السياسي ديلان بوتيفلات: أوجلان قائد قوي ويجب علينا إعلان النفير العام من أجل حريته
أوضح السياسي ديلان بوتيفلات أن عبد الله أوجلان يمثل المعارضة المناهضة للاستبداد، وقال "يجب علينا إعلان النفير العام من أجل حرية أوجلان".
أوضح السياسي ديلان بوتيفلات أن عبد الله أوجلان يمثل المعارضة المناهضة للاستبداد، وقال "يجب علينا إعلان النفير العام من أجل حرية أوجلان".
لم ترد منذ 41 شهراً أية معلومات عن القائد عبدالله أوجلان الذي يعيش في ظل عزلة مشددة ويُحتجز في إمرالي منذ أكثر من 25 عاماً، وقد تم مصادرة حقه في اللقاء مع محاميه وأفراد عائلته، حيث أن الدولة التركية تعمل على انتهاك قانونها الداخلي والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها وتصرّ على مواصلة نظام التعذيب في إمرالي، ويصفه خبراء في الساحة الدولية العزلة المستمرة على أنها بمثابة "حالة من الخروج عن القانون لا مثيل لها في العالم"، وفي إطار حملة "الحرية لعبدالله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية" التي انطلقت في 10 تشرين الأول، فإن الاحتجاجات الدولية آخذة في التصاعد.
ومؤخراً قبل فترة ليست ببعيدة، أرسلت 61 شخصية فرنسية، بما في ذلك السياسيون والفنانون والأكاديميون والمدافعون عن حقوق الإنسان، رسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) ودعوا إلى اتخاذ إجراءات والمبادرة إلى التحرك ضد العزلة المفروضة في إمرالي، وتحدث في هذا الخصوص، ديلان بوتيفلات، سكرتير العلاقات الدولية في الحزب الاشتراكي الفرنسي، وأحد الموقعين على الرسالة، لوكالة فرات للأنباء ANF عن العزلة المفروضة في إمرالي.
"أظهرنا أن عبد الله أوجلان لم يُنسى"
أوضح ديلان بوتيفلات أن الهدف من إرسال الرسالة إلى اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) هو أن أوجلان لم يُنسى، وأضاف قائلاً: "إننا 61 شخصية فرنسية من سياسيين وأكاديميين وناشطين وأعضاء في البرلمان، لا نوافق على الاحتجاز غير القانوني لأوجلان، الذي لم يتمكن من اللقاء مع عائلته ومحاميه ورفاقه طوال السنوات الثلاث الماضية بسبب العزلة المفروضة، وأظهرنا أننا متضامنين مع أوجلان، والمسألة التي لا تطاق بالنسبة لنا حقاً هو أن تركيا تفعل كل هذه الأمور كعضو في مجلس أوروبا! ويتم إدانة تركيا بانتظام لعدم احترامها للمبادئ القانونية ولدولة القانون وحقوق الإنسان، وإننا نطالب ونناضل من أجل إعادة الحوار مع كافة القوى المعنية في تركيا وكذلك في الدول الثلاث الأخرى التي يتواجد فيها الكرد، حول شروط حل القضية الكردية وخاصة المطالب الكردية".
"علينا أن نعلن النفير العام من أجل حرية عبد الله أوجلان"
وبيّن ديلان بوتيفلات أن السيد أوجلان يبلغ من العمر 75 عاماً، وقد قضى ثلث حياته في السجن، وتابع قائلاً: "لا أستطيع أن أفهم، كيف يمكن أن يشكل عبدالله أوجلان تهديداً في مثل هذا الوضع، بل إن أوجلان يذكرني بالشخصيات العظيمة التي ناضلت من أجل التحرير الوطني لشعوبها، فأنا أشبه أوجلان بنيلسون مانديلا، فقد تولى أوجلان قيادة النضال التحرري من أجل شعبه، إلا أن 25 عاماً من حياته سُرقت في تركيا من خلال "المخاوف الوجودية" التي يواصل أردوغان المضي في انتهاج هذه السياسة حتى اليوم وهذه هي أيضاً أجندته السياسية، ونحن بحاجة إلى إعلان النفير العام بشكل كامل اليوم لإثارة قضية حرية أوجلان، ولقائه مع أحبائه، والاعتراف بقوة وشرعية الكرد في تقرير مصيرهم بحرية في وقت ما".
"أوروبا تميل إلى نسيان دور أردوغان الاستبدادي"
وذكر ديلان بوتيفلات أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بنفاق خاصة فيما يتعلق بمسألة السياسات العامة مع تركيا، وأضاف قائلاً: "من الواضح أن تركيا أيضاً، مثل الدول الاستبدادية الأخرى، شريكة في المشاكل، والحقيقة، هي أن السلطات العامة في أوروبا تميل إلى نسيان دور أردوغان في المجتمع الدولي للمستبدين، وإن علاقات أردوغان مع عدد من البلدان، وخاصة الدول الإرهابية والدول المارقة، وخاصة إيران، واضحة للعيان، وكرئيس لتركيا، كما أن علاقات أردوغان مع الشبكات والمنظمات الإرهابية مثل حركة حماس واضحة بشكل لا لبس فيه، ولذلك، علينا أن نكون مدركين تماماً لمسؤوليتنا في التعبير عن طبيعة النظام التركي وعدم اليقين بشأن العلاقات مع أوروبا".
"أردوغان خطر على القيم الديمقراطية"
وأكد ديلان بوتيفلات أن تركيا أردوغان ليست دولة ديمقراطية، بل على العكس من ذلك، فهي دولة استبدادية، وأضاف: "حتى عندما ينظر المرء إلى موقف حزب العدالة والتنمية المتمثل في استغلال العقيدة الإسلامية، فإنه بذلك يكون دولة ثيوقراطية (دولة يُعتبر فيها الزعماء والمؤسسات الدينية السلطة العليا)، وبرأي، هذا الوضع يشكل في الوقت نفسه خطراً على القيم الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي، فمنذ أن أصبح رئيساً للجمهورية، ابتعد أردوغان عن المبادئ القانونية، وخاصة القانون الأوروبي، وقد تسبب هذا الوضع بعض الشيء بابتعاد تركيا عن أوروبا والتقرب من بعض الأنظمة، كما ذكرتُ آنفاً".
"أوروبا في موضع التواطؤ"
وكشف ديلان بوتيفلات أن الاتحاد الأوروبي لم يبالِ بالقضية الكردية على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، وتحدث بهذا الصدد: "كما قلتُ من قبل أيضاً، إننا وجميع الأحزاب اليسارية في حالة من الاستنفار للتوصل إلى حل ديمقراطي وسلمي للقضية الكردية، لكننا نشعر بأننا لوحدنا بعض الشيء، لأننا نرى أن رؤساء الدول الأوروبية، وخاصة إيمانويل ماكرون، لا يقدرون أهمية دعم الكرد الذين يكافحون ضد داعش وسلطة أردوغان في العراق وسوريا، ولهذا السبب، نشعر بأننا لوحدنا، وإن صمت المسؤولين الأوروبيين يفاقم من حدة الجرائم والمشاكل، فالكرد يضحون بأنفسهم ويقاتلون من أجل ثقافتهم ولغتهم وحقهم في الوجود، ولهذا، لا بد من محاسبة مسؤولية الاتحاد الأوروبي في إنكار مطالب حقوق الكرد".
"نحن بحاجة إلى التخلص من مسألة النفاق تجاه حزب العمال الكردستاني"
وأوضح ديلان بوتيفلات في نهاية حديثه أنهم بحاجة إلى التخلص من حالة النفاق تجاه حزب العمال الكردستاني وعلاقات الاتحاد الأوروبي غير الصادقة بالأساس مع نظام أردوغان، وقال بهذا الصدد: "علينا أن نبتعد عن هذا المنطق ونزيل حزب العمال الكردستاني من قائمة المنظمات الإرهابية، ولا بد أن نكون منفتحين للغاية بشأن مسألة حزب العمال الكردستاني، فأردوغان يلعب على الموقف المعارض لأوروبا، ولذلك، لدينا دور مهم يتعين علينا أن نلعبه مع الديمقراطيين الأوروبيين".