أجرى عبدالله كريم محمود في الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين، لقاءً مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، وتطرق بالحديث في هذا اللقاء حول استمرار الإبادة الجماعية على الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان، موضحاً أن هذه الإبادة الجماعية تتم إدارتها من قبل المحتلين وفق خطة طويلة المدى، ونوّه محمود إلى أن الشعب الإيزيدي يجري إبادته أيضاً في إطار هذه الخطة، وأن حكومة جنوب كردستان لا تكترث للإبادة الجماعية ضد الشعب، كما تطرق بالحديث عن أهمية الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية في غرب كردستان بالنسبة للشعوب في العراق.
"انسحاب البيشمركة أفسح الطريق أمام ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين"
وقال عبدالله كريم بشأن لامبالاة حكومة جنوب كردستان تجاه حماية شعبها من الإبادة الجماعية وتهديدات المحتلين:" بدأت حملات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي بعد إبرام معاهدة لوزان، حيث يتعرض الشعل الكردي لإبادة وفق خطة طويلة الأمد، والجدير بالتفكير به، هو أننا نرى الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين أنها مأساة كبيرة للغاية، وللأسف، لا تعتبر حكومة جنوب كردستان نفسها حامية للأمة، ولا تقدر على حماية حدود كردستان، وبمجرد انسحاب قوات جنوب كردستان، أفسحوا المجال أمام مرتزقة داعش لارتكاب إبادة جماعية في شنكال".
يحاولون إبادة الشعب الكردي وفق خطة طويلة الأمد"
وعلى الرغم من ذلك، قال عبد الله كريم محمود بشأن الجهود المستمرة للذهنية الفاشية القائمة على سحق الشعب الكردي:" لم يتعرض النساء والأطفال الإيزيديين للقتل بهذه الطريقة الوحشية حتى في عصر ما قبل الإسلام، وهذه الإبادة الجماعية هي خطة لذهنية أتاتورك وأردوغان هذه الحقبة، ومثلما تجاهلت الدولة التركية الشعب الكردي كأمة في معاهدتي سيفر ولوزان، تحاول الآن في الوقت الراهن إبادة الشعب الكردي في جميع الأجزاء الأربعة من كردستان بطريقة ممنهجة والقضاء على المجتمع الكردي من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ومن المؤسف أن الحكومة الكردية، بما في ذلك جميع وسائل الإعلام التابعة لها، لم تكن على مستوى تلك الأحداث".
"لا يجوز نسيان لامبالاة السلطة الحاكمة لجنوب كردستان تجاه الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين"
كما تطرق عبد الله كريم إلى خطر الإبادة الجماعية للإيزيديين، وقال بشأن الأنفال والإبادة الجماعية بحق الإيزيديين:" إن إبادة الجماعية بحق الإيزيديين تختلف عن مجاز الأنفال السيئة السمعة، لأنه في عهد الأنفال، كانت قوات البيشمركة في خنادق الحرب ضد كل من العراق وإيران، ولكن، خلال فترة الإبادة الجماعية للإيزيديين، كان للشعب الكردي برلمان وقوات من البيشمركة لحماية الحدود، وعلى الرغم من ذلك، تم إبادة بلدة كبيرة مثل شنكال بكل قراها، ولا يجوز نسيان هذه الإبادة هكذا بهذه السهولة".
"تعرض الإيزيديون للإبادة الجماعية مع خطة أردوغان والقوى العظمى"
وكشف الكاتب عبد الله كريم أن البرنامج المشترك لأردوغان وداعش والذي كان خطة دولية إلى جانب القوى العظمى لإبادة الإيزيديين، وواصل حديثه بالقول:" كان لدى أردوغان والقوى العظمى خطة كبيرة، بحيث يقومون بارتكاب مجزرة إبادة جماعية في هذه المنطقة الجغرافية، وبدورنا، ما هي خطتنا نحن الكرد بعد إبادة الإيزيديين، وهل يجوز أن يكون الإيزيديون في المخيمات وسط مأساة الإبادة الجماعية؟ أو أن نواجه الإبادة الجماعية بخطة، حيث لا تزال الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين مستمرة حتى الآن، ويجب أن يكون لدى كل من حكومة جنوب كردستان وكذلك الحكومة العراقية برنامج تجاه مأساة الإيزيديين".
"من المهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية"
وذكر عبد الله كريم في ختام حديثه بشأن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية وأهمية الاستفادة من تلك التجربة بالنسبة لجميع أبناء شعوب العراق:" إن تجربة غرب كردستان هي تجربة ناجحة للغالية، ونرى أن غرب كردستان بقيادة مظلوم عبدي، والذي هو أحد تلامذة السيد عبد الله أوجلان، تمكنت من هزيمة مرتزقة داعش وجيش الدولة التركية سياسياً وعسكرياً، والآن هناك تجربة ناجحة للغاية، وهناك تربية أخلاقية جميلة للغاية، بعيدة كل البعد عن المصالح وبعيد عن التربية السيئة الموجودة في جنوب كردستان، ومن المهم إيلاء الأهمية لتجربة غرب كردستان والاستفادة منها".