المعارضة الألمانية تطلب حظر منظمة "الذئاب الرمادية"

اتخذت أحزاب المعارضة الألمانية مساراً موازياً للحكومة الفرنسية، بالمطالبة بحظر منظمة "الذئاب الرمادية" التي تمثل المتطرفين اليمينيين الأتراك والقوة شبه العسكرية للفاشية التركية.

التزمت أوروبا الصمت لعقود حيال منظمة الذئاب الرمادية التي اشتد عودها في ظل نظام أردوغان، وتهاجم الكرد بعنصرية لا متناهية والأقليات الأخرى في تركيا من الأرمن واليهود، حيث باتت هذه المنظمة المتطرفة ميليشيات شبه عسكرية في السنوات الأخيرة.

إلا أنه في الأشهر الأخيرة وبعد إقدام هذه المنظمة الفاشية على محاولات قتل الكرد في النمسا وكذلك محاولات أخرى لقتل الأرمن في فرنسا، أصدرت الحكومة الفرنسية في باريس يوم الأربعاء الماضي قراراً بحظر منظمة الذئاب الرمادية على أراضيها.

واتبعت باريس قرار الحظر، بقرار آخر بحق المنظمة اليمينية المتطرفة، وهو حل هذه المنظمة رسمياً، حيث من المتوقع أن تنتهج معظم الدول الأوروبية مساراً موازياً، وتتخذ قرارات مماثلة للقرار الفرنسي.

دعاوى المعارضة في البرلمان الألماني (البوندستاغ)

وفي ألمانيا يحاول حزب اليسار على وجه الخصوص، منذ سنوات، حظر الجمعيات والمنظمات المرتبطة بالأتراك اليمنيين المتطرفين، كما ظهرت مطالب مماثلة في السنوات الأخيرة من حزب الخضر الألماني؛ حيث تتشكل بذلك جبهة معارضة لفرض حظر على منظمة الذئاب الرمادية المتطرفة في ألمانيا واتخاذ إجراءات موازية للقرارات الفرنسية بهذا الخصوص.

ويذكر أن حزب الخضر الألماني تقدم بطلب للحصول على قرار مشترك من البرلمان الألماني لحظر المنظمة المتطرفة؛ وتحدث كل من البرلمانيين من حزب الخضر، جيم أوزدمير وإيرين ميهاليج و قسطنطين فون نوتس لشبكة التحرير الألمانية (RND) عن طلبهم في البرلمان: "على الحكومة الاتحادية الألمانية حظر منظمة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة".

اليمينيون المتطرفون الذراع الضاربة لأردوغان في ألمانيا

و ذكر النواب أن حركة الذئاب الرمادية هي "الذراع الضاربة" الذراع الطويلة" لنظام أردوغان في ألمانيا، وقد ارتكبت العديد من جرائم الكراهية، بما في ذلك العنف ضد المواطنين الذين يعيشون في البلاد، وأن على الحكومة برئاسة أنجيلا ميركل التحرك على الفور. كما أشاروا إلى مبادرات مماثلة قد تم القيام بها في البوندستاغ من قبل، حيث يؤيد حزب الخضر، إصدار مشروع قانون من البرلمان لحظر المنظمة المتطرفة.

في تصريحات ألمانية سابقة، أفادت حكومة ميركل والوحدات الأمنية أن القوميين العاملين تحت حكم حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية كانوا معادون للسامية بشكل خاص و "خطرين" على الأمن الداخلي للبلاد. إلا أنه لم يتم فرض عقوبات على الأتراك العنصريين، واعترفت الحكومة بدورها في ردها على تساؤلات حزب اليسار "أنها التزمت الصمت حيال العدد من ممارسات القوميين الأتراك المتطرفين في البلاد".

وتعمل منظمة الذئاب المادية في ألمانيا تحت مظلة الاتحاد الألماني الديمقراطي المثالي للجمعيات التركية (ADÜTDF)، والذي يضم 170 جمعية؛ حيث تشير التقديرات إلى أن 7 آلاف قومي تركي، هم أعضاء في هذه الجمعيات، وبحسب وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، فإن هذا الرقم يزيد عن 10 آلاف.

على الرغم من التقارير المتكررة من قبل المخابرات بأن المنظمة المتطرفة تهدد الأمن الداخلي للبلاد، إلا أن الحكومة الألمانية لا تتخذ أية إجراءات جادة حيالها.

اشتدت شراسة في ظل نظام أردوغان

منذ الثمانينيات وحتى اليوم، شارك القوميون الأتراك في العديد من الهجمات والقتل والاستفزازات ضد مجموعات المعارضة التركية في ألمانيا وبشكل خاص ضد الكرد؛ في تركيا، وخاصة الأكراد في ألمانيا. ومع قيام التحالف الفاشي التركي بتنمية روح التعصب القومي بين الجالية التركية في ألمانيا، خلق ذلك مساحة أكبر لمنظمة الذئاب الرمادية المتطرفة للقيام بأنشطتها العنصرية الإجرامية، الأمر الذي بات يشكل خطراً وتحدياً جدياً في ألمانيا.

كما تداول الوسط الألماني والمعارضة الألمانية مسألة حظر إشارتي "الذئاب الرمادية ورابعة"، خاصة بعد زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى ألمانيا في سبتمبر 2018، إلا أن الأمر لم يستمر سوى فترة قليلة جداً.

وكان أردوغان يلوح لأنصاره الذين استقبلوه في مدينتي برلين وكولن الألمانية، بإشارة الذئاب الرمادية وكذلك إشارة "رابعة"؛ إلا أن إدارة برلين لم تدلي بأي بيان بهذا الخصوص، حيث أشارت وسائل الإعلام والمعارضة إلى أن الرئيس التركي رفع إشارة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة محظورة في ألمانيا