في سوريا، تحركت جميع القوى المعنية بشكل دقيق و إسرائيل تسير على الطريق الذي رسمتها لنفسها و من هي الدولة التي ستتجرأ على الاعتراض على ذلك وكيف سيتم تنظيم سوريا, أنَّ الطرق الدبلوماسية والمناقشات التي تتم على الطاولة لا تضيع وقتها وتتخذ خطوات أحادية فيما يتعلق بأمنها وهي حر التصرف في هذا الشأن و بالتأكيد كل التعديلات الإقليمية يتم إجراؤها من أجل أمن إسرائيل كما أن الولايات المتحدة وإنجلترا والقوى المؤثرة الأخرى توافق على تصرفات إسرائيل وبصرف النظر عن هذا، فقد وضعوا خططاً لبعضهم البعض حول المنطقة. 

لقد تم طرد إيران من سوريا وواجهت روسيا خسارة استراتيجية وكما قيل إن روسيا تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وتعزز علاقاتها مع الدول العربية، ولكن من الصحيح الآن أن نقول إن 'روسيا طُرِدت من البحر الأبيض المتوسط' انشغال روسيا مع أوكرانيا أدى إلى خسارت مكاسبها في الشرق الأوسط وستواجه إيران المزيد من المخاطر من الآن فصاعداً ، وسيؤدي تولي هذا الدور إلى زيادة الضغوط على ترامب وكما سيزداد تضييق مجال الحركة في الشرق الأوسط ولن تقتصر خسائر إيران على سوريا، كما تم بالفعل استهداف منظمات مثل حماس وحزب الله بتوجيه الضربات لهم  وسيتعين على إيران أن تنشغل بمشاكلها الداخلية للوصول  إلى مستوى لا يمكنها فيه إلحاق الضرر بإسرائيل  وقامت دول عربية أخرى بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل من خلال المعاهدة الإبراهيمية وستستمر مسيرتهم في هذا الاتجاه. 

وكما هو متوقع من دولة الاحتلال التركي الفاشي أنها قامت بحماية وتحضير هيئة تحرير الشام، وتحاول أن يكون للجميع كلمتها في سوريا وتشير الظرف الحالي إلى أن دولة الاحتلال التركي الفاشي قد اكتسبت فائدة والمهم هو كيفية الاستفادة من هذه التجربة؟ إلى أي مدى ستفتح الولايات المتحدة وإسرائيل الطريق أمام تركيا؟ يريد أردوغان أن يكون في حالة توازن مع الولايات المتحدة وإسرائيل لأطول فترة ممكنة. إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فإن أردوغان هو من قام بإبعاد روسيا و أذاق نظيره بوتين فشلاً ذريعاً! وفي مرحلة ما، حصلوا أيضاً على هذا الحق والآن ليفكروا في أفعالهم. 

وكما هو متوقع في هذا الشأن، أظهرت دولة الاحتلال التركي أنها تشكل عقبة أمام سوريا الديمقراطية ويستخدم كل نفوذه وحساباته لاستبعاد الكرد من المشاركة في هذه المرحلة، وإن لم يستطع ابعاد الكرد في هذه المرحلة فإنها تبذل كل ما في وسعها لتخرج الكرد بأقل المكاسب في هذه المرحلة. 

شئوجهت دولة الاحتلال التركي كلاً من قوات هيئة تحرير الشام إلى دمشق و مرتزقة جيش الوطني السوري إلى تل رفعت والشهباء وكان هدف دولة الاحتلال التركي الفاشي الرئيسي هو تخليص هذه المناطق من الكرد. ولم يكن هذا كافياً فأرسل مرتزقتها إلى منبج و لم يكتفي إلى هذا الحد فهاجمت سد تشرين وقرهَ قوزاق  فإسودت عيون أردوغان من أجل قمع الكرد وإنهاء مناطق الإدارة الذاتية و أراد أن يستفز العرب في الرقة وغيرها من المناطق وحاول إثارة الفتن و أن يخلق الفوضى في كل مكان وأن يكون كل مكان جبهة ضد الكرد، وبهذه الطريقة يُهزم الكرد والإدارة الذاتية. 

وهو الآن يجمع قواته حول كوباني ويريد محاصرة هذه المدينة وتدميرها، كوباني التي زادت قيمتها المعنوية لدى الكرد وأصبحت رمزاً للمقاومة ضد داعش، تريد مهاجمة هذه المدينة وكسر إرادة الكرد بهذه الطريقة و لكن الهدف ليس كوباني فقط، بل يريد تشتيت  الكرد بأكملهم والقضاء على إرادتهم. 

ومع اجتماع الأردن، دعت الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية إلى إنهاء الصراع في سوريا، على الأقل تبين بأنَّهم يريدون وقف الصراع في سوريا وفتح باب المجال أمام الحوار والحل وفي الظرف الحالي، لا توجد قوات مقاتلة ماعدا دولة الاحتلال التركي الفاشي ومرتزقتها والآن يريدون بدء حرب من أجل ضريح سليمان شاه وكان هذا الضريح في مكان صغير بطريقة رمزية وبسبب تهديدات داعش في ذلك الوقت، قام أردوغان بمساعدة وحدات حماية الشعب بنقل هذا الضريح إلى قرية كردية تسمى أشمة والآن يريدون إعادتها إلى هنالك وكما ذكرت الإدارة الذاتية أنهم ملتزمون بمعاهدات لذلك فهم يستطيعون إعادة الضريح إلى مكانه السابق،تحاول دولة الاحتلال التركي الفاشي احتلال المزيد من الأراضي وتريد بناء قاعدة عسكرية هناك ووضع أسلحة ثقيلة لكن تدخلت الولايات المتحدة ومن أجل رغبتهم لم تنجح المعاهدة. 

ومن الواضح مدى سوء نوايا دولة الاحتلال التركي الفاشي و لا يوجد مثل هذا الظرف الطارئ لإحضار الضريح و لقد كان الضريح في أشمة لسنوات و ماذا سيحدث إذا بقيت لفترة من الوقت؟ وحتى لو أتيتم به يجب أن تلتزموا بالقوانين السابقة! لكن هدفهم السائد هو جسر قره قوزاق ومحاصرة كوباني وقد تم بالفعل تنفيذ هجمات عنيفة على هذا الجسر ،ولقد فشلت تلك الهجمات لكنهم لم يستسلموا بعد ولهذا السبب فإنَّ كوباني وجسر قره قوزاق تحت الحصار والتهديد الشديد، إنَّهم يفعلون هذه الأشياء حتى لا يكون الكرد منظمين وليس لهم أي مكانة في سوريا وفي الوقت الذي تقول فيه قوات هيئة تحرير الشام وغيرها إن الكرد جزء من سوريا ينبغي عليهم أن يأخذوا حقوقهم، في حين أن دولة الاحتلال التركي الفاشي تواصل انتهاكاتها والشيء الوحيد الذي بقي لها ذريعة هو حزب العمال الكردستاني، يقولون إن حزب العمال الكردستاني هنالك وتتحرك بغطاء قوات سوريا الديمقراطية  ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني هم موحدون ولذلك يجب تصفية وحدات حماية الشعب وكما تم إدراج هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب، لكنهم الآن معاً وهذا يعني أن كلمة "إرهابي" ليس لها مثل هذه الكلمة المحددة والدائمة من وجهة النظر القانونية وأولئك الذين لا يخدمون مصالحهم يطلق عليهم إرهابيون.

إذا جاء حسابهم فلا توجد مشكلة و لكن لم تعترف أي دولة في العالم  بأن وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية وحزب العمال الكردستاني مدرج على قائمة الإرهاب و دولة الاحتلال التركي الفاشي تخرج بهذا وتقول إن وحدات حماية الشعب هي حزب العمال الكردستاني، وهي تتحرك بغطاء قوات سوريا الديمقراطية ولهذا السبب يريد تأجيل مشاركة الكرد في هذه المرحلة وعلى الأرض، من خلال الحصار والهجمات، يريدون التأثير على الكرد سياسياً ودبلوماسياً بهذه الطريقة. 

وعلى الكرد وأصدقائهم والدوائر الديمقراطية أن يعلموا أن الإدارة الذاتية تحت حصارٍ شديد وبحلول الوقت الذي تتم فيه مشاركة هذا المنشور، ربما تكون الهجمات قد بدأت... 
المصدر : صحيفة روناهي