يناضل مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان من أجل ضمان حرية شعبهم، ولذلك فهم حماة مكتسبات وإنجازات الشعب الكردي، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد هجمات شديدة ومكثفة للغاية، تقوم الكريلا بالرد اللازم على هذه الهجمات الاحتلالية.
لكن يمكن للمرء أن يتساءل؛ ترى على ماذا تعتمد دولة الاحتلال التركي في الحرب الدائرة حالياً؟ أولاً على الدعم التقني الذي تتلقاه من قوى الهيمنة، ثانياً على دعم الخونة أمثال عائلة بارزاني، ثالثاً على وضع حراس القرى والكونترا كريلا في الجبهات الأمامية.
وعندما ننظر إلى التاريخ العام للحرب التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد حركة التحرر، فسنرى هذه الحقائق بوضوح تام، والدولة التركية تشن حربها بالاعتماد على ما ذكرناه أعلاه وتريد تحقيق نتيجة ما، لكن مع ذلك، فإن بطولية وشجاعة الكريلا لا تسمح لخطتهم بالمضي قدماً وتحقيق النتائج منها.
وحتى في الهجمات التي تشنها حالياً في مناطق جنوب كردستان، يمكن ملاحظة أن الدولة التركية واقعة في مأزق كبير، ولذلك تريد مهاجمة الكريلا من خلال "حراس القرى" لفرض هيمنتها بشكل كامل ودائم على المنطقة، لكن هذا أيضاً لا يجدي نفعاً بالنسبة لها ولا تمنع خطتها من أن تفشل.
المأزق الذي وقعت فيه دولة الاحتلال وجنودها المرتعبون
تسعى دولة الاحتلال جعل الكرد يقتلون بعضهم البعض من خلال تطوير "حراس القرى" في كردستان، وتحلم بأنه يمكنها أن تقضي على الشعب الكردي وحركة التحرر بهذه الطريقة، لأنه في جميع العمليات الاحتلالية تقريباً، يكون حراس القرى في مقدمة الجنود الأتراك، خاصة في شمال كردستان، لا يمكنهم القيام بأي خطوة في مناطق الكريلا دون جلب حراس القرى، وكثيراً ما حذرت حركة التحرر حراس القرى هؤلاء من المشاركة في العمليات العسكرية وتلطيخ أياديهم بدماء أبناء الشعب الكردي، ذلك لأنه يوجد بعض حراس القرى يهاجمون مقاتلي ومقاتلات الحرية في مناطق الكريلا أكثر من جنود دولة الاحتلال التركي أنفسهم، ويقاتل العديد من حراس القرى ضد كريلا الحرية بسبب التهديدات الموجهة لهم ولأنهم يخشون من إلقاء أسلحتهم، وحراس القرى هؤلاء، الذين يقاتلون ضد حركة التحرر مقابل "خمسة قروش" من المال، يضعون شرفهم وكرامتهم تحت الأقدام ويصبحون عاراً على مجتمعهم.
والآن أصبح مقاتلو ومقاتلات الحرية في خضم حرب ونضال كبيرين في جميع أنحاء كردستان، خاصة في منطقتي زاب ومتينا، وتخوض قوات الكريلا هذه الحرب التي تحدد فيها مصير شعبها بنضالها، دون أن تكترث لأي عقبات، وتأخذ فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، والمتواطئين والخونة أمثال عائلة بارزاني، أو بعبارة أخرى، جميع الذين يأتون إلى مناطق الكريلا وهم يرتدون ملابس الجنود الأتراك، نصيبهم من ضربات الكريلا.
ويمكن لنا أن نرى المأزق الكبير الذي وقعت فيه دولة الاحتلال التركي في مواجهة الكريلا من زوايا عديدة، فضعفهم واضح وضوح الشمس من كافة الجوانب، وبطبيعة الحال، فإن سبب هذا الضعف هو أن الكريلا لهم اليد العليا في هذه الحرب.
وطوال السنوات الثلاث الماضية، لم تبقى أي طريقة ووسيلة لم تستخدمها دولة الاحتلال التركي في مناطق الدفاع المشروع، ورغم كل التحذيرات التي وجهتها وتوجهها حركة التحرر، ينضم العديد من حراس القرى إلى العمليات العسكرية في منطقتي متينا وزاب ويذهبون إلى مواقع الكريلا، ومثلما قُتل وجرح الكثير من الجنود الأتراك في هذه الحرب، فإن العديد من حراس القرى الذين شاركوا في هذه الهجمات أخذوا نصيبهم أيضاً من ضربات الكريلا، والآن، يقاتل المرتزقة ضد الكريلا وهم يرتدون ملابس الجنود الأتراك، وعندما ترصد قوات الكريلا هجوماً أو تحركات للذين يرتدون هذه الملابس، فإنها تتدخل فوراً وتدافع عن نفسها، وبغير ذلك، فإن الكريلا لن تستخدم السلاح ضد حراس القرى أبداً، الكريلا لم تهاجم حراس القرى في قراهم أبداً، لم ولن يحدث ذلك أبداً، لكن تحرك حراس القرى مع جنود دولة الاحتلال التركي وهم يلبسون ثيابهم، في أرض جنوب كردستان يعني أنهم أصبحوا من جنود الدولة الفاشية.
لذلك، يجب أن ندرك هذه الحقيقة جيداً وهي أن الكريلا لا تستهدف حراس القرى عمداً، ولكنهم يجلعون أنفسهم هدفاً للكريلا بسبب مشاركتهم في هذه الحرب.
وفي العمليات الأخيرة، توجه المدعو نجم الدين منتش، وهو أحد حراس القرى من منطقة بدليس، إلى خنادق الكريلا في زاب ومتينا، وأصيب بجروح خطيرة بسبب ضربات مقاتلي ومقاتلات الحرية وتم إسعافه إلى المستشفى، وتم بتر ساقه، وبنفس الطريقة، أصبح 3 من حراس القرى من هزخ، هدفاً للكريلا في منطقتي متينا وزاب، ويلقى حراس القرى الـ 3 هؤلاء، وهم من هزخ، مصرعهم بسبب ضربات الكريلا، لكن إذا ركزنا قليلاً، فسندرك هدف الدولة التركية من جلب حراس القرى هؤلاء إلى مناطق الكريلا، وهو أنها تريد أن يكون حراس القرى هؤلاء في مقدمة جنودها المرتعبين، بسبب عدم قدرتها على التقدم.
ومثلما يتكتمون على مقتل وإصابة جنودهم، فإنهم يتكتمون أيضاً على قتلى وجرحى حراس القرى هؤلاء ويخفون ذلك عن الرأي العام، ويقومون بدفنهم في المقابر دون أن يعلم أحد، ويعطون بعض المال لعوائلهم ويجعلونهم يصمتون، ونرى من خلال هذه الأحداث أن حراس القرى هؤلاء لا قيمة لهم بالنسبة للدولة التركية، فهم يستخدمونهم فقط كأدوات من أجل مصالحهم الخاصة، ولا يكترثون لموتهم، ومن الواضح أيضاً أن هذا الوضع الذي يرد فيه مقاتلو ومقاتلات الكريلا على حراس القرى، قد خلق تهديداً وخوفاً أكبر للجنود الأتراك، فالجنود الذين لا يستطيعون المشي خطوة واحدة على هذه الأرض بسبب خوفهم من الكريلا، تسوء حالتهم النفسية أكثر بعد مقتل حراس القرى هؤلاء، وفي المناطق التي يفرض فيها مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان هيمنتهم عليها، يرغب العديد من الجنود في العودة بسبب سوء حالتهم النفسية، لأن الجنود الأتراك يرون أنهم هُزموا وفشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة هذه الحرب، وذلك لأن إيمانهم ليس بالدولة بل بما يفعلونه، وهم لا يريدون أن يموتوا في حرب لا معنى لها أو أن يكون مصيرهم مجهولاً.
ورغم كل هذه التحذيرات، فإن حراس القرى الذين ينخدعون بألاعيب دولة الاحتلال التركي ويقاتلون ضد الكريلا، لا يتخلفون عن الجنود الأتراك بالنسبة لمقاتلي ومقاتلات الحرية، فكل من يرفع السلاح ضد مكتسبات وإنجازات الشعب الكردي، ويتجه إلى خنادق الكريلا مرتدياً ملابس أعداء الشعب الكردي، هو عدو للكريلا، عدو للشعب الكردي، ولذلك يدفعون ثمن ذلك بحياتهم، وقد أظهرت الكريلا مرة أخرى بموقفها هذا أنه لا يمكن لأحد، كائناً من كان، أن يصبح عائقاً أمام النصر وتحرير كردستان، وليعلم هؤلاء الذين يقفون في صف سياسات الدولة الفاشية جيداً أن الذين سيهانون في نهاية هذه الحرب هم الذين باعوا شرفهم وكرامتهم مقابل "خمسة قروش"، وأن الذين سيتم التحدث عنهم بفخر وسيخلدهم التاريخ، هم أبطال الكريلا الذين دافعوا بكل شجاعة وبسالة عن أرضهم.