الدروز هم في الأصل من نسل الدولة الفاطمية، أي الإسماعيلية، ولذلك فهم الأئمة السبعة، إلا أن اختلافهم عن الأئمة السبعة هو كما يلي: يقبلون خليفة مصر الفاطمي الحاكم بأمر الله إلهاً، ومساعده حمزة بن علي نبياً.
وأنهم يعرفون باسم مازدا، أو مد، أو الفارسية، وهناك العديد من الادعاءات بأنهم كرد وجاءوا من شنكال إلى هذه المنطقة، ولكن يعرفون عن أنفسهم بأنهم عرب أصليون، حيث إن رايتهم هي رمز لمعتقدهم الديني وترفع في اللحظات الدنيوية، فرفع الراية لديهم تأتي بمعنى النصر، إنه مجتمع محارب ومقاوم.
الخصائص الأساسية لدى العقيدة الدرزية
يدعمون بعضهم البعض، حيث إن العلاقة بين الرجل والمرأة لديهم تشبه خصائص العلويين، ولديهم مدارس لتعليم الدين، ويبنون أنفسهم على أساس الفلسفة الباطنية، فهم يتشابهون مع العلويين في العديد من الجوانب، ويؤمنون بإله واحد.
ومن المحرمات لدى العقيدة الدرزية، هو أكل لحم الخنزير، وشرب الخمر، والتدخين، وتعدد النساء، والزواج من غير الطائفة الدرزية.
وفقا للدروز، فإن الروح يغير الجسد بعد الموت، ففي جغرافية الشرق الأوسط حيث اختلاط العقيدة مع الدين، إلا أنهم يعتبرون مجتمعا منغلقا بسبب معتقدهم وخصائصهم الاجتماعية.
إخراج قيد الدروز وأماكن تواجدهم
يبلغ عدد الدروز في سوريا حوالي 700 ألف درزي، وفي لبنان حيث يبلغ عددهم حوالي 160 درزي، ولديهم في إسرائيل ثلاثة قرى ويبلغ عددهم هناك حوالي من 15_20 ألف، ويدعي أولئك القاطنين هناك بأنهم ليس عرب بل أقارب لليهود، حيث أنهم يلتحقون بالجيش، والآسايش، ووظائف أخرى ضمن الأمن، وهناك أيضاً وحدة خاصة للدروز ضمن الجيش الإسرائيلي، وأيضاً يتواجد الدروز في تلال جولان ويبلغ عددهم هناك حوالي 120 ألف درزي.
وضع الدروز في عهد الأسد
لم يتفق الدروز قط لا في عهد الأسد الأب ولا أثناء عهد الأسد الابن، فهم كانوا يطالبون مراراً بالحكم الذاتي، إلا أن الأسد الابن حاول مراراً باستسلامهم عن طريق الضغوطات، ولكن شكل الدروز قواتهم الخاصة للدفاع عن النفس، بعد مقتل العديد منهم أثناء هجوم داعش، وقد صدوا دائماً محاولات إيران لتشيعهم.
بدأوا في عام 2023 بمرحلة نصر شاملة في مناطقهم، وعلى إثرها حاربوا نظام الأسد وطالبوا بحكمهم الذاتي، ففي هذا الوقت عملياً هم بنوا منطقتهم الذاتية، وقد أعلنوا المطلب ذاته لحكومة دمشق الجديدة والقوى الدولية بعد إطاحة الأسد، حيث قال حكمت هجري، شيخ شيوخ الدروز، في بيانه الأخير: "لا نستطيع أن نتحد مع هذا النوع من المفهوم الجهادي"، وقد أعلن بأنهم لن يتحدوا مع هيئة تحرير الشام.
قوة الدروز العسكرية
يمتلك الدروز وحدات دفاع ذاتية تتألف من ثلاثة ألوية ومنظمة في كل قرية وحي، ولديهم القدرة الكاملة ضد أي تدخل محتمل لهيئة تحرير الشام، تاريخياً، لم يخضعوا لأي قوة وأرادوا العيش باستقلالية، فقلعة الدروز هي جبال جولان وجبال الدروز، والمناطق التي يعيشون فيها هي ساحات الجبال الاستراتيجية، وفي الوقت الحالي، هم يطالبون بالحكم الذاتي.
لديهم موقف للمساواة بين الرجل والمرأة
يولي الدروز أهمية كبيرة للمساواة بين الرجل والمرأة. يمكن للمرأة أن تصبح مسؤولة دينية، بل وحتى الوصول إلى مناصب عليا، ولا يتعين عليها تغطية رأسها، يُحظر على المرأة الزواج قبل سن السابعة عشرة، ويُحظر على الرجل الزواج قبل سن الثامنة عشرة. لا يجوز أن يكون لدى الزوجين أكثر من أربعة أطفال ويجب أن يكون هناك فارق عمري بين الأطفال يتراوح من 4 إلى 5 سنوات.
إنهم يواصلون لفت الانتباه، وخاصة بموقفهم بشأن المساواة بين الجنسين، وتظل قصتهم مثالاً لكيفية تشكيل المعتقدات للمجتمعات وكيفية انتقال الهوية الثقافية من جيل إلى جيل.