أصدر المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب بياناً أعلن فيه عن استشهاد 4 مقاتلين في صفوفها جراء هجوم مسيرة تابعة للاحتلال التركي، وجاء في نصه:
إلى الإعلام والرأي العام
تستمر هجمات دولة الاحتلال التركية والفاشية يوماً بعد يوم على شمال وشرق سوريا. حيث تتعمد استهداف قرانا ومدننا بشكل عشوائي في محاولة منها لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وبالتزامن مع الصمت الدولي حيال هذه الهجمات، فإن دولة الاحتلال التركي تستغل هذا الصمت وتزيد من وتيرة هجماتها. ففي اليوم الثالث من آب المصادف للذكرى التاسعة لمجزرة شنكال على يد داعش، تم استهداف سيارة في قرية هرم شيخو التابعة لمقاطعة قامشلو. حيث تعرض 4 من قادتنا و2 من مقاتلينا لهذا الهجوم الغاشم، وعلى أثر ذلك ارتقى رفاقنا وقادتنا ديار، كرزان، هيوا وأورهان إلى مرتبة الشهادة. وكأن دولة الاحتلال التركي تحاول من خلال هجومها الانتقام لهزيمة داعش في شنكال وروج آفا. قاتل جميع رفاقنا الشهداء الأربعة بشجاعة كبيرة لسنوات عدة ضد هجمات الاحتلال وخاصة هجمات مرتزقة الجيش الحر والنصرة وداعش. حيث مشاركة هؤلاء الرفاق كانت فريدة من نوعها، لا سيما في معارك التي خاضوها بروح فدائية بين أعوام 2014-2019 ضد داعش. لن ننسى تضحيات وكفاح رفاقنا الشهداء أبداً وسوف نستذكرها دائماً في نضالنا. وعلى هذا الأساس نتقدم بأحر التعازي لعائلات رفاقنا الشهداء الأربعة ولشعبنا الوطني والصامد في شمال شرق سوريا، ونكرر وعدنا مرة أخرى بأننا سنكون على خطى رفاقنا الشهداء حتى تحقيق آمالهم والانتقام لهم.
يواصل شعبنا في قامشلو تقاليد المقاومة المستمرة منذ ما يقارب من 50 عاماً، ليس فقط منذ بداية ثورة روج آفا، بل خلال الفترة التي توجه فيها القائد آبو إلى الشرق الأوسط. حيث هذا النضال مستمرٌ لبناء حياة بديلة ضد النظام القائم على أساس فكر وفلسفة القائد أوجلان. ففي أحداث سنة 2004، وقف شعبنا في قامشلو بقوة ضد كل الجهود لخلق الفتنة والعداء بين الشعوب وقدموا خلالها تضحيات ثمينة، بل ومهدوا الأرضية لثورة روج آفا. وبهذه الطريقة، استمروا في تقاليد الانتفاضة وانضم على أثرها الآلاف من أبنائهم وبناتهم إلى صفوف حركة حرية كردستان. في السنوات الأولى من ثورة روج آفا، كان شعبنا من أعمار السبع سنوات وحتى السبعين عاماً في حالة من النفير العام لحماية وبناء ثورة روج آفا ولم يتوانوا عن تقديم تضحيات عظيمة في سبيل ذلك.
أبدى شبان وشابات قامشلو في حربنا ضد داعش روحاً قتالية عظيمة وكانوا دائماً من السباقين لخوض الحرب في الخطوط الأمامية للجبهة. بقدر ما كانوا ماهرين في الحرب، فقد تمخضت عنها شخصيات قيادية تستطيع التحكم بزمام الحرب. رفاقنا ديار، كرزان، هيوا وأورهان، كل واحد منهم كانوا من خيرة شبان قامشلو، حيث أظهروا في كل لحظة من حياتهم، الوطنية والروح القتالية وكذلك شجاعة ومقاومة أهل قامشلو، ليبلغ مناضلينا مرتبة القداسة في نضالنا من أجل الحرية.
بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، بدأ الشعب الكردي خلالها ببناء نظام للدفاع الذاتي في روج آفا. حيث شارك رفيقنا ديار، الذي ولد وترعرع في قامشلو في صفوف النضال من أجل حرية شعبه وذلك على خطى أخ وأخت له انضما سابقاً إلى صفوف النضال. حيث كان من رفاقنا الأوائل الذين شاركوا بشتى الطرق سواءً السريةً منها أم العلنية في الأعمال التنظيمية لانطلاقة ثورة 19 تموز. في عام 2013، وخلال حربنا لصد هجمات مرتزقة جبهة النصرة، أتخذ رفيقنا ديار مكانه في جبهات تل علو وسريه كانيه. كما شارك في حملات تحرير بلدات تل حميس وتل براك. وفي أثناء هجمات داعش على شنكال، توجه في البداية إلى جزعة، ومن ثم إلى شنكال ولعب خلالها دوره التاريخي في تحرير شعبنا الإيزيدي. في الحملات العسكرية التي أطلقناها ضد داعش، لعب رفيقنا ديار دوره الطليعي بشكل ناجح سواءً كمقاتل أو كقائد في حملات تحرير الشدادي، سلوك، تل تمر، الحسكة، منبج وأخيراً في دير الزور.
ولد رفيقنا أورهان المعروف بين رفاقه باسم آرام من عائلة وطنية في قامشلو. ومع انطلاقة ثورة 19 تموز، اتخذ قفزته الأولى نحو حياة جديدة. ثورة روج آفا التي أثرت على المنطقة أولاً ثم على العالم أجمع، أصبحت هدفاً للمرتزقة المدعومين بشكل مباشر من دولة الاحتلال التركي. رفيقنا أورهان أخذ مكانه دائماً في الصفوف الأمامية مع رفاقه لدحر القوى التي تريد تصفية مكتسبات ثورة روج آفا واحتلال المنطقة، وذلك في أصعب الأوقات التي قاومنا فيها هجمات المرتزقة انطلاقاً من سريه كانيه ومروراً بهزيمة داعش في دير الزور. أثناء انضمام رفيقنا أورهان إلى الحملات لتحرير العديد من مدننا و بلداتنا من يد داعش، حيث أصيب خلالها في مدينة تل تمر عام 2015، رغم إصابته الخطيرة، إلا أنه لم يتوانى في نضاله ضد قوى الاحتلال وكان دائماً جنباً إلى جنب مع رفاقه في الحرب. بفضل شغفه الكبير بالحرية وولائه لرفاقه، شارك مرة أخرى وبنشاط أكبر في الثورة، حيث واصل تدريبه وتعمق أكثر من الناحية الفكرية والعسكرية في خضم الحرب. وبهذه الطريقة شارك بفعالية أكبر في حملات تحرير المنطقة من مرتزقة داعش. مرة أخرى في عام 2017، فقد ذراعيه وساقه أثناء حملة تحرير الرقة، لكنه وبروح إبداعية كطائر العنقاء لم يبتعد عن النضال والكفاح قيد أنملة. فبعد انتهاء فترة علاجه، أدرك رفيقنا أورهان ورغم كونه بات من جرحى الحرب، المسؤوليات الملقاة على عاتقه لبذل المزيد من التضحية والنضال أكثر من السابق.
رفيقنا كرزان، الذي ترعرع وكبر ضمن عائلة وطنية في قامشلو، انضم إلى صفوفنا عام 2013 وبعد أن أنهى تدريبه الأيديولوجي والعسكري، انخرط في المعارك الشرسة التي كنا نخوضها ضد المرتزقة. في بداية عام 2014 تمكن من الحصول على أولى تجاربه في الحرب من خلال مشاركته في حملة تحرير تل براك. فيما بعد، طور خبراته القتالية خلال صد هجمات المرتزقة على تل معروف والشدادي وحتى بلوغه الاحترافية ضمن حملة تحرير مدينة منبج من تنظيم داعش. حيث ناضل في مجالات مختلفة منذ عام 2016 واستطاع خلالها من الانضمام لدورات الاختصاص. فبقدر ما كان ذكياً وماهراً في الحرب، بدا ذلك واضحاً خلال انضمامه لتلقي التدريبات واستطاع أن يجتازها بكل جدارة.
وأما رفيقنا هيوا فقد ولد في مدينة الرقة وترعرع ضمن عائلة كردية وطنية. في عام 2013، أجبر رفقة عائلته للانتقال إلى مدينة قامشلو، كونهم لم يرغبوا بالعيش في مدينة الرقة القابعة تحت سيطرة مرتزقة جبهة النصرة وداعش آنذاك. انخرط رفيقنا هيوا ضمن صفوف قواتنا في عام 2014 بهدف محاربة وحشية تنظيم داعش، حيث شارك خلال 6 سنوات في العديد من الحملات لدحر هذا التنظيم الإرهابي، وذلك كحملات تحرير تل حميس، الحسكة، سريه كانيه، تل أبيض، سد تشرين، منبج، الرقة، الطبقة ووصولاً لحملة تحرير دير الزور. ففي كل خطوة من نضاله أتخذ من الروح الرفاقية لديه وجسارته كمقاتل عصري أسلوباً لتكوين شخصيته.
على هذا الأساس، مرةً أخرى نعاهد رفاقنا وقادتنا الأربعة الأبطال بالانتقام لهم والسير على خطاهم لبناء مستقبل حرٍ لشعوب المنطقة.
سجلات رفاقنا الشهداء كالتالي:
الاسم الحركي: ديار شورش
الاسم والنسبة: ديار خليل
اسم الأم: ناريمان
اسم الأب: جمعة
مكان وتاريخ الاستشهاد: قامشلو 3 آب 2023
**
الاسم الحركي: كرزان قامشلو
الاسم والنسبة: برزان شيخموس
اسم الأم: ليلى
اسم الأب: مصطفى
مكان وتاريخ الاستشهاد: قامشلو 3 آب 2023
**
الاسم الحركي: هيوا قامشلو
الاسم والنسبة: أحمد سمو
اسم الأم: كولي
اسم الأب: فاضل
مكان وتاريخ الاستشهاد: قامشلو 3 آب 2023
**
الاسم الحركي: أورهان قامشلو
الاسم والنسبة: آرام إبراهيم
اسم الأم: شيخا
اسم الأب: محمد
مكان وتاريخ الاستشهاد: قامشلو 3 آب 2023.