خط نفط البصرة العقبة.. هل يصبح بوابة للتطبيع مع إسرائيل

أثار مشروع خط نفط البصرة العقبة في العراق الكثير من الجدل بسبب ما أثير حوله من الارتباط بالتطبيع مع إسرائيل.

انتشرت أخبار خط نفط البصرة العقبة في العراق بين مدح وذم، وتحدث الكثيرين حول أن المشروع هو بوابة بغداد للتطبيع مع إسرائيل، مما يثير التساؤلات حول المشروع وحقيقة ارتباطه بإسرائيل، ولماذا تلصق به تلك الاتهامات.

لا يتوفر وصف.

وبدوره أوضح علي مهدي القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة ليس وليد اليوم، ولكنه مشروع يعود إلى زمن صدام حسين، وذلك لأن أغلب النفط العراقي يصدر من الخليج العربي أو البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا، ومن هنا جاء تفكير العراق بتعدد أماكن البيع وعدم قصرها على مكان واحد.

وأكد مهدي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن العراق يصدر الآن ٤ ملايين برميل من خلال الخليج العربي، وهذا الخليج العربي يمكن في أي لحظة أن تتوقف الملاحة فيه بإغلاق مضيق هرمز، لأن الوضع متوتر دائماً بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن خط البترول الواصل إلى تركيا يوجد به الكثير من المشكلات، سواء المشكلات بين البلدين مثل ملف المياه، والمشكلات السياسية وضغوطات السياح، مبيناً أن الأنبوب توقف منذ أن ربح العراق قضية في مركز التجارة الدولية وطلب من تركيا أن تعفي العراق ما يقارب من مليار و٧٠٠ ألف مليون دولار، ولا يزال لا يعمل منذ ٦ أشهر، مما يضغط على العراق أن ينوع مصادر التصدير.

وبيّن مهدي، أنه بين كل فترة وأخرى يتجدد الحديث عن أنبوب النفط إلى الأردن، من أجل عدم الاعتماد على منفذ واحد، وتسهيل عملية التصدير على مشتري النفط، لأنه عبر الخليج يذهب النفط إلى الصين والهند، ولكن أيضا الولايات المتحدة وأوروبا تشتري النفط، وهو سيصدر أكثر لهم عبر ميناء العقبة.

وأوضح القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن التفكير الأولى في المشروع كان أن يبني العراق مصانع بترو كيماويات، ومصافي في مصر، والتصدير يذهب إلى مصر والأردن، وفي عهد نور المالكي عاد هذا الموضوع، ولكنه توقف بسبب الأوضاع السياسية وداعش.

وأردف مهدي أنه تم إعادة العمل بالمشروع في زمن عبد المهدي وفي زمن الكاظمي، وكل الحكومات التي مرت على العراق اعتمدت المشروع.

وأشار القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن القوة السياسية المرتبطة بإيران لا تقبل أن تنوع العراق مصادرها، ولا تريد أن يكون لدى العراق علاقة مع المحيط العربي، ولذلك إذا تم تنفيذ الأنبوب ومر على العقبة، واحتمال أن يذهب إلى مصر ويبني معامل بتروكيماويات، وهم يتضررون من ذلك.

وذكر مهدي، سبب آخر وهو أن قسم من المحسوبين على إيران لديهم موقف من حكومة السوداني، ويعتقدون أن حكومة السوداني تكتسب أرضية وشعبية كبيرة في أوساط كثيرة على حسابهم، وحتى يحرجونه أمام الرأي العام صار الحديث بأن هذا الخط سيكون عربون للتطبيع مع إسرائيل.

وفند القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، هذا الزعم بأن قسم كبير من الواردات العراقية تأتي من ميناء العقبة، وذلك منذ الحرب العراقية إلى اليوم، بل وأصبح ميناء العقبة مصدر أساسي لتمويل الواردات العراقية، وكذلك الصادرات، مبيناً أن العراقيين معروفين أن لديهم موقف واضح وهو عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وتابع مهدي، أن إسرائيل لا تحتاج لخط العقبة من أجل تهديد أمن العراق لأنها تستطيع أن تهاجم ميناء البصرة، أو أنبوب النفط المار من تركيا، فهذه كلمة حق يراد بها باطل.

وأشار القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، إلى أن النقطة الخلافية الثانية هي الحديث عن مصدر التمويل، لأن قسم يعتقدون أنه يتكلف ١٧ مليار، والأردنيين يعتقدون أنه يتكلف من ٤ إلى ٥ مليار، وضعف الشفافية يزيد من اللغط والجدل الغير طبيعي حول المشروع.

لا يتوفر وصف.

بينما كشف علي البيدر، المحلل السياسي العراقي، أنه من الأهمية الكبرى أن ينوع العراق مصادر ومراكز تصديره للنفط أو الطاقة، كونها المصدر الوحيد لميزانية الدولة، ومعظم واردات البلاد تعتمد على النفط حتى في تشغيل الأيدي العاملة وفرص العمل تعتمد على النفط، ولذلك إذا حدثت اي أزمة أو خلل فني أو توترات في أي منطقة معينة سيصعب على البلاد أن يكون في حالة من الاستقرار المالي مما سيؤدي إلى خلافات داخلية، خاصة وأن الوضع في العراق يشهد بعض التعقيدات بسبب التنافس السياسي والرغبة في الحصول على مواقع في السلطة.

وأكد البيدر في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هذه النقطة قد تقوي مركز العراق اقتصادياً، وتؤشر أن هناك فلسفة جديدة في القطاع الاقتصادي واستراتيجية جديدة قائمة على تنويع مصادر الدخل وتنويع مراكز الحصول على تلك المدخلات.

وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن هذه النقطة قد تجعل العراق أحد العوامل المؤثرة في اقتصاد المنطقة، وتدفع باتجاه استقراره كون استقرار العراق سينتج عنه استقرار المنطقة والعكس صحيح، وسوف تعمل الدول التي تشارك العراق في واقعه الاقتصادي، وهي فرصة جديدة لتجاوز الأزمات والحصول على شراكة والحصول على حضور إقليمي ودولي.

وبيّن البيدر، أن كل من يقف في وجه هذا الخط يحاول عزل العراق عن محيطه الإقليمي والدولي.

وأوضح المحلل السياسي العراقي، أن العراق لا يفكر في التطبيع مع إسرائيل ولا يمكن أن يستدرج لهذا المستنقع، والموضوع يتعلق بالجانب الاقتصادي والعالم اليوم أصبح بورصة واحدة، لا يمكن أن نجعل طرف يخرج منها منفرداً، مبيناً أن مفهوم التطبيع مرفوض شعبياً وسياسياً وحكومياً وحتى جوانب دينية.