يصادف يوم غد السبت الذكرى السنوية العاشرة على مجزرة شنكال، وعليه أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) بياناً إلى الرأي العام، جاء في نصه:
"بداية نستذكر جميع شهداء مجزرة شنكال بكل احترام، وجميع شهداء ثورة الحرية وخاصة الـ 12 شهيداً الذين أنقذوا حياة مئات الآلاف من الإيزيديين، ولولاهم لتحوّل مجتمعنا الإيزيدي في شنكال وشعبنا الكردي وجميع مكونات روج آفا إلى ساحة لإراقة الدماء، كما نحيي جميع مكونات روج آفا التي قدمت مساعدات معنوية وإنسانية وأخلاقية خلال استقبالها لمهجري شنكال على الحدود.
لقد مضت عشرة أعوام على تنفيذ أبشع مجزرة ضد البشرية، في الثالث من آب 2014، حيث حاولت الأنظمة الاستبدادية والإرهابية الجبانة التضحية بالمجتمع الإيزيدي في شنكال وإبادته على يد إرهابيي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وبدعم كبير من بعض الدول الإقليمية، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي المتمثلة بحكومة العدالة والتنمية الفاشية مع التواطؤ الفاضح لحزب الديمقراطي الكردستاني مع إرهابيي داعش، في قتل وإبادة أقدم ثقافة في التاريخ من الوجود، وعزل أقدم ديانة في التاريخ من المنطقة وهذا ما نعدّه جريمة ضد الإنسانية.
المجزرة كانت مخططة ومنظمة بشكل احترافي جداً في سياق تنفيذ مشروع وسياسة الإبادة بحق مجتمعنا الإيزيدي وتم إعدادها في أنقرة وهولير، وراح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن من رجال الدين، ونزح الآلاف من الإيزيديين الأبرياء.
لقد قطعوا رؤوس الكبار وخطفوا الأطفال وسبوا النساء والصبايا كغنائم ليتم بيعهن في أسواق النخاسة، وحرقوا وقتلوا وذبحوا كل من رفض الاستسلام لطاعة الإرهاب والإجرام.
وما زال مجتمعنا الإيزيدي يبحث بقلب يعتصره الألم عن الصبايا والأطفال المختطفين وعيونهم تترقب رؤيتهم، على أمل عودتهم إلى أحضان الحياة المجتمعية الطبيعية.
دولة الاحتلال الفاشي التركي تحاول بشتى الوسائل العسكرية والإرهابية، إنهاء وجود المجتمع الإيزيدي وتشريده من المنطقة لتحتل منطقة شنكال بما فيها سهل نينوى، لتكون خالية من الإيزيديين والمسيحيين والعشائر، وما زالت مستمرة في هجماتها الإجرامية والوحشية على الإيزيديين، وبناء القواعد العسكرية والأمنية في الموصل ومنطقة بعشيقة الإيزيدية خير دليل على أطماعها، بالسيطرة على كامل منطقة الموصل والمناطق المرتبطة بها وضمها لمشروعها الميثاق الملّي الخطير على المنطقة. فخطورة محاصرة شنكال وتهديداته نابع من سياسات الاحتلال والإبادة وبتنسيق مباشر مع قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تمركزت في محاور منطقة شنكال من أجل تضييق الخناق عليها، وقطع صلات الإيزيديين مع روج آفا وباشوري كردستان ومنع إيصال المساعدات والإمدادات لهم.
هذا الحزب خان تاريخ وميراث المقاومة، وخان المجتمع الإيزيدي بأكمله وتسبب بقتل وسبي النساء والأطفال وقدم شنكال وإرثه التاريخيّ والثقافي الأخلاقي، هدية دون خجل من التاريخ لبراثن الإرهاب الداعشي، إن قيادة هذا الحزب فضّلت العيش مع إرهاب داعش على حساب إبادة المجتمع الإيزيدي الذي حمى تاريخ وثقافة الكرد وكردستان في صدره شفهياً وليس كتابياً حفاظاً على الهوية الثقافية الوطنية، نتيجة سياسات القمع والإرهاب التي كانت تمارسها الأنظمة الاحتلالية وعانى كثيراً وقاوم بكل جرأة وشجاعة لحماية هذه اللغة والهوية الوطنية الكردستانية، وما زال يخطط سراً مع دولة الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية المتطرفة للنيل من إرادة الإيزيديين الذين حرروا شنكال بدعم أخلاقي وإنساني من قوات حركة حرية كردستان الكريلا، وياجا ستار ووحدات حماية الشعب.
سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني أثبتت أنه ما زال لديه علاقة وثيقة مع جماعات إسلامية متطرفة، لذلك تخلى عن حماية الإيزيديين وقيمه الأخلاقية أمام أنظار المجتمع الكردستاني عامة وجميع القوى السياسية والوطنية تعلم ذلك جيداً، واليوم يتخلى عن قيم شعبنا الكردي علناً لمصلحة الاحتلال التركي الفاشي وانتشار الإرهاب والمرتزقة ونصب الحواجز الإرهابية في مناطق متعددة بباشور كردستان بعلم مباشر من قيادات هذا الحزب. فعدم المطالبة بمحاسبة هذا الحزب على جرائمه وذنوبه ضد المجتمع الإيزيدي في شنكال سمح له بجر وإيصال القتلة ومجرمي الحرب والمجموعات الإرهابية الذين ارتكبوا الجرائم والمجازر في شنكال وكوباني وعفرين وسري كانية إلى مناطق دهوك، هؤلاء سوف ينتقمون من شعبنا ويرتكبون مجازر وينتهكون أعراض الأهالي كما فعلوا في مناطقنا لذلك على شعبنا الكردي وجميع القوى الوطنية إطلاق حملات ووقفات جماهيرية ضد تواجد هذا الاحتلال والإرهاب والخونة.
نحن في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM نحيي مقاومة المجتمع الإيزيدي وصمودهم في شنكال الذين نظموا أنفسهم ودافعوا عن إرادتهم وقيمهم التاريخية وبنوا تاريخاً جديدة من الملاحم الوطنية بالمقاومة، ونتوجه إلى جميع الإيزيديين في المخيمات بالعودة إلى شنكال المحررة ورفع وتيرة المقاومة والنضال لحماية قيمنا التاريخية ضد المحتلين والخونة.
وعلى الحكومة العراقية الخروج عن صمتها، وانشغالها مع نفسها في بغداد ليس حلاً، بل عليها الإسراع لإيجاد حل على أسس وقيم الديمقراطية الوطنية وقبول إرادة إيزيديي شنكال كبادرة إيجابية لحل كل مشاكل العراق وألّا تبقى متفرجة على معاناة ومأساة الإيزيديين بعد عشرة أعوام من المجزرة ما زال مصير آلاف الإيزيديين، من مواطني العراق مجهولاً، لكن للأسف ما زالت متمسكة باتفاقية 9 تشرين الأول، التي تنص على النيل من إرادة إيزيديي شنكال، فكان الأجدر إلغاء هذه الاتفاقية وهنا تكمن أهمية الحماية الحقيقية للإيزيديين في شنكال".
كما نناشد جميع القوى الوطنية والسياسية الكردستانية والعراقية والمنظمات الحقوقية والمدنية بالضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني بالكف عن التدخل بشأن الإيزيديين في شنكال، فالمجتمع الإيزيدي لا يثق إطلاقاً بالسياسات الفاشلة والمتخاذلة لقيادة هذا الحزب الذي أصبح يلعب دوراً خطيراً في ملف القضية المصيرية لشعبنا الكردي لخدمة الاحتلال الفاشي التركي".