أصدرت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني بياناً كتابياً أعلنت فيها بأنَّهم ينحنون إجلالاً وإكباراً لاستشهاد الأم سكينة آرات وقالت: "لكي نكون جديرين بذكرى الأم ساكينة وجميع أمهاتنا المقاومات، فإنَّنا نجدد عهدنا ببناء وتحقيق السلام والديمقراطية وبناء الحياة الحرة".
وجاء نص البيان كما يلي:
"بينما نمر بمرحلة تاريخية في نضالنا، تلقينا نبأ رحيل الأم ساكينة التي كرست كل حياتها وجهودها وأولادها لهذا النضال، وقدمت التضحيات الكبيرة، وأخذت مكانها في النضال المشرف لنساء الكرد والأمهات الكرديات، نستذكر الأم ساكينة التي أخذت مكانها في النضال من أجل الحرية، وحافظت على ثقافة الأم المقدسة حيّة، وخذلت العدو بنضالها، ودخلت السرور في قلوب الرفاق، وأبدت مقاومة بكل فخر واعتزاز، والتزاماً بكرامة ذكراها فإنَّنا نتعهد بمواصلة وتصعيد نضالنا من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي، ونؤكد مجدداً إيماننا بأنَّنا سننتصر بالتأكيد في النضال من أجل حرية المرأة في كردستان.
ولدت الأم ساكينة في كنف عائلة تم نفيها بعد سنوات من انتهاك اللغة والثقافة وحقوق الإدارة الذاتية الكردية، وأدت إلى اندلاع الانتفاضة، لقد شهدت كل الظروف الصعبة في المنفى والضغوط الفاشية بحق الشعب الكردي، ورغم كل شيء، فقد حافظت على ثقافتها، وباعتبارها ممثلة المقاومين للثقافة الكردية المجتمعية خارج البلاد، فقد قامت بتربية أطفالهما بجهد وعناء كبيرين، وغرست في نفوس أبنائها ثقافتها الاجتماعية وروح المقاومة.
في عام 1984، تم سجن ابنها جمال آرات في سجون آمد، حيث تم ممارسة أشد أنواع التعذيب والأعمال اللاإنسانية لمحاولة تدمير هوية الشعب الكردي، وبهذه المقاومة مثَّل الهوية الكردية العظيمة وأصبح رمزاً على إثبات وجود الشعب الكردي، عندما استشهد جمال آرات أثناء مشاركته في الحملة الكبيرة للإضراب عن الطعام، كانت الأم ساكينة بجانبه، كما قدمت اثنين من أبنائها الآخرين للنضال التحرري الكردستاني، وعندما استشهد أبناؤها في سبيل الحرية، عززت الأم ساكينة من نضالها من خلال إحساس أعمق بالوطنية ووعي أكبر بالثقافة الاجتماعية.
أخفت آلام أبنائها في أعماق قلبها وأكملت مسيرتها كأم، طوال نضالها الذي استمر 41 عاماً، دافعت دائماً عن السلام، وناضلت كي لا تفجعنَ الأمهات بفقدان أبنائهن، وأرادت أن تصل صوتها إلى كل مكان، وواصلت نضالها بإصرار كبير وأصبحت واحدة من أمهات السبت.
الأم ساكينة، رغم كل الحروب واستشهاد أبنائها، ناضلت لإنَّهاء الحرب، ومن النضال من أجل السلام إلى النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، لم تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، ولذلك فإنَّ الأم ساكينة هي أول شهيدة في عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" الذي أطلقه قائدنا، ننحني احتراماً وامتناناً لاستشهادها، تكريما لذكرى الأم ساكينة وجميع أمهاتنا المقاومات، فإنَّنا نجدد عهدنا ببناء وتحقيق السلام والديمقراطية وبناء الحياة الحرة.
لذا ندعو كافة أبناء مجتمعنا، بدءاً من المرأة وحتى الشبيبة الثورية، بأن يكونوا جديرين بذكرى شهيدة السلام والمجتمع الديمقراطي الأم ساكينة، وتعزيز دعوتها من أجل السلام والديمقراطية ونضالها من أجل الحرية".