"خلايا إخوانية منفردة" وراء هجومين إرهابيين في مصر خلال أقلّ من أسبوع

ارتكب "عنصر ارهابي" جريمتين ارهابيتين في العاصمة المصرية خلال أقل من أسبوع، قبل أن يفجر نفسه في قوات الأمن التي تمكنت من تحديد مكانه بعد يومين من تفجيره عبوة ناسفة بجوار مسجد عقب صلاة الجمعة الماضية.

وفجر الانتحاري نفسه بالقرب من الجامع الأزهر بعد أن تمكنت قوات الأمن من محاصرته للاشتباه في تورطه في العملية الارهابية التي وقعت بمحافظة الجيزة الجمعة الماضية.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أنه في اطار جهودها "للبحث عن مرتكب واقعه القاء عبوة بدائية لاستهداف قول امنى امام مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة (الواقعة ضمن نطاق القاهرة الكبرى) عقب صلاة الجمعة الماضية، فقد اسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري بالدرب الاحمر، حيث قامت قوات الامن بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت احدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته مما اسفر عن مصرع الارهابي واستشهاد شرطيين، فضلا عن اصابة 3 عناصر اخرى من رجال الأمن".

ووقع انفجار مساء اليوم، بالقرب من الجامع الأزهر، أودى بحياة شرطيين واصابة 6 على الأقل من المارة من بينهم طالبا من تايلاند، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وأظهرت مقاطع لكاميرات المراقبة، لقطات للإرهابي الذي حاصرته قوات الأمن في منطقة الحسين بمحافظة القاهرة، واسفر تفجير عبوة ناسفة كانت بحوزته عن سقوط ضحايا من رجال الأمن، حيث أظهرت كاميرات المراقبة، العنصر الارهابي وهو يستقل دراجة ويغطي وجهه بقناع واقي من الاتربة لإخفاء هويته، ويحمل حقيبة ظهر ضخمة يُعتقد أن بداخلها العبوات الناسفة التي يستخدمها.

بدوره، أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، اليوم الإثنين، بتشكيل فريق من النيابة العامة، لفتح تحقيق عاجل في حادث الهجوم الانتحاري في منطقة الحسين بمحافظة القاهرة.

ويعد الهجوم الارهابي الاخير هو الثالث خلال اسبوع في مصر، بعد هجوم دموي على نقطة ارتكاز للقوات المسلحة المصرية قرب مطار العريش السبت، وأعلن المتحدث العسكري للجيش المصري "قيام العناصر الإرهابية بمهاجمة إحدى الإرتكازات الأمنية بشمال سيناء وقامت قوة الإرتكاز الأمنى بالتصدي للعناصر الإرهابية والاشتباك معها وتمكنت من القضاء على 7 من العناصر التكفيرية، ونتيجة لتبادل إطلاق النيران تم إصابة وإستشهاد 15 مقاتلا من القوات المسلحة".

ذئب منفرد أم خلايا منفردة؟

من جانبه، قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي ماهر فرغلي لوكالة فرات للأنباء ANf إن العمليات الارهابية الاخيرة في مصر خلال الاسابيع الماضية بداية من استهداف حافلة سياحية نهاية العام المنصرم، مرورا بمحاولة استهداف كنيسة خلال احتفالات اعياد الميلاد، ومحاولة استهداف مسجد خلال صلاة الجمعة، ثم الهجوم الاخير، كلها عمليات تحمل نفس البصمات، وتشير إلى وجود خلايا منفردة تشتت عن تنظيم ارهابي مما تم القضاء عليه مؤخرا مثل حركة حسم الارهابية المحسوبة على جماعة الاخوان، سيما ان المجموعة النشطة حاليا متواضعة الامكانيات والقدرات وتتكون من عناصر شاردة تركز على الاهداف السهلة مثل الكنائس والمساجد والسياح، وليس المواجهة المباشرة مع قوات الأمن، معتبرا ان ظهور هذا النمط من العمليات الارهابية مجددا يدل على وجود "خلايا منفردة" أكثر من كونها تعبر عن وجود عمليات من نوعية "الذئاب المنفردة"، بمعنى ان هذه العناصر الارهابية ترتبط في صورة خلايا صغيرة ناتجة عن تفكيك التنظيم الأم.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية إجهاض مخططات عدائية لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث تمكن الأمن الوطني من رصد أوامر تلقتها مجموعة من عناصر حركة "حسم" الارهابية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، تتضمن تكليفات من قيادات التنظيم بالخارج لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف مجموعة من الأهداف الهامة بالتزامن مع احتفال المسيحيين بأعياد الميلاد، حيث تمكنت الشرطة من ضبط 4 من تلك العناصر الارهابية، فيما قتل 8 اخرين بعد مبادرتهم بإطلاق النار على القوات.