مقاومة الكريلا هي ضمان لتحقيق النصر

ربما تذوب عظام الإنسان بعد مرور فترة من الزمن وتتلاشى، لكن إرادة الإنسان تبقى دائماً وتصبح موطناً للإنسانية جمعاء.

يفرض نظام الإبادة والمحو نفسه على الشعب الكردي مرة أخرى مع حلول الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، وخاصةً، قوى الاحتلال التي ترى هذا الأمر كذهنية بالنسبة لها، وتسعى لتجديد معاهدة لوزان مرة أخرى، ويريدون مواصلة سلطتهم مرة أخرى بقيادة الاحتلال التركي، أو يتمكنوا من ترسيخ سيادتهم بشكل أكبر في الشرق الأوسط، وكما هو معروف، بأنه هناك معركة ضارية في ساحات المقاومة وساحات الكريلا منذ فترة أسبوع، كما أنه هناك حرب شرسة تجري في مناطق الدفاع المشروع وشرق وغرب زاب ومنطقة الشهيد دليل وتلتي جودي و بهار، حيث تُخاض مقاومة تاريخية في جميع أرجاء هذه الساحات، وهنا يمكن للمرء أن يرى أن قوات الكريلا لا تقاوم فقط، أي أنها ليست فقط في حالة في حماية نفسها فحسب، بل نشاهد اليوم أن الكريلا تحارب من خلال عملياتها وادعاءاتها القائمة على هزيمة احتلال الجيش التركي وتعمل على تحقيق النتائج المرجوة، وكما هو الحال بشكل يومي على وسائل الإعلام، يتضح مدى العمليات النوعية التي تقوم بها الكريلا في غضون الأيام القليلة الماضية، وكما قُتل من جنود الاحتلال والضربات القاسية التي تلقتها نتيجة هذه العمليات النوعية.  

ونلاحظ بأن الكريلا تحقق النتائج النوعية من خلال اللجوء إلى التكتيكات الهجومية والمداهمة والقنص، وتهاجم نقاط العدو وتحاربهم بقوتها وإيمانها بتحقيق النصر، حيث تعزز مستوى النضال والمقاومة على وجه الخصوص بقيادة مقاتلات الكريلا، وتنخرط الكريلا ليلاً ونهاراً في خضم معركة دون تخللها أي توقف في ظل الظروف القاسية لهذا الفصل، حيث أن علاقة هذا الأمر مرتبط حتماً بأيديولوجية القائد أوجلان، لأن الأمر الذي يقودهم اليوم هو هذه الروح وهذا الإيمان، وبدروها، تؤمن الكريلا بهذا الأمر وتستمد قوتها من ذلك، وعلى الرغم من الحرب الشرسة التي تجري منذ سنوات، يزداد أمل الكريلا في تحقيق النصر أكثر فأكثر، ويزداد ارتباطها بالهدف المنشود، واليوم أيضاً، ترد بالغاية نفسها على الاحتلال بتصميم عظيم في الأنفاق المقاومة تلك وفي أنفاق الحرب، وفي مواجهة هذه الإرادة، لا تتحمل الدولة التركية أو جيشها هذا الوضع باي شكل من الأشكال، وكما يقوم الجيش التركي في تصريحاته؛ "نحن مصممون على القضاء على الكريلا"، لكنه يخدع نفسه بهذا الأمر، حيث أن الإنسان يرى أن حقيقة الحرب والوضع الراهن في ساحات المقاومة هي على العكس من ذلك.             

كما أن حقيقة الجيش أيضاً ظاهرة للعيان، فكيف يمكن لمن لا يدرك تماماً تميزه وأهدافه أن يكون صاحب هذه الأرض ويتمسك بها؟ ونلاحظ أنه لا يزال غير قادر على حماية نفسه من حرارة هذا الفصل، فهل من الممكن أن يكون لديه القدرة الكافية على تحمل كل ظروف الحياة الصعبة؟ وهذا الأمر أيضاً لا يجري التطرق له، حيث يتضح من حقيقة حربهم ونتائج هجماتهم إلى أي درجة أنهم بدون إرادة، كما أن كل إيمانهم متربط بهذه التقنية التي هي الآن في عيون لا طائل منها، ولكن على الرغم من ذلك، كلما تلقوا ضربات من قوات الكريلا، فإنهم يلجؤون إلى تقنياتهم المتطورة، حقيقةً، الدولة التركية هي في حالة من العجز، كما نتائج الحرب التي تقوم بها توضح هذا الأمر بشكل أفضل، لنفترض أنها في هذه المرحلة فقط ، قصفت فقط ساحات الكريلا عشرات المرات بشكل يومي بطائراتها الحربية و مروحيتها الهجومية وبالمدافع والدبابات في كل من زاب ومتينا وخاكورك وجميع أرجاء ساحات المقاومة، لكنها لم تتمكن بأي شكل من الأشكال من كسر خنادق المقاومة وتحقق النتيجة المرجوة، حيث تستخدم كل ما في وسعها ضد قوات الكريلا في هذه الساحات، ولكن هناك حقيقة من هذا القبيل أيضاً، سيكون بمقدور التقنية العمل إلى حد ما، لكن مقاتلي كريلا حرية كردستان سيحيون بهذه الروح من اليوم وإلى ملايين السنين بالإرادة والمقاومة التي يخوضونها في تلك الساحات، ولهذا السبب، يمكن لعظام الإنسان أن تذوب بعد مرور فترة من الوقت وتتلاشى، ولكن إرادة الإنسان تبقى دائماً وتصبح موطناً للإنسانية جمعاء.