أصدرت القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة - ستار (YJA-Star) بياناً استذكرت فيه الشهيدتين بيريتان نورحق جيا وآخين كابار، جاء في نصه:
"بعطش حب الحرية في قلب زيلان، وعظمة عملياتهما الهادفة، إننا، رفاقهنّ الحقيقيات السائرات على خطاهما، نستذكر بخالص الامتنان القيادية بيريتان نورحق جيا والرفيقة آخين كابار، لقد عاشتا بموقف وفكر زيلان، قاتلتا بروحها وإرادتها، وفي ذكرى استشهادها، كشفتا من جديد عن موقفها الفدائي، وأحيتا روحها، لتصبح لنا الأساس لتقديم الوعود والعهود العظيمة، وذلك من أجل أن نجعل نور نضالها أبدياً، وننشر بريقه في جميع أنحاء العالم، ونغطي به قلوب كافة نساء العالم، ونحررهن من العقلية المهيمنة.
القيادية بيريتان كانت مثل سيفٍ بتار في الدفاع عن قيّم حركتنا
كانت القيادية بيريتان نورحق جيا، تُزهر مثل زنبقة ملونة في عائلة وطنية وأصيلة على أرض ميردين المباركة القديمة، وتنمو في وطننا كردستان كوردة بفلسفة الجمال والدفاع الذاتي الطبيعي، ولهذا السبب لم تقبل أبداً بالخضوع أمام ضغوط وقمع نظام الهيمنة، ولذلك، رأت أن الأمل في الحياة الحرة موجود في صفوف حزب العمال الكردستاني والكريلا، وأن الطريق نحو وضوح الردود الأكثر صحة موجود في فكر مهندس هذه المقدسات؛ في فكر القائد آبو، ولذلك انضمت إلى صفوف الحرية عام 2002.
وذهبت رفيقتنا بيريتان بعد التحاقها بصفوف الكريلا إلى منطقة قنديل، وأصبحت ذات موقف قتالي منذ اليوم الأول ضد محاولات التصفية التي كانت تهدف للقضاء على حزبنا من الداخل، وذهبت فيما بعد إلى تدريب المقاتلين المنضمين حديثاً، وأصبحت بمشاركتها الحماسية قدوة لجميع رفاقها، وكان هدفها الأكبر هو أن تفي بواجباتها للعصر كمقاتلة كريلا ضمن وحدات المرأة الحرة وأدركت خلال مدة قصيرة إنه لا يمكن تحقيق هذا فقط بالتطور من الناحية العسكرية فقط، وعلى هذا الأساس أولت رفيقتنا أهمية أكثر للتدريب الفكري وأصبحت بالدروس الخاصة بالمرأة، كردستان وتاريخ حزبنا التي اكتسبتها ذات وعي إيديولوجي مهم، واتخذت رفيقتنا في هذه المرحلة بالوقوف على قدميها بالكفاح وإرادتها أسساً لها وعززت إخلاصها للقائد آبو يوماً بعد يوم، وصفت رفيقتنا حياة الكريلا كالحياة التي كانت ترغب بها، ولم تتوقف ولو للحظة وشاركت في كافة العمليات، كما تلقت رفيقتنا بيريتان التدريب التقني في منطقة قنديل ولعبت دور القيادة بمشاركتها مع جميع رفاقها، وقدمت حينها رفيقتنا تقييمها بأنها لن تنسى جهد رفاقها هؤلاء الذين بذلولها لتطويرها وستكون جديرة بهم، وحددت رفيقتنا مرة أخرى تعمقها في هذه المرحلة على خط حرية المرأة كهدف رئيسي لها، واتبعت رفيقتنا بيريتان النضال لمدة أربعة أعوام في منطقة قنديل، واكتسبت في هذه المرحلة تجاربها الأولى بخصوص ممارسة الكريلا، طورت رفيقتنا نفسها في مستوى النضال الإيديولوجي، العسكري والتنظيمي وعززت إخلاصها ووفائها مع قائدنا ورفاقنا الشهداء".
كانت تؤمن أن ثورة كردستان ستتحقق من خلال هزيمة الاحتلال في شمال كردستان
وأضاف البيان: "بالنسبة للشهيدة بيريتان، كان الذهاب إلى شمال كردستان يعني الاقتراب من القائد، إن الرفيقة بيريتان التي كانت تؤمن أن ثورة كردستان الكبرى ستتحقق بتحرير أراضي شمال كردستان من الاحتلال، توجهت إلى كابار التي كانت تحلم بها، وناضلت القيادية بيريتان بلا كلل في العديد من جبال كردستان لمدة 22 عاماً، في سبيل بناء حياة كريمة وحرة، وبكدحها وشغفها، عززت ودافعت عن قيّم الحياة الحرة، وتبنت أحلام الشهداء ونقشت أسمائهم داخل قلبها، وبذلك زادت من قيمة وعظمة حزيران مرة أخرى".
سعت الرفيقة آخين من خلال انضمامها للوصول إلى الجوهر الحقيقي لهوية المرأة
وتابع البيان: "ولدت رفيقتنا آخين كابار في بوطان لعائلة وطنية مرتبطة بجذورها، ولهذا السبب، رأت القمع والاضطهاد الذي تعرض له شعب كردستان في طفولتها، كانت تُدرك أنهم يواجهون عدواً ظالماً، وأدركت سياسات الحرب الخاصة والاستيعاب في سن مبكرة، لقد حددت الرفيقة آخين بوضوح نهج النضال ضد هذه القوة المهيمنة، وقررت الذهاب إلى الجبال التي كانت تحلم بها في عام 2014 وانضمت إلى صفوف الكريلا في بوطان.
ومن خلال انضمامها إلى الكريلا، هدفت الرفيقة آخين إلى رفض الهوية الزائفة التي قدمها لها النظام والوصول إلى هوية المرأة الحقيقية، ولهذا السبب ناضلت لسنوات عديدة لتحقيق هذا الهدف، إن الرفيقة آخين، التي كانت تدرك أنه لن يكون من السهل تحقيق حياة حرة حتى في الجبال، طورت وعززت نفسها من خلال بذل جهود عظيمة، وقضت سنوات مليئة بالنضال من جبل قنديل إلى حفتانين، وأوضحت للعدو ما تعنيه مقولة رفاقها الذين استشهدوا في معركة حفتانين: "هنا حفتانين".
كان الإصرار على تحقيق هوية المرأة الحرة أحد الأهداف الرئيسية للرفيقة آخين، وأعربت عن إيمانها بأن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حقيقة التدريب ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني، وعلى هذا الأساس انضمت إلى التدريب في مدرسة الشهيدة بيريتان".
مناضلة المعارك الكبيرة ورفيقة الأيام الصعبة
وجاء في البيان: "أينما تواجدت الرفيقة آخين، كانت تصبح قائدة الحياة هناك، وكانت تصبح مركز المعنويات والقوة والشجاعة لرفاقها، كانت آخين مناضلة المعارك الكبيرة، رفيقة الأيام الصعبة، وثورية من أجل قضية كردستان، لقد استمدت قوة نضالها ومعنوياتها من الارتباط برفاقها الشهداء، لذا قاتلت وعاشت حياة عظيمة للانتقام من أجلهم، ومن أجل تعزيز نضال الشهداء وتحقيق أحلامهم، ذهبت إلى بوطان بكل حزم وإصرار.
وفي 19 حزيران 2024، في أيام الذكرى السنوية للقيادية الفدائية زيلان، استقبلت آخين، مثل بيريتان جيا، الذكرى السنوية للقيادية الفدائية بقتالها وروحها الفدائية، وقاتلت حتى آخر قطرة من دمها بشجاعة وبالروح الآبوجية وارتقت إلى مرتبة الشهادة المقدسة.
لقد أظهرتا بوضوح إخلاصهما للشهداء من خلال عملياتهما
إن بيريتان وآخين أظهرتا بوضوح إخلاصهما للشهداء من خلال عملياتهما، لقد أحبتا القائد آبو بالمعرفة في حياتهما، وباستشهادهما جعلتا من حبهما أبدياً وحقيقياً، لقد بحثتا دائماً عن الحقيقة، فكلما رأتا حقيقة الألم والمعاناة التي يعانيها المجتمع والنساء الكرديات، عززتا نفسيهما بتلك الآلام وقاتلتا بقوة أكبر.
لقد أدركتا جيداً أن ما يُفرض على المرأة هو خيانة للحياة، ولكي تتحرر الحياة من هذه الخيانة، لا بد من أن تقوم الحياة من جديد على يد المرأة، بعلمها ومشاعرها وجمالها، ومن أجل أن يتحقق هذا، فقد عملتا وناضلتا وقاتلتا دائماً، وفي النهاية استشهدتا من أجل ذلك.
ونحن أيضاً نقول: نحن رفيقات بيريتان وآخين، سنجعل النضال والحرب التي خاضوها، على نور روحهما المقدسة، أقوى وأعظم، وسنحقق الولاء لهاتين البطلتين وجميع أبطال كردستان من خلال تتويج قضية حرية كردستان بالنصر وتحقيق ثورة المرأة".