وثائق تكشف تجسس تركيا على الجيش الأمريكي بسبب شكوك متعلقة بالانقلاب

تتبعت الحكومة التركية حركة القوات الأمريكية داخل تركيا كجزء من تحقيقها في „محاولة الانقلاب” التي شهدتها البلاد صيف عام 2016، حيث اُتهِمَت الولايات المتحدة من قبل تركيا بلعب دور من وراء الكواليس، وفقًا للوثائق التي حصلت عليها مجموعة تراقب الحكومة في أنقرة.

ذكرت تقارير "نورديك مونيتور" التي نشرها الموقع الاستقصائي هذا الاسبوع، أن تقارير المخابرات التركية حول التحقيقات المرتبطة بمحاولة الانقلاب في تموز 2016 احتوت على معلومات حول عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار وتحركات القوات وعمليات تنظيم "داعش" التي تورط فيها أفراد أمريكيون، وتمت مراجعتها للاشتباه في تورطهم في الانقلاب الفاشل.

وحددت المنظمة، التي تحقق في الأحداث داخل الحكومة التركية، "مجموعة" من وثائق الاستخبارات التركية في تقريرها. وقال موقع نورديك مونيتور:

"التحقيق السري يساعد في تغذية الرواية الكاذبة لحكومة أردوغان التي تدعي أن الولايات المتحدة كانت العقل المدبر وراء الانقلاب الفاشل". وتم دمج تقارير المخابرات التركية في ملف المدعي العام كجزء من التحقيق في محاولة الانقلاب التي وقعت عام 2016 في تركيا، حسبما ذكر الموقع.

وكانت بعض التفاصيل حول الأنشطة العسكرية الأمريكية المذكورة في وثائق المخابرات التركية، حول مهام عسكرية روتينية. على سبيل المثال، وصفت التقارير التحركات اللوجستية الأساسية بين قاعدة انجرليك الجوية وقاعدة للجيش التركي في مدينة غازي عنتاب الجنوبية. لكن التقارير اشتملت أيضًا على معلومات حول المهمات العسكرية الأكثر حساسية التي تضمنت تفاصيل عن الأفراد الأمريكيين الذين يشرفون على المنظومة الصاروخية الأمريكية "هـايـمـرز" التي تم نشرها في جنوب تركيا والعمليات التي تشمل نظام الظل للطائرات بدون طيار، حسبما قال نورديك مونيتور.

وخلص المحققون الأتراك إلى أن الوثائق "كانت ذات صلة بالتحقيق في الانقلاب وأمروا بإدراج جميع وثائق المخابرات والعسكرية في ملف القضية، مما يجعلها جزءًا من السجل العام"، حسبما أفاد الموقع، مشيرا إلى أن ذلك يساعد حكومة أردوغان على تسويق نظريات المؤامرة حول محاولة الانقلاب.

وقال الموقع السويدي إن التوترات الأمريكية مع تركيا في أعلى مستوياتها على الإطلاق، والخلافات واسعة النطاق. وتختلف واشنطن وأنقرة حاليًا بشأن خطة تركيا للحصول على نظام اس-400 الدفاعي الصاروخي الروسي المتطور، والذي تقول الولايات المتحدة إنه يشكل تهديدًا لحلف شمال الاطلنطي الناتو. وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك خلافات حول المعركة ضد داعش في سوريا، وعلاقات الجيش الأمريكي الوثيقة بالمقاتلين الكرد الذين تعتبرهم تركيا قوة معادية.

وفي الوقت نفسه، فإن محاولة الانقلاب التي قامت بها عناصر من الجيش التركي في عام 2016، قد وضعت أنقرة في خانة العداء للولايات المتحدة. وتصاعدت المشاعر في تركيا كنظريات المؤامرة في الصحف الحكومية الموالية لنظام حزب العدالة والتنمية حول كون الولايات المتحدة وراء محاولة الإطاحة بحكومة الرئيس رجب طيب إردوغان. وقد نفت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا أي تورط ولم تقدم تركيا أبدًا أي دليل يدعم هذه الاتهامات. وبعد سنوات من محاولة الانقلاب الفاشلة، ما زالت هذه القضية نقطة خلاف.

في عام 2018 قدمت مجموعة من المحامين الموالين للحكومة في تركيا تهمًا ضد العديد من الضباط الأمريكيين المرتبطين بقاعدة إنجرليك الجوية، سعياً للقبض عليهم بسبب علاقاتهم المزعومة مع الجماعات الإرهابية.

كما سعى المحامون إلى وقف الرحلات الجوية التي تغادر القاعدة والوصول لتنفيذ مذكرة تفتيش. على الرغم من أن القضية لم تتقدم، إلا أنها تؤكد على الحالة الصعبة الراهنة للعلاقات بين البلدين.

وفي كانون الأول الفائت، اعتُقل جندي أمريكي في مطار أتاتورك بإسطنبول لاستجوابه من قبل المسؤولين الأتراك بشأن اتهامات بأن لديه صلات بخصم أردوغان المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، وتقول أنقرة إنه كان وراء محاولة الانقلاب. في نهاية المطاف تم إطلاق سراح الجندي الأمريكي، الذي تم تكليفه بفرقة للعمليات الخاصة.