تحدث عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) صبري أوك، لقناة ستيرك-TV وأجرى تقييماً بشأن الأجندة الراهنة.
وأوضح صبري أوك أن الحرب بين الدولة التركية ومقاتلي ومقاتلات كريلا حرية كردستان لا تزال مستمرة، وأكد أن أردوغان سيزيد من تصعيد الحرب في المرحلة المقبلة، وشدد أوك على أن الكريلا على أهبة الاستعداد في كافة المجالات، موضحاً أنه لا ينبغي للشعب الكردي أن يتهاون، وقال: "من يناضل بشكل أفضل، فإنه هو من سيحقق النجاح".
وجاء في تقييمات عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) صبري أوك، ما يلي:
لم ترد أي معلومات عن القائد أوجلان بأي شكل من الأشكال منذ ثلاث سنوات، وتستمر العزلة المشددة التي لا تتوافق مع أي أخلاق أو قانون أو إنسانية ولا تتوافق حتى مع قانون العدو، ولكن من ناحية أخرى، فإن أفكار وآراء القائد أوجلان يجري مناقشتها من قِبل الكتاب والسياسيين والمثقفين والأكاديميين والناشطين، وتطالب الشعوب في الكثير من بلدان العالم بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، كيف تقيّمون هذا الوضع؟
في البداية، أهنئ كافة أبناء الشعب الكردي والعالم الإسلامي بحلول عيد الفطر السعيد، ولا شك أن وضع القائد أوجلان مدرج دائماً على جدول أعمال حركتنا وشعبنا وأصدقاء الشعب الكردي، وليس هناك أي معلومات عن القائد أوجلان منذ أكثر من 3 سنوات، وهذا الوضع بحد ذاته يشكل سبباً لجعل شعبنا وحركتنا وأصدقاء الكرد ينتفض بكل قوتهم، ولذلك، يجب على الجميع أن ينتفضوا ويكسروا التعذيب في إمرالي، ويضمنوا تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ومن المستحيل على أي شخص يتعرف على القائد أوجلان ألا يتأثر به، ولهذا السبب فإن الملايين من الأشخاص حول العالم، ولا سيما المرأة والشبيبة، يجدون مستقبلهم ومستقبل الإنسانية في نموذج القائد أوجلان، وحتى اليوم الحالي، لم يكن أحد يعرف الكرد، لكن اليوم الملايين من الأشخاص منخرطين في خوض الفعاليات للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، لذا، فإن القائد أوجلان يتمتع بمثل هذا التأثير.
وإذا تم نشر نموذج القائد أوجلان ومرافعاته بشكل أكثر وقراءة المزيد، فإن الإنسانية حينها ستتمسك وتتبنى القائد بشكل أكثر، ولهذا السبب، فإن الدولة التركية لا تريد حتى أن يتنفس القائد أوجلان، ولذلك، هناك مثل هذا الضغط في إمرالي، وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة في إمرالي، إلا أنه يجري إبداء مقاومة كبيرة، ولفهم نهج الدولة التركية تجاه القضية الكردية، لا بد للمرء النظر إلى ما يجري في إمرالي، وهي أيضاً تقترب من القائد أوجلان بهذا الوعي، ويقولون إننا سنصر على ذهنية الاحتلال والإبادة الجماعية بحق الكرد، وسنشن هذه الحرب القذرة، وهذه هي ذهنيتهم، ولذلك، يجري خوض نضال للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان في جميع أنحاء العالم، ومن الآن فصاعداً، سيستمر هذا النضال بطريقة أكثر تخطيطاً وتنظيماً.
انتقلت حملة "الحرية لـ أوجلان، الحل للقضية الكردية" إلى المرحلة الثانية، كيف ترون المرحلة التي وصلت إليها هذه الحملة؟ وكيف تقيّمون الفعاليات التي تم القيام بها من أجل هذه الحملة؟
بدأت هذه الحملة في 10 تشرين الأول من العام الماضي، وقد انطلقت هذه الحملة بقضية مشرّفة ومهمة للغاية، وفي كل يوم يمر تصبح هذه الحملة أكبر وتتقدم في كل من كردستان وكذلك في العالم، وبالطبع، إنها حملة مهمة جداً، ولكن كما أسلفتُ آنفاً، فإن كل ما يُقال ويجري القيام به للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان سيكون غير كافٍ ولن يكون كافياً، وسيكون هذا هو الحال حتى تتحقق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولا تزال هذه الحملة مستمرة بشكل مستقر ومخطط وحازم، وأعتقد أنه في غضون أيام قليلة، سينظم الآلاف من أبناء الشعب الكردي الوطنيين وأصدقائهم فعالية اعتصام أمام اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في السجون (CPT) في ستراسبورغ، كما وستُقام خلال المرحلة المقبلة مؤتمرات وحفلات موسيقية واجتماعات على منصات مختلفة في العديد من المدن الأوروبية، وسيبذل الأشخاص المعروفون في أجزاء كثيرة من العالم أيضاً مساعي في هذا الصدد، ولقد تم وضع الأساس لهذه الحملة، وأعتقد أنها ستتطور بشكل أكثر أيضاً، ويجب على الشعب الكردي أيضاً التركيز على ما يجري في إمرالي على مدار 24 ساعة يومياً، وما هي مسؤولياتنا الملقاة على عاتقنا تجاه القائد أوجلان، والقيام بالفعاليات وفقاً لذلك.
ولقد انتفض المجتمع في شمال كردستان وتركيا، وتم القيام بفعاليات كثيرة، ولكني أقولها مرة أخرى؛ لا تزال غير كافية، ويجب على جميع الكرد، سواءً كانوا منظمين أم لا، سواءً كانوا ينتمون إلى حزب أم لا، أن يفكروا فيما يمكننا القيام به من أجل القائد أوجلان وأن يقوموا بتنظيم الفعاليات اللازمة، فليعلموا ذلك؛ إن مستقبلنا يكمن ها هنا والعدو يريد القضاء على مستقبلنا مع القائد، ولذلك، ينبغي لشعبنا أن يقوم بالمزيد من الفعاليات ويخوض نضالاً واسعاً في المجالات السياسية والقانونية وفي العديد من المجالات، وكما هو معروف، عندما يكون صلب الموضوع متعلقاً بالقائد أوجلان والكرد، فإن أبواب نظام الحداثة الرأسمالية وقانونها تُغلق أمامنا، وبطبيعة الحال، فهم من أحاكوا المؤامرة الدولية، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل كانت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب ستبقى صامتة وهل كانت ستتمكن من وقف مظالم الدولة التركية؟ ولو حدث مثل هذا الوضع في مكان آخر من العالم، لكان تعاملهم وقوانينهم مختلفة، وهذا الوضع ينبغي أن يجعلنا أكثر غضباً، وينبغي أن يؤدي إلى تعزيز نضالنا بشكل أكثر، وكما ذكرتم أنتم أيضاً، فإن التعذيب الذي تمارسه الدولة التركية ضد القائد أوجلان في إمرالي ليس له مكان حتى في قانون العدو، فالدولة التركية وحزب العدالة والتنمية هم حفنة من المتآمرين، ويُعد حزب العدالة والتنمية أكبر حزب للحرب الخاصة في تركيا، وقد تفاجأ الكثير من الأشخاص بكيفية انتشار هذه الحملة في جميع أنحاء العالم، وكيف اكتسب الشعب الكردي وأصدقاؤه الروح المعنوية والقوة، وخلال المرحلة القادمة، ستتوسع رقعة هذه الحملة بشكل أوسع ويجري خوضها بشكل أكثر تنظيماً.
تستمر الحرب بين الدولة التركية وكريلا حرية كردستان، حيث شنت الدولة التركية من كافة الجهات الهجمات على الشعب الكردي، وقد نفذت الكريلا في أواخر عام 2023 وبدايات 2024 عمليات ثورية ناجحة. يُقال في الأيام الأخيرة؛ خططت الدولة التركية لشن هجمات أوسع على مناطق الدفاع المشروع، الآن الحرب في أي مستوى وكيف يمكن أن تحدث الهجمات؟
إنه موضوع مهم، تشارك قوات الدفاع الشعبي الرأي العام والشعب الكردي بمعلومات عن هذه العمليات بشكل يومي، كما ونفذت الكريلا عمليات ثورية ضد الدولة التركية بمبادرة كبيرة وقوية وبفدائية في الأشهر 7- 8 الماضية، وحققوا نتائج مهمة للغاية، تم كسر تقنياتهم وقوتهم في مناطق الدفاع المشروع، حيث اضطروا للانسحاب من العديد من النقاط، كما تمت تصفيتهم في العديد من النقاط، لكن تضع الدولة التركية حرباً واسعة النطاق أمامنا، وهي مصرة في هذا، يقولون إننا سنواصل الحرب، إنكار الشعب الكردي، الظلم والتعذيب في إمرالي، هذه هي عقلية حزب العدالة والتنمية والدولة التركية، لا نعلم إلى أي مدى سيذهبون، ولكننا نعلم أن هناك معركة أصعب تنتظرنا، والدولة التركية تستعد لذلك من كافة النواحي، الكريلا جاهزون دائماً، ستحدث مرحلة صعبة وعنيفة للغاية، لم يحققوا إلى الآن أية نتائج ضد الكريلا، حيث يبدي أبناء الشعب الكردي مقاومة فدائية وشجاعة، وهزمت هجمات الجيش الاحتلال التركي، لكن لا تزال الحرب مستمرة.
يجب على شعبنا أن يفكر في النتائج الناجحة التي حققها ضد العدو؛ تقاتل الكريلا في ظل ظروف صعبة، تقاوم وتحقق النتائج، ولذلك لا ينبغي لنا أن نكون مرتاحين، بل يجب أن نقول إنه علينا القيام بواجباتنا، وبصرف النظر عن الساحات السياسية، الحقوقية يجب أن يحيوا الكريلا بالانتفاضة وتنفذ العمليات دون توقف، نحن الآن أمام عملية كهذه من شأنها كسر إرادة الدولة التركية، ولهذا السبب يشنون هجمات أكثر، لأنه إذا انكسرت إرادتهم، سيهزم نظامهم وذهنيتهم التي تأسست على مدار 100 عام، لذا سيقاومون حتى الرمق الأخير لكي لا يحدث شيء كهذا سيضعون كل فرصهم الاقتصادية والسياسية، ولذلك ستكون الحرب أكبر وستكون نتائجها مهمة جداً، لن يكون هو نفسه كما كان من قبل، إن مستقبل تركيا والمشكلة الكردية مخفيتان في عام 2024، سينتصر من أستعد بشكل أفضل، ونظم نفسه أفضل، وكان أكثر تصميماً، ذو حماس ومعنويات، يحارب أفضل من حيث التكتيكات والتقنيات، إن حركتنا وقواتنا للكريلا تتمتع بهذه الخصائص. لقد كانوا متحمسين وإنسانيين ومصممين، وكان هذا هو السبب وراء أخذ زمام المبادرة سواء من حيث التكتيكات أو بهذه التقنيات في هذا المستوى من الحرب، وأعلن الرفيق جمال للاعلام أنه لأول مرة في تاريخ نضالهم المستمر منذ 40 عاما، عن بشرى حصول الكريلا على نظام صاروخي لتحييد الطائرات بدون طيار والمذخرة، مما سبب لهم الارباك.
أرادت الحكومة التركية بيع هذه الطائرات بدون طيار وطائرات ÎHA و SÎHA ، وأيضاً أرادت إنشاء سوق كبير، لكن العالم ليس غبيا، يتابع ويرى أن الكريلا قد أسقطوا حتى الآن 10-15 طائرة بدون طيار وطائرة SÎHA،لكن تم القضاء على نفسياتهم، إنهم يبحثون عن كيفية مواصلة هذه الحرب، بلا شك لا يجب علينا أن نكون غير مبالين، فاللامبالاة أمر سيء، علينا أن نؤمن بأنفسنا، يجب أن نرى بشكل هادف أن المبادرة في أيدينا، لكن يجب أن نعلم بأن الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية سيقاومان، وسيستغلان كل الفرص المتاحة لهما وسيهاجمان بطريقة أكثر وحشية، ولذلك نحن مستعدون لعملية أكثر صعوبة، وكما قلت المبادرة في يد الكريلا ذوي 40 عاماً من الخبرة القتالية، يوجد نموذج القائد آبو، هناك جبال كردستان، والشعب الكردي وأصدقائه، منذ أكثر من 40 عاماً والشعب الكردي وحركتنا منتفضون من أجل قضيتنا المشروعة، وقد بدأ حزب العمال الكردستاني من الصفر ووصل إلى هذا المستوى، ومهما قاومت الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية، إلا أن هذه المرحلة ستحقق النصر بنتائج الكريلا، وبلا شك لن يكون هذا سهلاً، لأن هناك تضحيات بشكل يومي، ستنتصر الكريلا بهذه الروح، والتنظيم، والإدعاء والعزيمة.
تستمر النقاشات في شمال كردستان وتركيا حول انتخابات 31 آذار، ما هي الرسالة التي وجهها الشعب الكردي في هذه الانتخابات؟
لقد انتهت انتخابات مهمة للغاية، وقد حقق الشعب الكردي نتيجة ناجحة، حيث تحققت نتائج ناجحة مع القوى الديمقراطية، لا يمكننا تقييم هذا الوضع بشكل منفصل عن بعضه البعض، عندما نقول أن القوى الديمقراطية تشمل الشعب الكردي ونضال الشعب الكردي، عندما نقول أن الشعب الكردي يشمل أيضاً القوى الديمقراطية. لقد وجهوا معاً رسائل مهمة، ماذا كانت هذه الرسائل؟ اولاً؛ مهما مارست الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية الظلم والدكتاتورية، فقد اقتربت نهاية السلطة. بالكاد يمكنها المقاومة. لن تتمكن من مواصلة دكتاتوريتها مثل السابق. وقد تم توجيه هذه الرسالة بشكل علني. ثانياً؛ لن يستسلم الشعب الكردي والقوى الديمقراطية ابداً أمام ضغوطاتها، مجازرها وهجماتها، سينتفضون دائماً وسيتابعون نضالهم، وقد تم توجيه هذه الرسالة أيضاً.
وخاصة تم إخراج الوكلاء الذين تم تعيينهم في البلديات التي فاز فيها الشعب الكردي، وقد قال الشعب الكردي أيضاً حتى لو قمتم بتعيين الوكلاء، حتى لو مارستم الضغوطات، لن تتمكنوا من تحقيق نتائج، نحن ذوي إرادة، ستهزمون، وهكذا هزموا الوكلاء، وقال الشعب الكردي، لن تتمكنوا هذه المرة من تعيين الوكلاء بسهولة وأريحية كما كان في السابق، حتى لو قمتم بتعيينهم فسنقاوم، سننتفض وسنهزمهم. ظهرت هذه الممارسة بشكل خاص في وان، أرادت الحكومة التركية تجربة وان، ولو تحققت خطتهم لكانوا عينوا الوكلاء رويداً رويداً في كل مكان، لكن هذه الانتفاضة كانت مهمة جداً، وكان النضال مع القوى الديمقراطية في تركيا الشيء الأكثر أهمية وأغلقت المجال أمام الوكلاء، ولكن يجب علينا أن نقول هذا أيضا؛ الدولة التركية دولة محتلة، ويجب على شعبنا والقوى الديمقراطية أن يكونوا مستعدين دائما لمواجهتها، وإذا أرادوا تعيين الوكلاء مرة أخرى فسوف يتطلب الأمر انتفاضة أقوى وأكثر حزماً، ولا ينبغي لنا أن نكون لا مبالين في هذا الصدد.
يتحدث الجميع في هذه المرحلة عن حزب الشعب الجمهوري، ولم يحقق حزب الشعب الجمهوري هذا النصر وحده، هناك من يعتبر الكرد غير سياسيين، لكن الكرد هم أكثر المجتمعات سياسة ومعرفة، اتبعت استراتيجية كهذه؛ تفاجأ الكثير منهم، لقد فكروا بشكل استراتيجي، واقتربوا من الانتخابات بشكل استراتيجي وهزموا حزب العدالة والتنمية، كما أعربت معظم القوى الديمقراطية في تركيا عن هذا النهج واستفاد حزب الشعب الجمهوري أيضاً من هذا النهج في هزيمة حزب العدالة والتنمية وفاز، ولأول مرة منذ أكثر من 40 عاماً، أصبح حزب الشعب الجمهوري هو الحزب الأول، والآن هناك مسؤولية وعبء على حزب الشعب الجمهوري، ماذا سيفعل حزب الشعب الجمهوري، هل سيكون كما كان من قبل، أم أنه سيفهم رسالة الشعب الكردي وقوى الديمقراطية ويجدد نفسه وفقاً لذلك؟ وبرأيي فإن الشعب الكردي والقوى الديمقراطية سوف يضغطون على حزب الشعب الجمهوري في هذا الصدد، سيسأل الشعب الكردي والقوى الديمقراطية حزب الشعب الجمهوري "ما هو برنامجكم، هل إدخال الديمقراطية في تركيا ضمن برنامجكم؟" سيقولون أننا نريد أن نعرف ونفهم.
يريد الشعب الكردي والقوى الديمقراطية معرفة ما يتضمنه برنامج حزب الشعب الجمهوري لإرساء الديمقراطية في تركيا، وفي هذا الصدد ما هو نهج حزب الشعب الجمهوري تجاه القضية الكردية وحل القضية الكردية؟ حتى اليوم كان مخفياً، اقترب منه الخوف، ولكن الآن، ما هو رأي حزب الشعب الجمهوري بشأن القضية الكردية؟ يجب عليه أن يشارك سياسته بوضوح مع الرأي العام، فإذا كان الأمر صادقاً وجاداً في هذا الأمر، فإنه حتماً سيدخل في عملية مهمة وجديدة، ولكن إذا كرر نفسه، واختبأ مرة أخرى، ولم يقم بتطوير معارضة راديكالية وديمقراطية في الشوارع والساحات، فسيكون ذلك مؤسفا لحزب الشعب الجمهوري، وفي مسألة وان وفيما يتعلق بتوجه حزب العدالة والتنمية إلى الانتخابات؛ وكان من الواضح أن أرضية حزب الشعب الجمهوري مفتوحة للديمقراطية أي أن لها موقفا ضد الوحشية وضد حكم حزب العدالة والتنمية، ويجب على إدارة حزب الشعب الجمهوري أن تأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار وأن تعيد تشكيل نفسها.
أصبحت المعارضة الحزب الأول وتراجع حزب العدالة والتنمية والحركة القومية إلى الدرجة الثانية، كيف يمكن ان تؤثر هذه النتائج على السياسة التركية؟
احتل حزب العدالة والتنمية منذ وصوله إلى السلطة للمرة الأولى المركز الثاني، وهذا مهم بالنسبة لهم، لأن نفسيتهم لا تدعم هذا الوضع، واستفادوا من كل خيرات الوطن والمنطقة. استولى حزب الحركة القومية على كل المناصب البيروقراطية. وأصبحوا هم الدولة، ولكن هناك أيضا هذا؛ كما يقول دولت بهجلي إن حزب العدالة والتنمية يملك الدولة بل ويملك تركيا، ولا أحد يقول ما الذي تتحدث عنه وما هي قوتك وما هي حقيقتك، وينبغي اتخاذ موقف راديكالي أكثر ضدهم، واتباع النضال.
بالطبع أن دخلوا الصف الثاني، هذا موقف مهم، لأن هذا كسر وهزيمة بالنسبة إليهم، تم تجاوز عقبة، وبصرف النظر عن المجتمع التركي، كان الكثير من الناس وحتى بعض السياسيين الدوليين يتساءلون عما إذا كان من الممكن خسارة حزب العدالة والتنمية وأردوغان أم لا، كيف لا يمكن؟ لقد دخل حزب العدالة والتنمية بكل ما يملك في الفساد، لقد استخدموا كل شيء لأنفسهم ولمن حولهم، وجعلوا كل من حولهم أغنياء، ومهدوا لهم الطريق ونتيجة لذلك اتجهوا بتركيا نحو الهاوية، ودمروا اقتصاد تركيا وسياستها، لقد دمرت وقلبت نفسية المجتمع رأساً على عقب، في الواقع لو كانت هناك معارضة حقيقية وجادة وجذرية وديمقراطية، اذا لم يحصلوا على الدرجة الثانية لما استطاعوا البقاء في السلطة ولو ليوم واحد. لقد تم تدمير القاعدة التي كانت الحكومة تحافظ على نفسها عليها، ولكن إلى متى سيبقون في السلطة، وإلى متى سيقاومون، والإجابة على ذلك مرتبطة بالنضال ضدهم.
لو لم يكن نضال الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني موجوداً، لما هُزمت قوة حزب العدالة والتنمية، ولكان قد خدع المجتمع بأجندات مصطنعة، لقد وضعوا كل شيء للحرب ضد الشعب الكردي، وأضروا بسمعته وأهانوا صورته وهيبته، وما زالوا مصّرين على الحرب ضد الشعب الكردي، لكنهم وصلوا لمستوى لم يعد بإمكانهم التنفس فيه، وأولئك الذين صوتوا لهم حتى الآن انفصلوا عنهم أيضا، وإذا أصر حزب العدالة والتنمية على الذهنية ذاتها ولعبت المعارضة دوراً ديمقراطياً، فإن هذه الحكومة ستفشل عاجلاً أم آجلاً.
حسب الأخبار الواردة في الصحافة؛ سيزور أردوغان نهاية نيسان المقبل العراق، ثم سيلتقي خلال شهر آيار بالرئيس الأمريكي جو بايدن، ومن الواضح أنهم سيقومون بالمتاجرة خلال هذه الزيارات على حساب حزبكم، ما هي الخطط والمفاهيم التي يقوم بها أردوغان في إطار هذه الزيارات، هل تعتقد أنه سيحقق ما يريد في هذه اللقاءات؟
إن عقول الفاشيين والحكام تعمل دائما لحسابهم الخاص، ويقولون ليحدث ما يحدث، سنكون دائما في السلطة يريدون أن يصدقوا هذا أيضا، وأن يبنوا مستقبلهم بالقضاء على الشعب الكردي، سيصرون على هذه الحرب وسيحاولون إيجاد السبل والوسائل لها، كل أبحاثهم وجهودهم مبنية على هذا، وخلال زيارة أردوغان للعراق، سيضغط أردوغان على الحكومة العراقية وسيقدم كل أنواع التنازلات من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني، ولذلك يستطيع حزب العدالة والتنمية أن يفعل أي شيء، لكن حزب العدالة والتنمية وأردوغان براغماتيان وكاذبان ولا يتفقان بين يوم وآخر. ويشكلون خطراً ايديولوجياً ايضاً. يريد أن ينتشر مثل العثمانيين الجدد في المنطقة، لديهم مثل هذا البديل فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ولا يزال أردوغان يرى العراق ولاية عثمانية، يفكر بهذه الطريقة، حتى لو كان في وضع سيء ومهين، فهو يفكر بهذه الطريقة، وبلا شك ترى العراق هذه الحقيقة، وأياً كان الخطأ في الشرق الأوسط والعراق، فإن أردوغان والدولة التركية يضعان أيديهما فيه، يريدون خلق المشاكل واستغلالها من كركوك إلى الموصل إلى ليبيا، هذه هي سياستهم.
نريد أن نصدق أن العراق لن تشارك في ألاعيب الدولة التركية، إذا شاركوا في ألاعيب أردوغان، فلن يكون الأمر جيدا، لماذا؟ لأن حزب العمال الكردستاني لم يمس بقوانين العراق وخاصة المجتمع والشعب العراقي، بل على العكس من ذلك لعب حزب العمال الكردستاني دوراً تاريخياً في الحرب ضد داعش، لو لم يكن هناك حزب العمال الكردستاني، لسقطت شنكال، الموصل، مخمور، كركوك وهولير في أيدي داعش، والعراق تعرف ذلك جيداً، لقد فهمت قوة حزب العمال الكردستاني وكيف يدير الحرب، هذه هي الحقيقة، ولذلك ينبغي للعراق أن تضع سياسة أكثر صحة وعقلانية في هذا الصدد، وعلى الرغم من ذلك يجب على الدولة التركية أيضا أن ترى الحقيقة، ودخلوا مسافة 40 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، وبنوا قواعد عسكرية في عشرات النقاط، وجلبوا آلاف الجنود إلى الأراضي العراقية، ومن المؤكد أن الدولة المستقلة لن تقبل بذلك، ولا ينبغي لهم ألا يفعلوا شيئا ضد حزب العمال الكردستاني، وليس عكس ذلك، ان يفعلوا شيئاً ضد الدولة التركية، ومن حقهم أن يفعلوا شيئا ضد الدولة التركية على الساحة الدولية. لا يزالون ضعفاء بعض الشيء في هذا الخصوص.
فعلى سبيل المثال يجب على الإعلام العراقي خوض النضال ضد هجمات واحتلال الدولة التركية بشكل أكبر ويجب على المجتمع أن يثور وينتفض، إنها سرية بعض الشيء، ولكننا نأمل ذلك؛ والدولة العراقية لن تكون شريكة للدولة التركية ضد حزب العمال الكردستاني، فنحن لسنا ضد العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين الدول، لكن حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي لن يقبلوا أن يكونوا جزءاً من مؤامرة الدولة التركية ولعبتها وحربها، ولن ينعم العراق بالاستقرار، وهو مدرك لذلك، فالمشاكل التي أحدثتها الدولة التركية في العراق وسوريا والشرق الأوسط بشكل عام هي ظاهرة للعيان، ولابد من إحباط المساعي التي يبذلها حزب العدالة والتنمية ضد حزب العمال الكردستاني، وبعد زيارته للعراق سيتوجه أردوغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أراد بشدة الذهاب إلى البيت الأبيض، إلا أن بايدن لم يرغب في إجراء اللقاء ولم يقبل حتى الآن، والآن فجأة تم تخصيص موعد لأردوغان، ما هو السبب، ولماذا قبلت الولايات المتحدة الزيارة، وهذا ما يجب أن نفهمه أيضاً، وسيتم مناقشة العديد من القضايا مثل قضية الحرب الأوكرانية-الروسية والشرق الأوسط وسوريا، ومرة أخرى، كانت قضية الطائرات المقاتلة من طراز F-16 دائماً على جدول أعمال الدولة التركية.
وما لم تكن هناك مصلحة للولايات المتحدة الأمريكية، فلن تتعزز وتقوى يد الدولة التركية وأردوغان، وللأسف، فإنه سيساعد الدولة التركية في المقام الأول فيما يتعلق بقضية الكرد وحزب العمال الكردستاني، وسيقدم أردوغان تنازلات إذا لزم الأمر بشأن هذه القضية، فهدفه هو توفير فرصة المتاحة لنفسه في شن الحرب ضد الشعب الكردي، فهو يريد إقناع الولايات المتحدة الأميركية بالقبول والموافقة على خططه لمهاجمة جنوب كردستان والعراق، وبالأساس حالياً، المجال الجوي العراقي بأكمله تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وبدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، لن تتمكن الدولة التركية أن تحلق بطائراتها أو تقصف العراق وجنوب كردستان، حيث أن نفوذ أردوغان لن يكون في تركيا كما كان قبل انتخابات 31 آذار، وسوف الأمر على نفس الشاكلة في السياسة الخارجية، وسيكون للانتخابات تأثيرها على موقف أردوغان والمفاوضات التي يسعى لتطويرها، ويبذل أردوغان قصارى جهده لشن حرب ضد الشعب الكردي، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تدعم مطالب أردوغان، أما إذا كانوا يدعمون أردوغان في الحرب ضد الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، فهذا يعني أنهم يصرون على المضي قدماً بنفس الخط اليوم الحالي، تماماً كما حدثت المؤامرة قبل 25 عاماً، بمبادراتهم وقراراتهم.
والولايات المتحدة الأمريكية تعلم أيضاً؛ على الرغم من أن كردستان مقسمة إلى أربعة أجزاء، إلا أن الكرد لديهم قلب وعقل واحد، فقد تم تحديد مصير ومستقبل الشعب الكردي قبل 100 عام في مؤتمر القاهرة، وفيما بعد تم تقسيمها إلى 4 أجزاء، وتبيّن أن الكرد لديهم قلب وعقل ورح واحدة في 8 آذار وعيد نوروز وفي ميلاد القائد أوجلان، فقلوب أبناء شعبنا في روج آفا وشمال وجنوب وشرق كردستان وأوروبا وفي مختلف البلدان تنبض مثل بعض، ولا يمكنها أن تجري حسابات مختلفة بمعزل عن أي جزء، لذا، يتعين على دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية أن تنظر إلى الأمر من منظور أوسع، ويجب أن يكون لدى أوروبا وأميركا سياسة عامة فيما يتعلق بالقضية الكردية، ولا ينبغي لهما أن يدعما الإبادة الجماعية بحق الكرد من خلال التعامل مع أحد الأجزاء بسياسة إيجابية ومحاولة إرضاء الدولة في الجزء الآخر، ومن الآن فصاعداً، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية بناء سياسة عامة وعدم قبول هجمات الإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة التركية ضد الشعب الكردي.
لقد أوضحت أن أردوغان بعد الانتخابات لن ينعم بالراحة لا في الداخل ولا حتى في الخارج، وقد أصبح الحزب الثاني نتيجة للانتخابات، أي تأثير سيشكله هذا الأمر على دبلوماسية تركيا؟
تتطور علاقات الدولة بين الدول، والسلطات مهمة أيضاً، إلا أن الدول لها مصالحها الخاصة مع بعضها البعض، فالسلطات تشكل التأثير بشكل إيجابي أو سلبي، حيث أن العديد من الدول والقوى غير راضية عن حزب العدالة والتنمية وأردوغان، لكنهم يفعلون ما تقتضيه مصالحهم الخاصة، فبعد انتخابات 31 آذار، ذكرت الصحافة الأوروبية وحتى الشرق أوسطية أن حزب العدالة والتنمية-أردوغان قد فقد القوة، ولم يعد أردوغان يتمتع بالقوة التي كان يتمتع بها من قبل، وسيكون لذلك تأثير على المفاوضات والدبلوماسية، لكنه لن يكون أساسياً، وفي الفترة المقبلة، لن يتمكن حزب العدالة والتنمية من الوصول إلى السلطة مرة أخرى، بل وربما قد يُهزم قبل ذلك، ولكن بطبيعة الحال، لدى الدول مصالح سياسية واستراتيجية وجيوسياسية ومتعددة الأطراف على المدى القصير والطويل.
يجري استغلال القضية الفلسطينية دائماً من قِبل حزب العدالة والتنمية، ويستخدمها دائماً لمصالحه الخاصة، ولكن في الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل، تبيّن أن المعدات المستخدمة في الحرب ضد الشعب الفلسطيني كان قد تم إرسالها من قِبل تركيا، وهذا الأمر يظهر نفاق أردوغان، كيف تقيّمون هذا الوضع؟
هناك قضيتين رئيسيتين في الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية والقضية الكردية، فالشرق الأوسط لن ينعم بالديمقراطية أبداً ما لم يتم حل قضيتي الشعبين الكردي والفلسطيني بشكل ديمقراطي، وقد ثبت هذا الأمر، أما ما يصب في خدمة هذه الحرب لهذا الغرض أم لا، فهي مسألة أخرى، فحزب العدالة والتنمية، وخاصة أردوغان، هو شخص براغماتي، ليس لديه مبدأ أو أخلاق، فهو يفعل كل ما في وسعه وفقاً لمصالحه الخاصة، ويصورون أنفسهم وكأنهم يعملون ليل نهار من أجل فلسطين، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه، لكن نفس حزب العدالة والتنمية وأردوغان ضاعفا تجارتهما مع إسرائيل في الأشهر الستة الماضية، أي منذ بداية اندلاع الحرب، وهذا نفاق بحد ذاته، ويذرفون دموع التماسيح، فمن ناحية، يحاول خداع المجتمع والتلاعب به، ومن ناحية أخرى، ضاعف تجارته في الكثير من المرات، ويُقال أن الكذب يمكن أن يكون إلى حد معين، فقد تكشف وبرز كل ما أقدموا على فعله، والآن، هم في حالة ميؤوسة منها.
وطوّر نجل أربكان، رئيس حزب الرفاه الجديد، سياسة استراتيجية وعقلانية، حيث قبض أردوغان من أضعف نقاطه، فإنك تذرف دموع التماسيح على فلسطين، وفي نفس الوقت تقوم سراً بأعمال تجارية مع إسرائيل، وقال إن كنت صادقاً وصحيحاً ومسلماً، فإنه يجب عليك أن تتخلى عن هذه التجارة، أي أنه غافل أردوغان، وبعبارة أخرى، ضيق الخناف على أردوغان وفضحه، ولكن كما قلت، المصالح هي كل شيء بالنسبة لتركيا، وخاصة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، ففي الفترات الماضية، كان لـ أوزال ودميرل وأربكان وأجاويد معيار، فعندما يقوم المرء بإمعان النظر إلى شخصياتهم وحياتهم وعائلاتهم، فإنه يجد بأنه كان هناك معيار، ولكن أردوغان ليس لديه معيار أو مبدأ من هذا النوع، حيث أن ابنه وابنته وصهره وعائلاتهم وأقاربهم، كلهم في الدولة بطريقة ما وجميعهم يستخدمون كل ثروات الدولة، لكنه يخدع مجتمع تركيا بالعبارات الكاذبة مثل الوطن، الأمة، سكاريا، تركيا تنقسم، وتسيل دمائهم في جبال كردستان، وللأسف، لا يدرك مجتمع تركيا ذلك الأمر، ولكن حالياً هذا الأمر أيضاً يتغير رويداً رويدا.
وخلال فترة من الوقت، كانت هناك ردود فعل كبيرة في مجتمع تركيا بعد وصول الجنازات، وقد مورست ضغوط كبيرة عليهم لإسكات ردود الأفعال هذه، وأوقفوا بعضهم بدفع المال لهم، ولكن هناك إمكانية قوية، فقبل أيام قليلة، ذكر مراسل قوات الدفاع الشعبي (HPG) أن مئات الجثث للجنود الأتراك قد دُفنت على حدود كردستان وتركيا، فالكثير من العائلات لا تعرف ما إذا كان أبنائهم على قيد الحياة أم لا وأين يكونون، حيث يقومون بإسكات ردود الأفعال بالمال، لكن هذا أيضاً سيكون إلى حد معين، وسينفجر هذا الأمر، وهذا هو الحال في جميع أنحاء العالم، حيث تصبح السلطات قوية دفعة واحدة، ثم إما تنفجر أو تسقط بنفس السرعة التي صعدت فيها، وقد وصلت السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية إلى ذروتها؛ ليس هناك حل، سوف تسقط بنفس الطريقة.