سيبل جابراز: ينبغي معالجة المعتقلين المرضى دون تأخير

أشارت السياسية الكردية سيبل جابراز التي قضت أكثر من عام في السجون التركية وهي مصابة إلى أن المعتقلين المرضى يعيشون أوضاع مأساوية وطالبت بإطلاق سراحهم فوراً.

تحدّثت السياسية الكردية سيبل جابراز التي تم إطلاق سراحها منذ عام ونصف لوكالة فرات للأنباء (ANF)، وقالت جابراز التي تستمر في تلقي العلاج إن المعتقلين المرضى يتعرّضون للضغوط والممارسات الوحشية.

تسبب رصاصة أطلقتها الشرطة التركية في إصابتها إصابة بليغة

كانت سيبل جابراز عضواً في المجلس العام لمدينة جولمرك عن حزب الأقاليم الديمقراطي (DBP)، وحين قام جيش الاحتلال التركي بعد إعلان الإدارة الذاتية في كَفَر بمحاصرة المدينة والهجوم عليها، تعرّضت جابراز لرصاصة أطلقتها الشرطة التركية على المواطنين الذين كانوا محاصرين في منازلهم وينددون بالحصار المفروض على المدينة من خلال إصدار الأصوات والضرب على الطناجر. وبسبب إصابتها في البطن وتمزّق كتفها، خضعت خلال 96 يوماً من المعالجة لـ 14 عملية. تم اعتقال سيبل جابراز وهي تحت التخدير بتهمة "عضوية المنظمة". وكان خروج أحشائها سبباً في قضائها لحاجاتها عن طريق أنبوب القسطرة. وبعدها قامت سلطات الاحتلال التركي بتحويل سيبل جابراز من سجن النساء في بكر كوي إلى السجن نموذج (ر) في إزمير، حيث بدأت تتعرّض هناك لأساليب وممارسات وحشية. قابلنا سيبل جابراز في اسطنبول وتحدّثت لنا عن مرضها وعن وضع المعتقلين المرضى الذين قابلتهم في السجن.

أعطوني علبة دهان فارغة لأقضي حاجتي فيها

وأوضحت سيبل جابراز أنهم حين اقتادوها إلى سجن النساء في بكر كوي، لم يراعوا جروحها والضمادات التي كانت تغطي كامل جسمها وقاموا بإخضاعها للتفتيش الكامل بعد تعريتها، ولم يسمحوا لها بالصعود إلى الفراش. وأضافت جابراز أنها كانت عاجزة عن الذهاب وحدها إلى المرحاض وقالت عن ذلك: "لم يكن هناك كرسي حمام في السجن ولم يكن بإمكاني قضاء حاجتي بدون الكرسي. ناديت الحارس وشرحت له وضعي، بعد خمس دقائق عاد ومعه علبة دهان. لم تكن العلبة نظيفة، فقلت له مراراً انه يمكن انتقال أمراض معدية لي منها، لكنه لم يستمع إلى ولم يساعدني".

وقالت جابراز أنهم اقتادوها في اليوم التالي إلى المهجع وبقيت شهرين على الأرض. وأضافت جابراز أن رفاقها في السجن قدّموا لها المساعدة ليتم نقلها إلى مشفى بالتاليماني في ساريَر والذي كان بمثابة مركز تعذيب.

حتى المعتقلين الأصحاء الذين يتم نقلهم إلى السجن نموذج (ر) في إزمير يصبحون مرضى

وأضافت سيبل جابراز أنها حين تحسنت قليلاً قاموا بنقلها إلى السجن نموذج (ر) في إزمير دون رغبة منها وأنها تُركت بين فكي الموت في ذلك المعتقل الذي كُتب على لوحته التعريفية "مركز إعادة تأهيل". لقد تُركت سيبل جابراز طيلة 6 أشهر في زنزانة منفردة. وقالت جابراز عن تجربتها في سجن إزمير: "حتى لو دخل شخص معافى إلى ذلك السجن فإنه سيخرج مريضاً". وقالت جابراز أنها التقت في ذلك السجن بالمعتقل المريض أرغين آكتاش الذي كان قد فقد يديه، وقالت عن ذلك: "كنا مضطرين إلى قضاء حاجتنا والاغتسال والأكل في حجرة تسع شخصاً واحداً وتفوح منها رائحة كريهة. هناك سمعت أن أرغين آكتاش معتقل معنا. التقينا أثناء الفسحة في باحة السجن. لم تكن إدارة السجن تسمح لنا بالتحدّث مع بعضنا البعض. كانوا يدّعون أنهم يأتون بالمعتقلين المرضى إلى هذا المكان لكي يقوموا بمعالجتهم، لكن لم يكن هناك أي نشاط اجتماعي في السجن، بل على العكس، كان المعتقلون المرضى يتعرضون للأذى النفسي والجسدي معاً".

السجن نموذج (ر) كان سجن الموت بالنسبة للمعتقلين المرضى

تم إطلاق سراح سيبل جابراز في الثامن والعشرين من شهر شباط لعام 2017 تحت شرط المراقبة العدلية، وبعد إجراء بضع عمليات خطرة تم تقطيب أحشائها وأصبحت قادرة على المشي، لكن التأخير في معالجتها تسبب في عدم قدرتها على تحريك يدها وكتفها الأيمن، ولم يصل التحقيق عن تعمّد الشرطة التركية في إصابتها إلى أي نتيجة.

لقد تسبب العلاج المستمر الذي تتلاقاه سيبل جابراز في ابتعادها عن السياسة، لكنها وجّهت دعوة إلى الجميع بخصوص وضع المعتقلين المرضى: "لقد خرجت من السجن نموذج (ر) في إزمير، لكن ذلك السجن هو مركز تعذيب". وأضافت جابراز أنه كان هناك معتقلين من داعش في الجناح المجاور لهم وأنهم كانوا يهددون المعتقلين الآخرين باستمرار. وقالت سيبل جابراز أن أرغين آكتاش أرسل لها رسالة أوضح فيها أن شروط وظروف الاعتقال في السجن لم تتغير.

لا يتم تحويلهم ولا إطلاق سراحهم

وأشارت جابراز أن المعتقل المريض أرغين آكتاش قد أضرب عن الطعام لمدة 36 يوماً بسبب تهديدات مرتزقة داعش له داخل السجن، وبعد الإضراب تم التوصل إلى اتفاق بنقله إلى حجرة أخرى بجانب أحمدي خامي الذي أُصيب إصابة بليغة خلال قتاله لمرتزقة داعش في روجآفا نجم عنها إصابته بالشلل. وتابعت جابراز حديتها بالقول: "أحدهم لا يملك يدين والآخر لا يملك قدمين. أصبح أحدهم يداً لرفيقها الذي لا يملك يدين والآخر ساقاً لرفيقه الذي لا يملك ساقين، هذا ما تغيّر. هذا هو "الحل" الذي توصلت إليه إدارة السجن. لا يتم تحويلهم إلى سجن قريب من أقاربهم ولا يتم إطلاق سراحهم".

واختتمت جابراز حديثها بالمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين المرضى دون تأخير.