منظومة المجتمع الكردستاني تصدر بيان بمناسبة حلول شهر رمضان

أصدرت منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بياناً كتابياً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك قالت فيه: "نحن على ثقة بأن الموقف الأعظم والأخلاقي لصوم رمضان المبارك، هو النضال المشترك ضد الاحتلال والوكلاء والعزلة والتعذيب".

أصدرت لجنة الشعوب والمعتقدات في منظومة المجتمع الكردستاني بياناً كتابياً جاء فيه:

"لقد دخلنا شهر رمضان الذي هو شهر الخير والبركة للعالم الإسلامي، نتمنى أن يعم السلام والأمان في العالم الإسلامي في شهر رمضان المبارك، نأمل أن يدخل شهر رمضان في 2025 المحبة والمشاركة والسعادة في قلوب جميع المسلمين وأن يكون وسيلة للترحيب بالمشاعر الحياتية، مطلبنا هو تحقيق السلام والعدالة في المجتمعات الإسلامية، ونأمل أن تساهم الصلوات والعبادات التي نؤديها خلال شهر رمضان في تقوية الإرادة الإنسانية والأخلاق والضمير الاجتماعي، ونأمل أن يكون شهر رمضان فرصة لشعوب الشرق الأوسط للتركيز على قضايا الحرية والديمقراطية، وبناء المجتمع والحياة من منظور الأمة الديمقراطية.

أيها المسلمون الأعزاء:

لقد دخلنا شهر رمضان المبارك لعام 2025، حيث فُتحت الطرق أمام مآسي عظيمة من الحروب والدمار في الجغرافيا الإسلامية في الشرق الأوسط، إن مرحلة الحرب الجارية في الشرق الأوسط تسببت في معاناة كبيرة وصعوبات لجميع الشعوب والأديان التي تعيش في المنطقة، وخاصة المجتمعات الإسلامية، ولكننا نؤمن أنه إذا نشأ في المنطقة مجتمع بمفهوم الأمة الديمقراطية، فإن الدمار الذي خلفته الحرب والألم والمعاناة التي حدثت سيتم تلافيه، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو العالم الإسلامي بأكمله ومسلمي الشرق الأوسط إلى التوحد حول القيم الديمقراطية التي تمثل الإسلام وإقامة كونفدرالية شرق أوسطية ديمقراطية لصالح جميع شعوب الشرق الأوسط، ندعوكم إلى تقديم القوة والمساهمة في هذه العملية التي نمر بها، على أساس تعزيز الوحدة وتضامن الشعوب والحياة المتساوية، ندعوكم للوقوف ضد القوى التي تلعب بالقيم الإنسانية من أجل مصالحها الخاصة، والنضال كمؤمنين عظام من أجل تطوير الاتحاد الديمقراطي للشعوب وتحقيق بناء المجتمع الديمقراطي.

وبصفتنا حركة نؤمن بأن حل القضايا البيئية وقضايا المرأة والقضايا الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط يمر عبر النضال المشترك، ونود أن نوضح أنه خلال شهر رمضان هذا تم توسيع النضال المشترك للشعوب على أساس الديمقراطية والحرية والوحدة والتضامن والمساواة بين الشعوب والأديان، وبهذه المناسبة، وخلال شهر رمضان المبارك، ندعو المسلمين في الشرق الأوسط وكردستان إلى العمل بالوحدة والتضامن ضد القوى والدول الاستعمارية والإبادة الجماعية والفاشية في جميع أنحاء العالم.

الشيوخ الوطنيين في كردستان المحترمين:

إن هذه المرحلة التي نمر بها تفرض مسؤوليات كبيرة على الكرد المسلمين الذين يعيشون في شمال وجنوب وشرق وروج آفا كردستان وفي كل أنحاء العالم، لقد ناضل الشعب الكردي من أجل وجوده وبقائه ضد سياسات الإبادة منذ 50 عاماً، تستمر هجمات الإبادة لدولة الاحتلال التركي بكل قوتها على كافة مناطق كردستان، في شمال كردستان، تستمر العزلة والتعذيب والاعتقالات والسجن والاستيلاء بلا توقف، تستمر هجمات الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال التركي في جميع أنحاء جنوب كردستان، مع إخلاء عشرات القرى وتدمير البيئة والمشاكل الاجتماعية، كما تستمر هذه الهجمات على روج آفا وشمال وشرق سوريا أيضاً، مما يؤدي إلى نزوح الأهالي من موطنهم وديارهم، في الحرب والصراع التي تحدث يومياً، يفقد عشرات الأشخاص الذين يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية حياتهم، إن الشعب الكردي يقاوم ضد كل هذه الهجمات من أجل الحرية والديمقراطية والحياة البشرية، الشيوخ الأعزاء باعتباركم قادة إيمان الشعب، عليكم أن تكونوا إلى جانب شعبكم في كل ساحات المقاومة، ارفعوا من معنويات الشعب وهذا يشكل جزء من العبادات المقدسة في شهر رمضان.

وفقاً لكتابنا المقدس "القرآن الكريم"، تعتبر كل فعاليات الشعب ضد الأشخاص الذين يستخدمون الإسلام وينكرون حقيقة الشعوب، مثلها مثل الصيام، كل من يلتزم بهذه الوصية، يُغفر له ويحصل على أجر عظيم، وبسبب هذه القاعدة الإسلامية، فقد ألقيت مسؤولية كبيرة على عاتق الكرد المسلمين خلال شهر رمضان، بمناسبة شهر رمضان نذكّر أن الشيوخ الكرد الوطنيين والشعب الكردي المسلم، إذا وحدتم عباداتكم مع المقاومة، فسوف تحققون خيراً عظيماً.

إن أعظم مقاومة تجلب الخير هي مقاومة شعب يعاني من الإنكار والإمحاء، مقاومة شعب سُلبت إرادته، ويواجه العزلة، وفي هذه المرحلة، بدلاً من أن تصدر المساجد الدينية فتاوى بارتكاب مجازر ضد الكرد، يجب أن تقام الصلاة على الحدود، وفي خنادق الدفاع عن الشعب، وأمام البلديات، وهذا هو الموقف الأكثر صواباً، لأن الدين في شخص الشعب الكردي ينكر آيات الله من خلال إنكاره للثقافة الكردية، ديانة الدولة التركية والدولة تقضي بعزلة القائد، ونرجو من المسلمين أن يعلموا أن الزكاة هي أهم شروط الإسلام، والمؤمن الذي يؤدي الزكاة تزداد البركة في بيته وماله، بدلًا من إعطاء زكاتك لدولة الاحتلال التركي ومؤسساتها، مدوا يد العون لشعب روج آفا وسوريا، فهذه أعظم الأعمال الخيرية في شهر رمضان، من جهة، نزح سكان روج آفا وشمال شرق سوريا ومن جهة أخرى هاجروا، ولذلك، يجب على جميع المسلمين في كردستان والعالم أن يشاركوا في الحوار مع الشعوب التي تعاني وسط الحرب، إن إعداد وجبات الإفطار بطريقة متواضعة، والشعور بآلام ملايين الجوعى، والابتعاد عن البذخ، هو النهج الأصح والخيّر، شاركوا موائد الإفطار مع المحتاجين، السؤال عن وضع المرضى والمسنين وتلبية احتياجاتهم، هو الخير الأعظم في شهر رمضان، نرجو من المسلمون الذين يريدون أن يكونوا أصحاب أخلاق وضمير حي لفعل الخير، أن يدعموا ويوحدوا هذه المرحلة، نسأل الله أن يجعل صيامهم سبباً لخيرات أعظم، نؤمن بأن شهر رمضان المبارك سيكون شهر نضال مشترك ضد الوكلاء والعزلة والتعذيب، بهذه المناسبة نأمل أن يقوم المسلمون في تركيا والشرق الأوسط بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم لتعيش الشعوب معاً بشكل ديمقراطي ومتساوي، وان ينضموا إلى الجبهة الديمقراطية في صفوف النضال المشترك ضد الظلم، ونتمنى أن تُقبَل صيام ودعاء كل الصائمين".