اختتام الملتقى النسائي لدعم نساء شنكال وأفغاستان ببيان ختامي حمل عدداً من المخرجات
تحت شعار "رداً على إبادة المرأة نبني حياة حرة "، انعقد اليوم ملتقى نسائي لدعم نساء شنكال وأفغانستان، في قاعة جامعة الشرق في مدينة الرقة.
تحت شعار "رداً على إبادة المرأة نبني حياة حرة "، انعقد اليوم ملتقى نسائي لدعم نساء شنكال وأفغانستان، في قاعة جامعة الشرق في مدينة الرقة.
شارك فيه ممثلات عن وحدات حماية المرأة (YPJ) والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، أبرزها مؤتمر ستار، واتحاد المرأة الإيزيدية، وجنولوجيا، وتجمّع نساء زنوبيا، ومكاتب ومجالس المرأة في الأحزاب السياسية، ومجلس المرأة السورية، ومنظمات المجتمع المدني.
واستمر الملتقى النسائي المنعقد، تحت شعار "رداً على إبادة المرأة نبني حياة حرة" في مدينة الرقة، وبمشاركة ممثلات عن التنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، أعماله بإلقاء محاور الملتقى.
حيث تناول المحور الأول الذي حمل عنوان "إبادة المرأة على مستوى العالم"، وألقته الناشطة النسوية والعاملة في مجال حقوق الإنسان، لينا باور، الانتهاكات وجرائم الإبادة التي ترتكب بحق المرأة في العالم، كان آخرها على يد مرتزقة داعش.
وأشار إلى حجم الانتهاكات المرتكبة بحق المرأة، حيث أصبحت "سلعة تباع في أسواق النخاسة"، في إشارة إلى جرائم مرتزقة داعش بحق النساء الإيزيديات والمجتمع الإيزيدي أثناء هجومهم على شنكال في 3 آب 2014.
عقب الانتهاء من المحور الأول، تم عرض سنفزيون تضمن إحصائية بعدد جرائم قتل النساء حول العالم.
بينما سلّط المحور الثاني وعنوانه "إبادة المرأة في الشرق الأوسط - أفغانستان نموذجاً"، وألقته عضوة أبحاث جنولوجيا، أوريفان عبدو، الضوء على تعرض المرأة للظلم والتعذيب على مر العصور، ظهر آخر أشكاله في أفغانستان بعد تسلّم طالبان الحكم في البلاد منتصف آب 2012، وإصداره أحكام مجحفة بحق النساء.
وفي إيران، حيث قمعت السلطات الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بريادة المرأة إثر مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة للدولة الإيرانية، منتصف أيلول من العام 2022.
ولفت إلى أن وضع النساء في تركيا لا يختلف عن وضع النساء في باقي مناطق الشرق الأوسط، مشيراً إلى انسحاب حكومة أردوغان من "اتفاقية إسطنبول" لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف الأسري أوائل شهر تموز عام 2021، وحرمان النساء من أبسط حقوقهن.
بعد ذلك، عُرض سنفزيون عن مقاومة النساء في أفغانستان، تلته عدة مداخلات من قبل شخصيات نسوية من إيران عبر خاصية الزووم، أكدن فيه أن صدى نضال ومقاومة "المرأة، الحياة، الحرية" وصل إلى بلادهن، وأشرن إلى النظامين الحاكمين لإيران وأفغانستان وجهان لعملة واحدة، كلاهما ارتكبا جرائم فظيعة بحق النساء.
من جهتها، لفتت الرئيسة المشتركة للمجلس الاجتماعي الأرمني، كوهار خجادوريان، إلى تعرّض المرأة الأرمينية كذلك للمجازر والإبادة على يد الدولة التركية، مبيّنة أن "مشروع الإبادة لا يزال قائماً".
وقالت: "نحن النساء الأرمينيات نقف إلى جانب النساء في أفغانستان وإيران".
بدورها، أكدت الإدارية في اتحاد المرأة الإيزيدية بحلب، كولي غزالي، أن ثورة المرأة تعتبر أول ثورة ضد الذهنية الذكورية التي فرضت سيطرتها على المرأة.
وبعدها استكمل الملتقى أعماله بمناقشة المحور الثالث والذي تحدث عن "إبادة النساء الإيزيديات"، وأدير من قبل عضوة اتحاد المرأة الإيزيدية بيريفان سلو، وخلاله أشارت بيريفان أن الهجمات على الإيزيديين في عهد الإسلام بدأت منذ عام 637 م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتعرضوا على يد العثمانيين لمجازر أليمة، وصدرت من قبلهم 15 فتوى تحلل قتل الإيزيديين، أوحشها تلك الهجمات التي كانت على يد جيش " حسن باشا في عام 1737 م وفي عام 1918 شن هجوم آخر بقيادة " إبراهيم باشا".
وفي عام 2014 تعرض الإيزيديون لمجزرة وحشية على يد مرتزقة داعش، نالت فيها النساء النصيب الأكبر من الوحشية حيث تم اختطاف الآلاف والمتاجرة بهن من قبل داعش.ومن جانبها تحدثت الشاهدة الأم برهارتان عن مجزرة شنكال، وقالت :" منذ يوم المجزرة إلى الآن لم نرَ يوماً جميلاً حيث تركنا بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني وقام داعش بقتل أبنائنا وعلى البيشمركة ألا ينسوا بيع وشراء النساء الإيزيديات ولا ينسوا الرجال الذين تم حرقهم في التوابيت ونحن نساء شنكال لن نسمح مرة أخرى للبيشمركة بأن يعودوا أدراجهم، عائلة البرزاني لم تقدم تضحيات من أجلنا وقامت بسد الطرق أمامنا وداعش قام بسبي نسائنا والآلاف من النساء رمين أنفسهن من جبل شنكال في سبيل عدم الوقوع بيد داعش، نحن بفضل فكر القائد سننظم أنفسنا ودرّبنا أنفسنا على الفكر الحر ولن نسمح لهم بالدخول إلى شنكال مرة أخرى.
فيما حمل المحور الرابع عنوان "الحلول " وألقته الناطقة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو التي وجهت التحية لكل النساء في العالم ولكل النساء المقاومات، وقالت : "الموضوع الذي نناقشه إبادة النساء في كردستان، من أجل الإبادات والعنف الذي تتم ممارسته على النساء سنتمكن من وضع الحلول بالإضافة إلى رفع مستوى نضالنا وبشكل خاص إبادة النساء الجنسوية والتمييز بحق الأطفال والنساء والمعتقدات حيث تم تسييرها بذهنية مزدوجة لذلك الجواب هو الحل كيف يمكننا في القرن الـ21 أن ننشئ ثورة المرأة لذلك في هذا القرن سيتم عقد الثورات، هذا هو أسلوب الحل الذي وضعه القائد عبدالله أوجلان".
وأضافت: "كيف نستطيع توعية المجتمع والارتقاء به والوصول لبناء شخصية المرأة الحرة وبالتالي الوصول للأمة الديمقراطية الحرة، فالمرأة بإمكانها القيام بالعديد من الثورات، نحن النساء قياديات للساحة السياسية والعسكرية والاجتماعية، ويجب علينا تقوية الأسلوب نتيجة مقاومة 40 سنة دون فراغ فيجب أن نستمر بهذا الشكل لإنشاء الحياة الحرة وأيضاً تقوية الجانب التعليمي والتدريب وتوعية الذات وتوسيع ساحات التنظيم، كافة التنظيمات العربية والكردية والإيزدية يجب أن نوحد قوتنا وتوسيع هذه القوة.
فقوتنا تفرغ مخططات العدو الذي يحاول الفصل بين النساء، ونحن مستمرات بإرث نضال النساء المقاومات اللواتي دافعن من أجلنا وجعلننا اليوم نعيش بفخر وأمان وهذه هي نتائج النضال الثوري في التاريخ".تلا المحور الرابع آراء لشهود عيان عن إبادة النساء، منها عضوة لجنة مناهضة الاحتلال في الصحراء الغربية ، ميناء العلي وجاء في حديثها: "نعلن تضامننا مع النساء الإيزيديات والنساء في أفغانستان ونحن الآن في القرن الـ 21 ولاتزال المرأة مهمشة، فتحية لنساء شمال وشرق سوريا في الذكرى التاسعة لمجزرة شنكال. والواقع الذي تعيش فيه المرأة في أفغانستان تكون فيه محرومة من أبسط حقوقها وهو التعلم ونحن من الصحراء الغربية نعلن تضامننا مع كافة النساء المضطهدات وخاصة في إيران وأفغانستان".
عضوة تحالف ندى الدكتورة هبة حداد تابعت بدورها: "إننا في تحالف ندى كنا قد أصدرنا في 4 آب بياناً أعلنا فيه تضامننا مع كافة النساء ونعلن انتماءنا لمنظومة المرأة الكردستانية وخاصة نساء شنكال اللواتي تعرضن لإبادة جماعية بالإضافة إلى نساء أفغانستان ونعلن تضامننا معهن ونؤكد أننا سنكون في صف الشعوب المظلومة والنساء المظلومات للدفاع عن حياتهن وحريتهن".
ثم بدأت المداخلات حيث تحدثت عضوة مجلس المرأة لحزب سوريا المستقبل فرع إدلب ناهد نحاس وقالت: "نحن نساء إدلب عانينا إبان سيطرة التنظيمات الإرهابية ولكن عندما أتينا إلى شمال وشرق سوريا وجدناها الملاذ الآمن لنا وبالنسبة لمقتل النساء وخاصة مجزرة شنكال قام بعض الأهالي برمي أنفسهم في النار هم وأمهاتهم وأخواتهم خوفاً من الوقوع في يد تنظيم داعش الإرهابي فالإرهاب الوحشي الذي مورس بحق الرجال والسيدات والشيوخ والأطفال والفتيات ما هو إلا إبادة جماعية بحق مكون أصيل له تاريخ وثقافة.
ومن ثم تحدثت عضوة منسقية تجمع نساء زنوبيا مريم عثمان وقالت: "نحن كنساء شرق أوسطيات نعاني من الظلم، لذلك يتطلب منا في هذا الملتقى الذي كان ضد إبادة المرأة أن نتكاتف حيال المعتقلات في سجون المحتلين وأيضاً نرفع من وتيرة النضال ضد السياسات الممنهجة من قبل الأطراف المتنازعة وأيضاً يتطلب منا أن نطالب بالحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان لذلك يجب أن نقف ضد هذا الصمت المخزي واعتبار كل الجرائم والإبادات جرائم بحق الإنسانية".
واختتمت المداخلات بمسرحية لفرقة الهلال الذهبي من مدينة الحسكة حملت عنوان "أرواح بلا ذنب"، تحدثت عن قتل النساء.
واختتم الملتقى ببيان ختامي وجملة من المخرجات، قرئ من قبل نائبة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل زوزان شمو .
وجاء في نص البيان:
البيان الختامي للملتقى الحواري للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا
قضية المرأة في الشرق الأوسط هي مصدر كل القضايا الاجتماعية، وبدون تحليل وصياغة الشكل الجوهري لقضيتها وتاريخها العريق لا يمكن إيجاد حلول لكافة القضايا العالقة.
وبما أننا نؤمن أن القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية المرأة والشعوب المضطهدة، من خلال تضافر الجهود وإبراز وحدة وإرادة المرأة وتصعيد خط المقاومة ضد الحداثة الرأسمالية والنظام الذكوري المهيمن وضد كل ما يعيق نضالها وحريتها ، التي باتت تكتب الآن تاريخ حريتها، وبنضال المرأة وتضحياتها الجسيمة تتحطم جدران عقلية التمييز الجنسوي التي جعلت من حياة المرأة سجناً وكبلتها بقيود وحجج واهية ، فغضب ورفض المرأة لسنوات ضد الاحتلال والإبادة أصبح صرخة الحرية وإعلان ثورة المرأة والشعوب، وإن انتفاضات المرأة والشعوب في العالم والشرق الأوسط في وجه عقلية الدول القوموية التي تأسست على أساس الذهنية المهيمنة والتمييز الجنسوي والديني لسنوات عديدة.
لذا رداً على هذه الإبادات عملت التنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا على عقد الملتقى الحواري تحت شعار " رداً على إبادة المرأة ... نبني حياة حرة" في مدينة الرقة السورية بتاريخ 7/٨/٢٠٢3 وبحضور 129 امرأة من كافة التنظيمات والحركات النسائية،
بدأ الملتقى بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً لأرواح الشهيدات والشهداء
وتم افتتاح الملتقى بكلمة ترحيبية من قبل قيادية وحدات حماية المرأة.
وتضمن الملتقى أربعة محاور وهي:
المحور الأول: بعنوان إبادة المرأة على مستوى العالم.
المحور الثاني: بعنوان إبادة المرأة في الشرق الأوسط.
المحور الثالث: بعنوان إبادة ومقاومة النساء الإيزيديات.
المحور الرابع: تقديم الحلول من قبل الحركات والتنظيمات النسائية ضد كافة الانتهاكات بحق المرأة.
وبناء على ذلك وفي ختام الملتقى تم التوافق على المخرجات والتوصيات التالية:
ـ مناهضة العنف والاستغلال والتمييز الممارس ضد المرأة، من خلال بناء عائلة ديمقراطية ومجتمع يسوده العدل والمساواة.
ـ العمل على توعية المرأة بمخاطر الحرب الخاصة التي تمارس عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ـ العمل على نشر وترسيخ مفهوم شعار (المرأة -الحياة -الحرية).
ـ يجب أن يكون يوم الثالث من آب يوماً للاعتراف بحقوق الإيزيديين وثقافاتهم، من خلال محاسبة تنظيم داعش الإرهابي من قبل محاكم الإدارة الذاتية وبدعم من المجتمع الدولي والدول الضامنة.
ـ قضية المرأة من القضايا العالقة وإن لم يتم تحليلها بالشكل الصحيح لا يمكن حل باقي القضايا، وفي أنحاء العالم يتم الاعتراف بالإبادات الجماعية إلا أنه لا يتم الاعتراف بإبادات النساء و نحن كحركات و تنظيمات نسائية يقع على عاتقنا النضال و المقاومة ضدها.
ـ دعم وتوسيع مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام لنساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر فضح الجرائم والإبادات وتقديمها للرأي العام لترتقي إلى جرائم حرب والاعتراف الدولي بإبادة النساء.
ـ العمل على تطوير وحماية هوية المرأة متعددة المكونات والأديان والثقافات.
ـ الكشف عن مصير كافة النساء المغيبات والمفقودات.
ـ ضرورة فضح سياسات دولة الاحتلال التركي وإخراجها من كافة المناطق السورية التي تحتلها.
- تشكيل مرجعية نسائية وتطبيق الكونفدرالية النسائية على مستوى العالم.
- العمل على رفع العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان.