عقد نواب ما لا يقل عن 20 من الدول الاعضاء في الشبكة العالمية للبدائل (GTA-Global Tapestry of Alternatives) والداعمين الرئيسيين لها، اجتماعهم الأول في كينيا، لتبادل وجهات النظر ومناقشة أزمة النظام العالمي التي تواجهها الإنسانية.

بدأ الاجتماع، الذي نظمته جمعية التعلم البديل والتغيير (SALT)، في 8 آب في مضافة البانتو بالقرب من مدينة نانيوكي على سفوح جبل كينيا. استمر الاجتماع مدة ستة أيام مليئاً بالأنشطة والمناقشات والجولات المحلية، حيث تبادل المشاركون فيه تجاربهم في بلدانهم ومناطقهم الجغرافية في كافة مناحي الحياة.

وتتكون الشبكة العالمية للبدائل (GTA)، التي تم إطلاقها عام 2019، من أربعة أعضاء و76 داعماً و67 شخصية مستقلة، وجميعهم يمثلون منظمات بديلة وحركات وأكاديميات ومؤسسات وهيئات في مناطقهم وحول العالم، ومن بين الداعمين هناك أكاديمية علم المرأة وأكاديمية الحداثة الديمقراطية ومنصة الدبلوماسية الاجتماعية لـ روج آفا (BRS).

وعقدت الشبكة العالمية للبدائل (GTA) حتى الآن، 11 اجتماعاً عبر الإنترنت وأول اجتماع لها على أرض الواقع في الفترة من مابين 8-14 آب بحضور أكثر من 60 شخصية، معظمهم من دول في الجزء الجنوبي من العالم مثل أمريكا اللاتينية وافريقيا وجنوب آسيا، كما شارك فيه أيضاً شخصيات من الشرق الأوسط وكردستان (روج آفا-شمال وشرق سوريا)، وكان اجتماع الحركات من جميع أنحاء العالم في مجتمع الشبكة العالمية للبدائل (GTA)، بمثابة إطار لخلق وتوطيد التضامن والوئام وتبادل الخبرات والتعلم وتعزيز العلاقات بين الحركات والشخصيات المؤمنة بالحياة خارج إطار النظام الحالي.

وقال أشيش كوتاري، المتحدث الرسمي باسم منظمة فيكالب سانجام الهندية، إن هذا التجمع مهم للعالم برمته، وقال: "لأن كل مجتمع يواجه أزمات مختلفة، وفي الوقت نفسه، نواجه جميعاً أزمات مشتركة معاً، نحن بحاجة إلى التضامن والدعم المتبادل من أجل تصعيد مستوى المقاومة والنضال وإيجاد البدائل المفيدة".

يعمل رئيس جمعية التعلم البديل والتغيير سمون متامبو الذي تنظم منظمته الاجتماع، بنفسه في نظام المعرفة المحلية والإقليمية، حيث صرح متامبو بخصوص إحياء الثقافات المتنوعة والثقافات المحلية قائلاً: "نريد العمل مع المجتمع الطبيعي لنمدهم بالقوة وتأسيس استقلاليتهم، والقرار كيف باستطاعتهم إدارة أنفسهم بنفسهم. 

الشبكة العالمية للبدائل هي ذاتها عملية تتألف من أربع إطارات أساسية (مثل فكالب ساجام في الهند، جرانزا موتوا لكولومبيا وجرانزا موتوا لمكسيكو، ماسا MASA  في دول جنوب آسيا) حيث يتم تعريفها كمنسقية GTA، وتنقد بشكل راديكالي العقلية الذكورية، الرأسمالية، العنصرية، الاستعمار، الدول القومية، وسلطة الدولة، الذهنية البشرية ( المتركزة حول الإنسان).

وتتمركز هذه الشبكات على المستوى العالمي والإقليمي في أماكن مختلفة تبحث عن بدلائل الإدارة الذاتية والدفاع الذاتي خارج النظام السلطوي الرأسمالي لتقوية العلاقات الإقليمية والمحلية، ومع تقديم مبادئ الطبيعة في كافة مجالات الحياة تقدم العدالة الاجتماعية، الطعام والكلام وحلول واقعية".

شاركت اكاديمية علم المرأة في الاجتماع

قدمت اكاديمية جنولوجي خلال الاجتماع على حاجة علم المرأة نقداً جذرياً للعلوم الاجتماعية وشاركت أراءها حول التاريخ، ازمات الأنظمة، الأزمات الاجتماعية والسياسية وكيف تطور تلك الآراء على أساس ثورة المرأة، القرية والزراعة. وتم تقديم الموضوع من قبل أعضاء الاكاديمية زهيدة معمو ونجيبة قرداغي، وايضاً نوهوا إلى رأي جنولوجي ( علم المرأة ) للأسباب الأساسية لأزمة الانظمة ونضال حركة حرية المرأة الكردستانية من اجل بناء حياة حرة على أساس نموذج الامة الديمقراطية والتعايش الحر، وقد لفت مصطلح قتل العقلية الذكورية والتعايش الحر انتباه الحضور وأراد العديد من الحضور ذهاب أكاديمية جنولوجي إلى مناطقهم وبلادهم وعقد اجتماعات ومحاضرات خاصة بعلم المرأة.

وقدمت في الاجتماع ذاته ممثلة المنصة الدبلوماسية الاجتماعية في روج آفا (BRS) نورشان حسين موضوعا بخصوص ثورة روج آفا وألقت الضوء على نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي تم بناءه على أسس الديمقراطية المباشرة الراديكالية، الطبيعية والحرية، كما ونوهت إلى الهجمات والتهديدات التي تطال غرب كردستان مشيرةً إلى أهمية الترابط ودعم الحركة والإدارات الذاتية في العالم.

وتحدثت نورشان حسين عن أهمية المؤسسات المستقلة الخاصة بالمرأة ومستوى الدفاع الذاتي للمرأة التي لا تدافع عن المرأة فقط إنما تدافع عن عموم نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية.

كما عرض ممثل أكاديمية الحداثة الديمقراطية الكونفدرالية الديمقراطية والبحث عن بديل قوي خارج النظام، وهي تجربة حركة حرية كردستان التي دامت 50 عاما، وقال إن صانع هذه الفلسفة والنموذج هو قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان.

ستعمل بعد الاجتماع الشبكة العالمية للبدائل GTA مع ديناميكيات إقليمية ومحلية في شبكة واسعة من اجل التعلم من بعضهم ودعم تغيير المعرفة والتجارب التاريخية واليومية.

وبعد الاجتماع الذي استمر لأربعة أيام حول هذه المواضيع ناقش المشاركون تنظيم عملية الشبكة العالمية للبدائل GTA ومكونات GTA ومشاريعهم وفعاليتهم المقبلة، وتم التركيز خلال الاجتماع على النموذج الحديث للزراعة، الطاقة، الإدارة الذاتية، السيادة الغذائية، المصادر، المعرفة والمعلومات لبناء علاقات الإنسان والطبيعة، الإنسان والمجتمع على أساس الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية من جديد، وفي ختام الاجتماع تمت مناقشة اقتراح اكاديمية جنولوجي على الحاجة لتنظيم المرأة وتم تأسيس مجلس المرأة، وصدر قرار بعقد لقاءاتهم وجهاً لوجه وتقرير المشروع.

بعد أربعة أيام من الاجتماع، زارت الوفود عدة مجتمعات محلية مثل قبيلة تاراكا ونغوسا واستمعوا عن قرب لمحاولاتهم حيث إنهم يعتمدون على مصادرهم وأساليبهم ويدافعون عن ثقافتهم وتقاليدهم.

اُستقبل الوفد بالمراسم والتقاليد الخاصة لهذه المجتمعات والقبائل.

ومن جهة أخرى زارت باسم أكاديمية جنولوجي وقرية جّن وار في غرب كردستان نجيبة قره داغي بمشاركة بعض أعضاء شبكة كلوبال العالمية للبدائل قرية اوموجا في منطقة سامبورو في كينيا، وعبر أهالي القرية المؤلفة ما يقارب 45 امرأة وطفل عن سعادتهم.

كما وقدم وفد اكاديمية جنولوجي وقرية جّن وار بعض الهدايا الرمزية لقرية اوموجا، أسست قرية أوموجا منذ 23 عاماً من قبل النساء ويتم إدارتها ايضاً من قبل النساء ويقيم فيها النساء اللواتي يواجهن العنف والثائرات على النظام اللاتي يبحثن عن حياة  بديلة ويردن ان يصبحن قويات، ذوات إرادة ومنظمات يدرن أنفسهن بأنفسهن في القرية.