أضاءت القنابل الضوئية سماء قطاع غزة ليل السبت الأحد، بينما سُمعت أصداء انفجارات في أنحاء مدينة غزة، مع مواصلة القوات الإسرائيلية عملياتها البرية الهادفة الى "القضاء" على حركة حماس في الحرب الدائرة بين الجانبين منذ السابع من تشرين الأول.
وشدد الجيش الإسرائيلي الحصار وعمليات القصف قرب مستشفيات ومراكز صحية كانت تؤوي آلاف النازحين الذين هربوا من القصف في شمال غزة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن 20 من أصل المستشفيات الـ 36 في غزة باتت "خارج الخدمة".
وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود في وقت مبكر الأحد من أنه "في حال لم نوقف سفك الدماء فوراً عبر وقف لإطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشارحاً".
وسبق للمنظمة التي تؤكد أن طواقمها لا تزال موجودة في مستشفى الشفاء مع "مئات المرضى"، أن طالبت بوقف النار.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن قلقه في ساعة مبكرة الأحد من "فقدان الاتصال" مع محاوريه في الشفاء.
من جهته، اعتبر الجيش الإسرائيلي السبت أن التقارير عن استهداف قواته مستشفى الشفاء "كاذبة"، وصرّح المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري "انتشرت معلومات كاذبة بأننا نطوق مستشفى الشفاء ونقصفه. هذه تقارير كاذبة"، مضيفاً أن "حماس تكذب بشأن ما يحدث في المستشفيات".
وأعلنت جمعيّة أطبّاء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيليّة غير الحكوميّة الجمعة وفاة رضيعَين من الخدّج في مستشفى الشفاء.
وقالت الجمعيّة "خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين"، وحذرت من وجود "خطر حقيقي على حياة 37 رضيعاً من الخدّج الآخرين".
ومن جهته، قال جهاز إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ "الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات وسط قصف مدفعي حيث أن المبنى بالكامل يهتز مع وجود إطلاق نار كثيف على المستشفى وعدد من الاصابات لم يعرف عددها بعد".
وأشار إلى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذراً من أن الاطفال الرضع "يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب".
نتنياهو يطلب "شيئاً آخر"
ويخوض الجيش الإسرائيلي معارك ضارية مع حركة حماس في قلب مدينة غزة حيث تقع على قوله "القيادة العسكرية" للحركة المتحصّنة في شبكة أنفاق.
وتكرّر السلطات الإسرائيليّة أنّ حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبّي "منظّمة إرهابيّة"، تستخدم المستشفيات لشنّ هجمات أو الاختباء في أنفاق، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينيّة.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ "مسؤوليّة أيّ ضرر يلحق بالمدنيّين تقع على حماس" التي تستخدم المدنيّين "دروعاً بشرية".
واستبعد نتانياهو السبت، أن تضطلع السلطة الفلسطينيّة الحاليّة بدور في غزّة بعد انتهاء الحرب.
وقد رفضت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة المطالب المتكرّرة لوقف النار، لاعتبارهما أنّ ذلك سيُفيد حماس.