بايدن الأقرب للفوز بالرئاسة الأمريكية ولكن!

تشير معظم النسب والتوقعات إلى احتمالية فوز المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، مع حظوظ متوقعة للرئيس الحالي دونالد ترامب في الفوز بولاية رئاسية ثانية.

أدلى ما يقارب 137 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، ومن المتوقع أن يزيد عدد الناخبين بكثير في الانتخابات الحالية للرئاسة الأمريكية؛ وفي انتخابات العام 2016 استخدم فقط 47 ناخب أمريكي نظام التصويت البريدي، إلا إنه ولغاية يوم أمس الاثنين أدلى 95 مليون ناخب بأصواتهم عبر البريد، حيث من المتوقع أن يناهز عدد الناخبين الأمريكيين في هذه الانتخابات الرئاسية 150 مليون ناخب أمريكي.

وفي نفس توقيت انتخابات الرئاسة الأمريكية، اليوم الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020، تجري انتخابات هامة أخرى وهي انتخابات مجلس النواب الأمريكي، حيث يتم انتخاب 435 نائباً لدورة انتخابية تبلغ عامين، كما يتم التنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في انتخابات مجلس النواب على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ من أصل 100 مقعد.

نتائج استطلاعات الرأي أوضحت تقدم جو بايدن في الانتخابات

بحسب نتائج استطلاعات الرأي الأمريكي التي أجريت مؤخراً، يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بأكثر من 5 نقاط على المرشح الجمهوري والرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، وشغل جو بايدن منصب نائب الرئيس الأمريكي السابق.

في النظام الانتخابي الأمريكي، تم تقسيم الأصوات الانتخابية في الولايات الخمسين إلى 538 صوتاً انتخابياً، حيث تشكل كل ولاية جزءاً من المجمع الانتخابي، في العام 2016 حصل دونالد ترامب على نسبة 46% فيما منافسته هيلاري كلينتون حصلت على 46% من إجمالي الأصوات الانتخابية، وبالرغم من تفوق هيلاري على ترامب بثلاثة ملايين صوت، إلا أن فوز دونالد ترامب في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا، قلب الطاولة وعزز فوزه بالأصوات الانتخابية أو ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي"، لذلك في الحقيقة لا يحتاج الفوز بالرئاسة الأمريكية للتصويت الشعبي، بقدر ما يحتاج إلى الفوز بالأغلبية في ما يسمى "المجمع الانتخابي".

يحتمل فوز ثاني لدونالد ترامب بفضل بعض الولايات

للفوز بالرئاسة الأمريكية لا بد للمرشح أن يحصل على 270 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدماً للمرشح الديمقراطي جو بايدن بنسب متفاوتة في الولايات المتأرجحة، حيث أن الصراع بين المتنافسين في الانتخابات الأمريكية يكمن في 8 ولايات تتمثل بكل من أريزونا (11 صوتاً) وفلوريدا (29 صوتاً) وجورجيا (16 صوتاً) وماين (صوت واحد) وكارولينا الشمالية (15 صوتاً) وأوهايو (18 صوتاً) أي بما مجموعه (96 صوتاً انتخابياً عن كل ولاية)

الولايات الجمهورية: تتمثل بـ20 ولاية بما مجموعه 125 صوتاً انتخابياً، وتتمثل بكل من ألاباما و ألاسكا أركانساس وايداهو وانديانا وكانساس وكنتاكي ولويزيانا وميسيسيبي وميسوري و مونتانا و نبراسكا وداكوتا الشمالية وأوكلاهوما وكارولينا الجنوبية وجنوب داكوتا وتينيسي ويوتاه وفيرجينيا الغربية و وايومنغ.

تميل تكساس إلى الحزب الجمهوري ولها (38 صوت انتخابي).

الولايات الديمقراطية: تتمثل بـ18 ولاية بما مجموعه 203 صوتا انتخابيا، وتتمثل بكل من كاليفورنيا وكونيكيتكت وديلاوير وواشنطن العاصمة وهاواي و إلينوي وماين وماريلاند وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيومكسيكو ونيويورك وأوريغون ورودايلند وفيرمونت وفيرجينيا.

تميل كل من كولورادو و ميتشغان ونبراسكا ونيفادا و نيوهامشير وبنسلفانيا و ويسكونسن إلى الحزب الديمقراطي لها مجتمعة 76 صوتا انتخابيا.

تضاؤل شعبية ترامب وحظوظه في الفوز بولاية ثانية

وتشير استطلاعات الرأي إلى حذر أكبر منها قبل أربع سنوات، على ضوء معطيات عدة غير مستقرة، حيث هناك ثمة عوامل كثيرة تلقي بظلالها على الحملة الانتخابية وقد تنعكس على مسارها، وفي طليعتها جائحة كورونا التي تتسبب بوفاة أكثر من 170 ألف شخص في الولايات المتحدة، والأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها أمريكا إضافة إلى موجة التظاهرات الاحتجاجية ضد العنصرية وعنف الشرطة.

وبالرغم من هذه الظروف المتبدلة، يتفق المراقبون على "أن ترامب لا يحظى بأي فرصة في الفوز بالتصويت الشعبي الذي خسره أيضا في العام 2016".

في كاليفورنيا ونيويورك وحدهما تمنحان المرشح الديمقراطي فارقاً بملايين من الأصوات، في حين أن شعبية ترامب متدنية جداً ولا تتخطى 40%.

وغالبا ما يؤكد ترامب أن استطلاعات للرأي أجرتها جهات خاصة تشير إلى أنه في موقع جيد للفوز بولاية ثانية.

غير أن آخر متوسط لاستطلاعات الرأي العامة الوطنية التي يجريها موقع "538" يمنحه حوالي 43% من الأصوات مقابل 51% لخصمه جو بايدن.

كما أن توقعات مجلة "ذي إيكونوميست" التي يتم تحديثها يومياً، تمنح بايدن 88% من الفرص في الفوز بالرئاسة، مع حصوله على عدد حاسم من الأصوات في الهيئة الناخبة قدره 343 مقابل 195 لترامب، في حين يكفي جمع 270 صوتاً للوصول إلى البيت الأبيض. وثمة بالطبع عوامل أخرى ينبغي الأخذ بها، الجمهوريون يبدون تفاؤلهم بشأن انتعاش اقتصادي قد يضخ زخماً في حملتهم، و يعقدون آمالا على التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا.

يتفق المراقبون على أن ترامب لا يحظى بأي فرصة في الفوز بالتصويت الشعبي الذي خسره أيضا في العام 2016

ويبقى هناك أخيراً احتمال تدخل أجنبي على غرار المساعي الروسية لزعزعة حملة كلينتون ودعم حظوظ ترامب عام 2016.

غير أن أستاذ التاريخ آلان ليشتمان الذي وضع نهجاً من 13 نقطة لتوقع نتائج الانتخابات يأتي بنتيجة صائبة منذ 1984، يعتبر أن أيا من هذه العوامل لا يمكنه إنقاذ الرئيس المنتهية ولايته.

وقال ليشتمان: "حتى في حال تحسن الاقتصاد، فهذا لن يبدل شيئا على الأرجح، لدينا ركود في وسط عام انتخابي ونمو سلبي إلى حد أن الحظوظ تبقى ضئيلة جداً في أن يتمكن فصل إضافي من عكس هذا الاتجاه".

ولا تكفي الولايات المحسومة لترامب لجمع أصوات المندوبين الـ 270 الضرورية للفوز بالرئاسة.

وكما في كل مرة تقريباً، ستحسم الانتخابات في عدد ضئيل من الولايات الأساسية الكبرى، وربما في بعض الولايات الأصغر حجما.

وقال بيل ستيبيان، المسؤول في حملة الرئيس الأمريكي الحالي، في حديثه للصحافيين "إننا بحاجة للفوز إما بويسكونسن أو ميشيغان أو بنسلفانيا؛ إذا فزنا في أي من هذه الولايات الثلاث وفي الولايات التي فاز بها الرئيس عام 2016، فإن جو بايدن سيبقى في قبو منزله".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية ديفيد باركر أن الرئيس بحاجة إلى الاحتفاظ بجميع الولايات الأساسية تقريباً التي فتحت له طريق البيت الأبيض عام 2016، وهي ويسكونسن و ميشيغان و بنسيلفانيا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وأوهايو.

وتابع باركر الذي يدرّس في الجامعة الأميركية “بإمكانه أن يخسر إحدى هذه الولايات والفوز رغم ذلك، لكن لا يمكنه خسارة اثنتين”.

إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن جو بايدن يتقدم على الرئيس في كل هذه الولايات، ويهدد خصمه حتى في تكساس التي فاز بها ترامب بفارق شاسع في الانتخابات الأخيرة.