الميت التركي يشعر بالقلق وأنقرة صامتة في ظل تلهف الكرد

يظهر من التصريح أن هذه المسألة لم تنته بعد. كذلك هناك مشاهد العملية التي نفذتها HPG ضد مسؤولي MIT. بالإضافة إلى أمور أخرى. ومن يعلم ماذا سيتكشف أيضاً.

حصلت رئاسة المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني KCK على نتائج عملية الانتقام للشهيدة ساكنة جانسز التي جرت بتاريخ آب من عام 2017 والتي ألقي القبض فيها على مسؤولين رفيعي المستوى في الاستخبارات التركية MIT. وكان الخبر بمثابة "قنبلة شديدة الانفجار". الصحافة الكردية والبديلة تابعت الخبر من جميع جوانبه. الصحافة العالمية أيضاً على صلة مع الموضوع ولكنها تتجاهل الخبر. إذاً، لماذا يسير الوضع بهذا الاتجاه؟

المعلومات والوثائق التي نشرتها منظومة المجتمع الكردستاني KCK واضحة للعيان. حيث حصلت KCK على معلومات هامة للغاية حول الاستخبارات التركية MIT والتي تصنف "كأسرار للدولة والاستخبارات". ماذا يعني هذا الشيء؟ هذا يعني أن المئات بل الآلاف من عناصر الMIT التركي دخلوا في حالة "رعب وقلق وذعر". بكلمة أخرى فإن عناصر الMIT لا يشعرون بالارتياح في مواقعهم وفي مراكزهم. والأهم في الأمر هو هذا القسم من التصريح الذي يقول فيه KCK ما يلي:" في إطار العملية التي بدأت في آب من عام 2017 فإن هيكل مؤسسة MIT وتنظيمها وأعضاءها ومراكزها وعناوينها وشبكاتها في الداخل والخارج وعناصرها التي أدخلتها في مفاصل الدولة والمنظمات قد كشفت بنسبة كبيرة. فقد توضحت مجزرة باريس وعمليات الاغتيال في روجآفا والكثير من الفعاليات والتحقيقات غير القانونية. كذلك تم الكشف عن هويات عناصر الMIT والعملاء التابعين لها وأعضائها المحليين في شمال كردستان وتركيا بشكل رئيسي وكذلك في أوربا وروجآفا وجنوب كردستان. وقد ألقي القبض على قسم كبير من هؤلاء العملاء والعناصر عن طريق عمليات خاصة. فيما وجهت ضربات مميتة إلى الشبكة المنظمة للاستخبارات التركية MIT. وتوسعت العملية عن طريق المعلومات والوثائق التي ظهرت مع كل عملية اعتقال وقد شلت بشكل فعلي عمليات الميت التركي في الداخل التركي وفي الخارج أيضاً." وتشير هذه المعلومات إلى وجدود حالة ذعر بين صفوف الميت التركي. ومن المؤكد أن الكثير من أعضاء الميت سيطلبون الاستقالة فيما توجه البعض إلى مناطق أخرى و أقيل البعض الآخر من وظائفهم.

ما هو سبب خوف إعلام حزب العدالة والتنمية AKP من العملية الموجهة ضد الاستخبارات التركية MIT؟

الإعلام التركي يتجاهل العملية التي نفذت ضد الاستخبارات التركية MIT. وهذا يكشف "تغلغل" الMIT في مفاصل الإعلام التركي بشكل عام. في السنوات السابقة عندما كان الإعلام التركي مرتبطاً مع الاستخبارات فإنه ظهر إلى العلن أين يعمل أي مراسل وبأي رمز. كمثال على ذلك فإن "الأسود" كان فاتح ألتايلي. كذلك كانت هناك وحدات للحرب الخاصة التابعة للميت التركي في الإعلام المركزي. وقد كان هناك موظفون تابعون للميت التركي أو مقربون منها في مكاتب أنقرة وشؤون التحرير وخدمات الأخبار. وفيما يتعلق بهذا الخبر فإن الإعلام التركي وخاصة الذي يتبع حزب العدالة والتنمية AKP يشعر بقلق كبير. لكن لو رأوا أن هذا الخبر يستحق النشر وطرحوه أمام الرأي العام للنقاش وأظهروا للجميع مدى غباء AKP ورجب طيب أردوغان فإن الوضع كان سيكون مختلفاً بكل تأكيد.

في أنقرة يسود صمت في AKP وكأنه ينتظر الموت

أنقرة أيضاً صامتة حيث تستمر حكومة AKP "بصمتها الظاهر" منذ بداية العملية. لكن الوضع مختلف تماماً وأقوال مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني خير دليل على ذلك. فلا أحد يعلم كم من الوسطاء أرسلتهم أنقرة من أجل مسؤولي الميت هؤلاء. الإعلام العالمي على علم بعملية PKK الاستخبارية المضادة. حيث هناك أهمية للموضوع من حيث "أن هذا الوضع قد يطيح بالكثير من الرؤوس" بالإضافة إلى أنها قد تتسبب بإقالة الحكومة أيضاً. لكن حزب العدالة والتنمية لا يشعر بالحياء. ألم يقل طيب أردوغان بنفسه "أن مستشار الميت هاكان فيدان يعلم بجميع أسراري". ألم يقم بعملية ضد الميت التركي وملاْ مواقع جميع رؤساء الدوائر والمسؤولين رفيعي المستوى بأشخاص تابعين له؟ أكثر من ذلك ألم يسلم الدور الأكبر في المسرحية التراجيدية والتي تسمى "محاولة الانقلاب في 15 تموز" إلى الميت؟ على AKP وطيب أردوغان الاعتراف بالحقيقة الناصعة وهي حقيقة حزب العمال الكردستاني PKK. في حال لم يتم القبض على مسؤولي الاستخبارات التركية من قبل قوات الدفاع الشعبي HPG ونفذوا مجزرة كتلك التي حصلت في باريس فإن أردوغان كان سيكافئهم في قصره. لكنه الآن يصمت.

الشعب الكردي متلهف إزاء عملية PKK ضد الميت التركي

الكرد متلهفون ويعلم مناصرو PKK جيداً أن "حزب العمال الكردستاني حركة ثورية منتقمة." الكرد يعرفون أن PKK "منظمة تفي بوعودها" ويعبرون عن احترامهم لمبادئهم هذه. كريلا قوات الدفاع الشعبي HPGكان باستطاعتها تصفية عنصري الميت التركي والآخرين عن طريق عملية انتقام اعتيادية. لكنهم لم يفعلوا هذا الشيء. أطلقوا اسم عملية الشهيدة ساكنة جانسز الثورية الانتقامية على عمليتهم وأظهروا موقفاً تاريخياً بهذا الشكل. فلم يكتفوا بموت القاتل المأجور عمر كوني وبالمعلومات والوثائق السابقة التي حصلوا عليها بخصوص الميت التركي بل نظر PKK إلى عملية الانتقام من مجزرة باريس بمسؤولية تاريخية واجتماعية وسياسية ووجه ضربة قاصمة إلى الميت التركي الذي يمارس سياسات الإبادة ضد الكرد والشعوب الأخرى. أي أن عملية الشهيدة ساكنة جانسز الانتقامية الثورية ليست عملية عادية ولا يمكن لحزب العدالة والتنمية AKPالصمت حيالها.

 

العملية لها بقية

يظهر من التصريح أن العملية لها بقية. كذلك هناك مشاهد عملية كريلا قوات الدفاع الشعبي HPG ضد مسؤولي الميت التركي. بالإضافة إلى وجود أشياء أخرى مختلفة. فلا أحد يعلم ماذا سيظهر إلى العلن بعد الآن. وقد نفذت هذه العملية من أجل الانتقام لإحدى مؤسسات PKK ساكنة جانسز والدبلوماسية في المؤتمر الوطني الكردستاني KNK فيدان دوغان والثائرة الشابة ليلى شايلمز واللواتي قتلن في باريس. ومن الواضح أن هذه العملية سببت الذعر والقلق للدولة التركية وطيب أردوغان وفريقه المخطط لعمليات الإبادة. وتشكل مصدر إحراج للإعلام التركي. لذلك من الواضح أن هذه القضية سوف تستمر لمدة أخرى.