تحدث الرئيس العام لحركة علماء الإسلام الكردستاني المعاصرة والحديثة، حافظ أحمد تورهالي، لوكالة فرات للأنباء حول الهجمات الاحتلالية التي تشنها الدولة التركية بالتواطؤ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) على جنوب كردستان، والهجمات على الثقافة واللغة الكردية.
"تهاجم كافة قيّم الشعب الكردي"
وذكر "تورهالي" أن الشعب الكردي من أقدم الشعوب في العالم ولديه ثقافة ولغة في الأرض التي يعيش عليها منذ آلاف السنين، وأشار إلى أن مُحتلي كردستان يفعلون كل ما يستطيعون فعله للقضاء على قيّم الشعب الكردي، وقال: "تأسست الدولة التركية على وجه الخصوص على أساس العنصرية والإنكار وهي مستمرة على هذا النحو، وأكثر ما تسعى إليه الدولة التركية هو القضاء على ثقافة الشعب الكردي، وتسيء للدين والإسلام، وتعمل ليل نهار من أجل أن تحسن صورة أفعالها السيئة، وتقول للشعب الكردي والعالم: "مشكلتنا هي حزب العمال الكردستاني ونحن نقاتلهم"، حزب العمال الكردستاني هم من أبناء هذا الشعب وهو هذا الشعب نفسه، وتحاول إظهار أنها تمارس السياسة من أجل حرية فلسطين، وبطبيعة الحال، الحرية هي من حق الفلسطينيين، ولكن عندما يطرحون هذا الأمر، من ناحية أخرى، فإنهم يريدون القضاء على اللغة الكردية وتدمير الثقافة والجغرافيا والموارد الاقتصادية، تُستخدم جميع أنواع السياسة مع الأكاذيب من أجل القضاء على الكرد، يفعلون ذلك باسم الإسلام، ونحن نخوض المقاومة ضد حرب الإبادة هذه".
وحذر حافظ تورهالي الكرد المسلمين الذين تجمعوا حول العمليات الفاسدة لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وذكر إن الناس غضوا الطرف مؤخراً عن شرور حزب العدالة والتنمية والدولة التركية من خلال الدعاية الإسلامية التي ينفذونها على الشعب الفلسطيني، وقال: "الكرد الذين خدعتهم سياسات الدولة التركية هذه، انجروا إلى نهج الخيانة، يقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "لا تكونوا عبيداً للخونة"، واليوم هم يقضون على لغة الشعب الكردي وأنتم تشيدون بذلك، إذن أنتم على نهج الخيانة، انظروا، تم إعدام الشيخ عبد السلام بارزاني لمجرد أنه أراد الحرية للغة الكردية، ولأن الملا سعيد كردي أراد افتتاح مدرسة لتعليم اللغة الكردية، زجوا به في مصحة للأمراض العقلية بذريعة أنه "مجنون"، ترى ما الذي تقوم به الدولة التركية اليوم؟ إنني أقول هذا للكرد الذين يقفون مع حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ويخدعون أنفسهم بالإسلام، أنتم تخرجون وتقولون فلسطين حرة وتدعون كردستان تدمر، إن لم تكن هذه خيانة، فما هي إذن".
وقال الرئيس العام لحركة علماء الإسلام الكردستاني المعاصرة والحديثة إن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني يدعمون هجمات الإبادة والاحتلال التي تشنها الدولة التركية في جنوب كردستان، وأشار إلى أن ممارساتهم هذه هي خيانة، ولفت تورهالي الانتباه إلى مجازر الأنفال، وقال: "دعونا نحدد بوضوح أسماء الذين يدعون أعداء الشعب الكردي إلى قتل أبناء الكرد، هذه خيانة، وهؤلاء ليسوا غافلين، فالغافلون يفعلون أمراً دون أن يعرفوه، لكن هؤلاء يفعلون ذلك عن معرفة ورغبة، هذه خيانة، ونحن أيضاً نسمع أنهم يقولون فليقتل الأتراك أبناء الشعب الكردي الشجعان هؤلاء، وسوف ننجو، سنذكركم إذن، لا تخدعوا أنفسكم! ماذا قال لكم أردوغان خلال عملية الاستفتاء، ألم يقل "سأقتلكم في أبراجكم" هل نسيتم هذا؟ أوقفوا هذه الخيانة".
ودعا "تورهالي" كافة رجال الدين إلى اتخاذ موقف ضد هذه الهجمات والممارسات: وقال: "دعونا لا نخون الحقيقة، العدو يواصل عمله، ويجب ألا نخضع له، أنظروا كيف أنهم لا يتمالكون أنفسهم حيال كلمة "المشاة أولا" في شمال كردستان، انظروا ماذا يفعلون في عفرين، لقد قضوا على الكرد، إذا لم نقف ضد الخيانة، فسنصبح جزءاً منها".