لا تزال ردود الأفعال بشأن نتائج الانتخابات التركية والجولة الثانية تتواصل سواء داخل تركيا أو على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ أفضت انتخابات 14 مايو إلى جولة إعادة تجرى يوم 28 مايو بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف المعارضة المدعوم كذلك من المكون الكردي. وفي هذا الصدد تحدث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم لوكالة فرات للأنباء.
صالح مسلم: "داعش" تعلم الذبح من حلفاء أردوغان
استهل صالح مسلم حديثه مذكراً إن أربعة من اعضاء حزب الله التركي "هودا بار" دخلوا البرلمان من قوائم أردوغان، وهؤلاء ذبحوا البشر بالسواطير في التسعينيات أي أن تنظيم داعش الإرهابي تعلم الذبح منهم، في إشارة منه إلى الجرائم التي سبق واتهم فيها عناصر حزب الله التركي والذين تحالفوا مع الرئيس المنتهية ولايته في هذه الانتخابات.
وكان حزب العدالة والتنمية وأردوغان اتجهوا إلى تحالف مع حزب الله "هودا بار" وهو حزب كردي بالأساس يرفع شعارات تطبيق الشريعة الإسلامية، في إطار محاولات النظام التركي لحشد مزيد من قواعد التيار الإسلامي، وكذلك في محاولة منه لتفتيت قاعدة الناخبين الكرد، وفي نفس الوقت ليظهر "أردوغان" أن لديه تحالف يضم مختلف المكونات بما في ذلك المكون الكردي الذي يرتكب عديد من الانتهاكات والجرائم بحقه خلال السنوات الأخيرة.
مسلم: أردوغان لن يكون بحاجة للتصالح مع بشار الأسد
وتحدث السيد صالح مسلم، لوكالة فرات، عن انعكاس فوز أردوغان إن حدث على سوريا وقال إنه في حال فوز أردوغان سيخرج هؤلاء، أي عناصر "هودا بار"، مع المرتزقة الموجودين عن الطوع، ولن يكون وقتها أردوغان بحاجة إلى التصالح مع نظام بشار الأسد.
وتابع: "ولهذا سيتحول الرئيس التركي إلى هتلر الشرق الأوسط، أي أنه سيمضي في سياساته السابقة بشكل أقسى داخلياً وخارجياً". وهنا ذكّر مسلم بما صرح به وزير الداخلية التركي سليمان صويلو والذي قال إن حلب هي جزء من الميثاق الملي، أي أنها جزء من تركيا.
وكان وزير الداخلية التركي أدلى بتصريح مسموم بشأن عودة اللاجئين السوريين قائلا إن معظم اللاجئين الذين أتوا إلى تركيا هم من حلب، مضيفا أن "حلب ضمن ميثاقنا الوطني، أي أن هؤلاء هم شعبنا"، في تصريحات تؤكد المطامع التي لا تزال قائمة لدى النظام التركي بشأن الأراضي السورية، خصوصا وأنه يحتل مناطق واسعة في الشمال الشرقي السوري.
نتائج الانتخابات التركية والموقف الكردي
وأعلن رئيس لجنة الانتخابات التركية أحمد ينار النتائج النهائية للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التركية بعد فرز جميع الأصوات، لتكون البلاد على موعد جديد مع جولة إعادة، وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على 49.4 بالمئة وكمال كليجدار أوغلو على 44.96 بالمئة من الأصوات.
فيما حصل المرشح سنان أوجان، مرشح اليمين المتطرف، على نحو 5.28 بالمئة من أصوات الناخبين، وتتجه الأنظار إليه في الوقت الحالي وحول وجهته خلال جولة الإعادة المرتقبة، ولمن يقرر أن ينحاز، حيث ستلعب كتلة الناخبين التي صوتت له دورا حاسما في جولة الإعادة بين أردوغان وكليجدار أوغلو.
ويمتلك الكرد كتلة تصويت تتجاوز 6 ملايين صوت من إجمالي من لهم حق التصويت أي بما يعادل صوت من كل 10 أتراك، ولهذا وصفت بالكتلة الحرجة، وقد خاض حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لحقوق الأقليات والمعبر عن المكون الكردي الانتخابات تحت راية حزب الخضر اليساري لتلافي إمكانية إغلاق الحزب في ظل إجراء محتمل من المحكمة الدستورية العليا يقضي بحل الحزب وفرض الحظر السياسي على عناصره في ظل حملة القمع التي تمارسها السلطات التركية بحق الكرد.
كما لم يتفدم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بمرشح لانتخابات الرئاسة التركية، وهو ما يعني على الفور أن أصوات الكرد ذهبت في غالبيتها إلى المرشح المعارض كليجدار أوغلو، والتي كان لها مفعول السحر بالفعل وجعلته يحل ثانيا بأكثر من 44 بالمئة وتدفع الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية.