارتقت لمرتبة الشهادة، رائدة للنساء في نضالها من أجل تحرير المرأة.
اصبحت فيان صوران، التي أضرمت النار بجسدها في 2 شباط 2006، احتجاجاً على المؤامرة الدولية التي نفذت بحق القائد عبدالله اوجلان وفرض العزلة المطلقة عليه، وارتقت لمرتبة الشهادة، رائدة للنساء في نضالها من أجل تحرير المرأة.
خلدت القيادية في وحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star)، فيان صوران (ليلى والي حسيني) التي اضرمت النار بجسدها عام 2006 في حفتانين احتجاجا على المؤامرة الدولية التي نفذت بحق القائد عبدالله اوجلان في 15 شباط والعزلة التي فرضت عليه، الإرادة في النضال والكفاح وعشق الحرية لجميع النساء.
وكتبت فيان صوران في الرسالة قبل تنفيذها لفعاليتها المقدسة معربة عن ارتباطها العميق بقائدها اوجلان وبشعبها المناضل وبقضيتها المشروعة وقالت: "هذه الفعالية تأتي رداً على سياسة الإنكار والصهر التي تنفذها الانظمة الدكتاتورية بحق الشعب الكردي وسياسة العزلة التي تفرض على القائد اوجلان، إذا كان هناك أي شيء أغلى من روحي، فسأعطيه أيضًا من أجل حرية الشعب الكردي والمرأة، وضد القهر والقمع، لكن في المرحلة التي ينتفض فيها الشعب الكردي ويتجه نحو النصر، أرى هذه التضحية قليلة جداً لامرأة مثلي، لأنني كغيري من الرفاق الكثر، ارى نفسي مدينة لمعاناة شعبي وجميع النساء المضطهدات".
تعد الشهيدة العظيمة فيان صوران ابنة عائلة من قبيلة جاف، هذه القبيلة هي واحدة من أكبر القبائل في جنوب كردستان، حيث ولدت في مدينة السليمانية.
قررت ليلى والي حسيني (فيان صوران) الانضمام إلى صفوف الكريلا في عام 1997 مع أختها، ارادت عائلتها بأن تعيدها، الا انها ردت عليهم قائلة: "لن اعود معكم مهما جرى، اريد الذهاب حيث تتحقق رغبتي في الحرية".
وصلت فيان صوران الى مستوى القيادة في وحدات المرأة الحرة – ستار بعد انضمامها لصفوف الكريلا بعد عام من، حيث كانت تقوم بدورها في ترسيخ وعي جوهر المرأة وحقيقتها في كل لحظة من حياتها، وتركت بصمة ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني خلال وقفتها القيادية في وحدات المرأة الحرة – ستار.
عندما كانت فيان صوران تقوم بواجباتها في جبال كردستان، نفذت مؤامرة دولية في 15 شباط 1999 بحق القائد عبدالله اوجلان ، وعلى اثرها نفذ العشرات من مقاتلي الكريلا عمليات فدائية تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا" في السجون وخارجها، احتجاجاً على هذه المؤامرة.
وفي عام 2006 اختارت صوران مساراً مختلفاً للفداء، حيث اضرمت النار بجسدها في مطلع شهر شباط من عام 2006 في منطقة حفتانين وانضمت لقوافل الشهداء الاحرار، وذلك كجزء من حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، احتجاجاً على تشديد العزلة بحق القائد اوجلان،
كتبت رسالة لعائلتها
كتبت فيان صوران رسالة لعائلتها قبل لحظات من تنفيذها لعمليتها الفدائية وقالت فيه:
"قبل كل شيء اوجه تحية لوالداي، اخوتي واقاربي وجميع رفاقي، واتمنى ان تبقوا بخير دائماً واقبل اعينهم جميعاً؛
عائلتي المحترمة؛
منذ ما يقرب من عشر سنوات، وبسبب ظروف النضال، وكذلك بسبب عدم الرضا من تصرفاتكم، لم اراسلكم. لم نوضح لبعضنا البعض سبب انضمامي لحركة التحرر الكردستانية التي انطلقت بقيادة القائد اوجلان وحزب العمال الكردستاني، وانضمامي لحركة تحرير المرأة، لذا ظهرت بعض المشاكل، آمل أن تفهموا بعد عشر سنوات هذا الطريق وهذا الكفاح الذي انضم اليه الآلاف من الشابات والشباب من الأجزاء الأربعة من كردستان، سواء أعجبكم ذلك أم لا، فأنتم عائلة من هذه الثورة، لا يليق بكم ان تغلقوا ابوابكم بوجه الرفاق، بوجه فكر ونهج وهدف الملايين من الناس، هذا الفكر الذي اصبح نهجاً لابنتكم ايضاً؛
حان الوقت كي تقرروا وتقولوا نحن هنا وسنقدم الغالي والنفيس لوطننا وقضيتنا
لكم مكانة محترمة بين مجتمعنا، أنتم من هؤلاء الكرد الذين رأوا حلبجة والأنفال والتضحية والوطنية في المنفى، انتم من هؤلاء الذين يناضلون من أجل فلسفة "لا فرق بين الرجل والمرأة في النضال"، لذلك لا يجب أن تنظروا إلى انضمامي كامرأة لصفوف النضال لحل قضية وطنية ووجود إرادتها على أنه عار ومسألة شرف؛ من المهم ألا تتبعوا الجوانب المتخلفة والمحافظة في المجتمع وأن تقروا بأن المرأة كيان اجتماعي، لأن قبول المرأة مثل قبول رجل يعني الموافقة على إرادة الشعب والمجتمع، وإذا لم يحدث ذلك، لن تستمر الحياة على هذا الشكل؛ حان الوقت لاتخاذ القرار، ويجب أن يكون لديكم نصيب في تاريخ ومقاومة وبطولة الشعب والإنسانية، وكأي كردي، قولو بشرف وكرامة "نحن موجودون وسنقدم أفضل ما لدينا من قدرات".
اقرأوا كتب القائد اوجلان، وستدركون حينها لماذا اخترت هذا الطريق
كان عمري 15 عاماً عندما انفصلت عنكم، والآن ابلغ من العمر 24 عاماً، ارجوا منكم ان تفكروا بموضوعية واسألوا انفسكم هذا السؤال ؛ "ماذا تفعل ابنتنا ولماذا وكيف تكافح، الم تستطيع العودة عن هذا الطريق كغيرها وان تعيش لنفسها؟ اسمحوا للرفاق بأن يأتوا لزيارتكم من الآن فصاعداً، وانتم بادلوهم الزيارة، اقرأوا الرسائل التي ارسلها لكم وتعرفوا على الحياة التي اعيشها مع رفاقي المناضلين، استمعوا لفضائية ROJ TV ولصوت ميزوبوتاميا، اقرأوا كتب القائد اوجلان، ستدركون حينها لماذا انضمت ابنتكم لهذا الطريق، لا اطلب منكم بأن تفعلوا كما فعلت، اطلب منكم بأن تحكموا بضميركم وان تقرروا بأنفسكم.
لقد تعلمت الكثير من حزب العمال الكردستاني ولم افكر يوما ان اتراجع عنه واخونه وانا فخورة بانضمامي
سأقول شيئاً واحداً فيما يتعلق بي، مضت تسع اعوام لانضمامي لحركة حزب العمال الكردستاني، لم افكر يوما بأن اتراجع عن نهجي او اخون هذا الحزب الذي تعلمت منه الكثير وانا فخورة بذلك، احد الحقائق الاساسية التي ادركتها هي حب الام، الاب، الاشقاء والبشرية جمعاء؛ كانت هناك مرحلة كنت غاضبة منكم وقلت حينها لماذا لا تفهمونني، لماذا تبتعدون عن حزب العمال الكردستاني ولا تجدون انفسكم جزء منه"، ومع مرور الوقت ادركت بأنكم لستم لوحدكم المذنبون، لان موقفكم صادر عن الذهنية التي تسيطر عليكم منذ مئات السنين والسياسة المفروضة عليكم والتقاليد التي جاءت من مئات السنين، ولأنه لم تتح لي الفرصة للمناقشة معكم، لأنني كنت ضعيفة في هذا المجال ولم املك الاجوبة على القضايا التي كانت تدور في رأسي، لذلك أعتذر لكم، وأريدكم أن تعرفوا، كعائلة وكشعب كردي في قلبي وعقلي. أنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجل حياة سعيدة، وردي على جهودكم في تربيتي لن يكون بموقف يجعلني اخون دماء الشهداء، بل سيكون بموقف المحافظة على قيمهم والتضحية في سبيل بقاء رايتهم عالية.
عمليتي هي رد على الإنكار والعزلة المفروضة على القائد أوجلان؛ أتمنى لو كان هناك شيء أغلى من روحي لوهبتها
في هذه العملية قمت بالرد على سياسة الإنكار التي تمارس ضد الشعب الكردي وسياسة العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، لو كان هناك شيء أغلى من روحي لوهبتها في سبيل حرية الشعب الكردي وحرية المرأة، وللوقوف ضد الظلم والقمع، لكن في وقت كهذا عندما يقف الشعب الكردي ويخطي خطواته نحو النصر، أرى أن العمل الفدائي الذي ستقوم به امرأة مثلي زهيد، فأنا مثل بقية الرفاق اعتبر نفسي مدينة للشعب والمرأة المضطهدة.
لا تكونوا عقبة في طريق الشباب والشابات
كانت ترغب في كتابة رسالة تتحدث عما يجول في قلبها لكن لم يتبقَ سوى بضع ساعات لإتمام العملية، ولن يسعفها الوقت على الكتابة، لكنها كانت تود أن تقول "إذا أردتم أن تحبوا بعضكم على الأساس الصحيح ، فأرجو أن تفهموا هدفي وطريقي بشكل صحيح وألا تسيئوا فهمي، لأنني عشت لأجل هذا ولدي خطة استشهاد في يدي وصيتي هي أن تنضم آواز مرة أخرى إلى صفوف الكريلا ، وتحمل سلاحي وتعود إلى الجبال الحرة، لأنني أحبها كثيرا، ولأنها تستحق أن تكون بين رفاقها، ولا تكونوا عقبة في طريق الشبان والشابات الآخرين واعرفوا أنفسكم ومستقبلكم ولتكن لديكم إرادة، أخيرا أقدم لكم تحياتي ومحبتي واحترامي، كما أتمنى أن تكونوا دائما سعداء وفخورين
مع أطيب التمنيات .. ابنتكم ليلى والي حسين - فيان صوران 01 شباط 2006. "
رسالة إلى القائد عبد الله أوجلان
كما كتبت الشهيدة فيان صوران رسالة للقائد عبد الله أوجلان جاء فيها:
كانت لدي رغبة ملحة في رؤيتكم ولو للحظة
شعرت بالحياة منذ أن سمعت اسمك وعرفتك، عرفت نفسي وكيف يجب أن أعيش، علمتني أفكارك كيف أعيش وأن تكون لحياتي هدف ومعنى، علمتني ابجدية الحرية، بالرغم من أنني واجهت صعوبات في مدرستك إلا أنني لم اندم في يوم من الأيام، لأنك منحتني قوة المعنى والفكر والإنسان، على الأقل أدركت أنه لا يوجد شيء مستحيل وطالما كان المرء جادا وواثقا في هدفه، فسيحقق المرء هدفه كوني امرأة وكردية جعلت من الحرية هدفاً لي وآمنت به من صميم قلبي، لهذا كنت أتوق لرؤيتك عن قرب، لأحتضنك وأتنفس، حتى ولو للحظة، وأتحدث معك عما يجول في قلبي بشأن حريتي، وبشأن المرأة والشعب.
كنت ضيف أحلامي في الكثير من المرات
في عام 1998 ظهرت مؤامرة دولية قذرة من الداخل والخارج حالت بينك وبيني وبين آلاف الشخصيات مثلي، الذين كانوا يتوقون لرؤيتك بمعنويات عالية، وقوعك في الأسر خلق في داخلي صدمة كبرى مع قوة وقرار الحرية، لم أفقد الأمل في رؤيتك أبداً، لكنني كنت أحاول دوماً الشعور بقربك، لذلك كنت أتحاور في داخلي معك في كثير من الأحيان، كنت أشعر أنك تمنحني الصوت والطاقة وألهمتني ذلك، كما كنت ضيف أحلامي في الكثير من المرات، وكانت السعادة تغمرني عندما أرى طيفك في أحلامي، حقيقة تخونني الكلمات في التعبير عن مشاعري وأفكاري تجاهكم بشكل كامل.
لكن منذ عام 1999 كانت هناك حقيقة تصدح في ذهني دائما أنني لا أستطيع أن أتقبل أسر رجل عظيم مثلك، وكنت أقول إن هذا الرجل لا يستحق ذلك، طبعا لا أرى مسؤوليات الاختطاف، وفرض العزلة على قائد، والتعريف الكبير للإنسانية فقط في دول العالم المخزية، بقدر الاحتيال والنفاق وخيانة الدول الحاكمة، فإنني أعتبر نفسي مسؤولاً عن نقاط الضعف والعيوب لدي ولدى رفاقي، لهذا السبب أشعر بالخجل تجاه الشعب والنساء الذين عقدوا آمالهم في الحرية بك.
أريد أن أرسل رسالة من خلال إضرام النار في جسدي
يصادف يوم 15 شباط 2006 الذكرى الثامنة لاعتقال القائد أوجلان، حيث بدأ المجتمع الدولي عملية جديدة وخطيرة في إمرالي وكردستان بشكل عام، إنهم يريدون إفراغ كل العمل ومساعي السلام والديمقراطية للقائد أوجلان والشعب الكردي ويدعون بوضوح شديد إلى استسلام القائد عبد الله أوجلان وتنحيه، كما أنهم يريدون ترويضنا على العيش بدون القائد، بلا قضية وبلا أمل، ولهذا يعرب الكرد في جميع أنحاء العالم عن استيائهم لسياسة المجازر التي فرضت على القيادة، وبصفتي تلميذة لك اقف ضد هذه الهجمات الغير مشروعة وأود في 15 شباط أن أؤكد مجددا التزامي كامرأة تجاهك، وأن أعطي الدفء لفعاليات المقاومة لشعبا، بإضرام النيران في جسدي وأريد أن أبعث برسالة إلى عقول وقلوب حضارة المجتمع الطبقي المجمدة، مثل كثيرين آخرين، أريد أن أكون شاهدة في محكمة التاريخ للبدء في إظهار قمع وأكاذيب نظام العدالة وحقوق الإنسان في الغرب.
لقد أصبحتم موطن التاريخ والمجتمع
قائدي، إن هذه العملية التي سأقوم بها رغم الاستياء ويعد نصراً على الظلم الذي تمارسه الدول المسيطرة بحقكم وبحق الشعب الكردي، كما يعد بمثابة نقد لصداقة ضعيفة وشعور بالخزي في وجه التاريخ والشعب، وخلاصي من شعور العار، ومستوى الادعاء وايماني، وسنواصل هذا الخط والفلسفة طالما يوجد فينا نفس، كثير من الناس يقولون ويعتقدون أنهم سيقضون على قضيتكم وينهونها، لكني لا آخذ هذا الأمر على محمل الجد وأرى أنه ادعاء فارغ للغاية، لأنكم شغلتم قلوب وعقول الملايين من الناس وخاصة قلوب النساء، لقد أصبحت موطن التاريخ والمجتمع.
واليوم بالرغم من تقصيرنا وضعفنا أود أن أنتقد نفسي، وأن أظهر تصميمي على خط الاشتراكية العلمية والديمقراطية والبراغماتية الجديدة، قلما يمكنني إرسال رسالة تتحدث عن التخلف الداخلي والهجمات الخارجية كنت اقول في العديد من المرات ما قاله رفاقنا الشهداء ليت هناك أغلى من روحي يمكنني التضحية به من أجل حرية القائد والشعب والمرأة المضطهدة حتى بعد اعتقالك في عام 1999 ، كان لدي دائما قرار بتنفيذ مثل هذه العملية لكن لأن الظروف لم تكن مناسبة لفعل شيء من هذا القبيل، وكيلا نزعجك حاولت أن أكون صادقة في الحياة وأظهر علاقتي بك.
وهذا هو عشقي
أعلم اليوم أنك قد ترفض وتنتقد هذه العملية، لكن ماذا يمكنني أن أفعل يا قائدي؟ بعض العشاق يأخذون يد بعضهم البعض ويهربون، إلا أن الحب عندي مختلف، قلبي لن يشعر بالراحة دونك ودون الضحكة والابتسامة المرسومة على شفاه أطفال بلدي، أعتذر عن تأخيري في اتخاذ قراري في مثل هذه العملية الحساسة حتى السنة الثامنة لاعتقالك.
أملي ومعنوياتي عالية جداً
أود قول هذا، أملي ومعنوياتي عالية جداً، خاصة عندما ذكرت اسمي وسألتني سؤالاً عن تحديد لجنة إعادة تأسيس حزب العمال الكردستاني، شعرت أنك منحتني أكبر مكافأة، أرى أن هذا شرف عظيم، إن وجهة نظرك حول ثورة جنوب كردستان، التي أشرت إليها باسم "ثورة المرأة"، خلقت في نفسي معنويات عالية وشجعتني على النضال.
كوني امرأة من جنوب كردستان أرغب في تسديد دين مقابل عملك وفضلك
حتى الآن ، في خضم صمت الموت هذا في جنوب كردستان، وكوني امرأة من جنوب كردستان أريد أن أسدد القليل من ديونك وأفضالك، كما أنني سعيدة جداً لكوني سأحقق نتيجة النصر وأخيرا أقدم تحياتي وخالص حبي وشوقي لرؤيتكم ولا تنسوا بأننا نتوق شوقاً لرؤيتكم